الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نبؤات الكتاب المقدس

منير جمال الدين سالم

2015 / 8 / 26
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


نبؤات الكتاب المقدس
ما يسمى بالكتاب المقدس الذى بين أيدينا الآن .... بجزئيه العهد القديم و العهد الجديد و اللذان نطلق عليهما إسمى التوراه و الإنجيل ... يعتبر لكل مسيحى ، المرجع الأول ، بل المرجع الأوحد لعقيدته المسيحية ، وكل كلمة فيه تعتبر وحياً إلاهياً لاشك فى صحته ، ولا يعتريه الزيف أو الخطأ فى أى من أجزاؤه .
ومن هذا المنطلق يعتمد المفسرون على تحقق النبوءات الواردة فيه ، لإثبات أن الكتاب موحى من اللله ، و أن النبوءات التى يحتويها ليست مجرد كشف للغيب ، و إنما هى وعد وعهد من الله يَعِدّ بتحقيقه ويكشفه لأنبيائه لينقلوه بدورهم إلى المؤمنين كبشير ونذير لما هو قادم فى آخر الأيام .
أغلب أسفار العهد القديم هى كتب نبوءات ، ويحوى العهد الجديد سفر نبوءه واحد فقط . إلى جانب ذلك فإننا نجد فى كل أسفار الكتاب المقدس ما يفسر على أنة نبوءات حتى فى أسفار الحكمة والشعر ، كسفر مزامير داوود و سفر الأمثال و سفر الجامعة و نشيد الأنشاد حتى أن المفسرين و الدارسين إجتمعوا على أنه يحوى ما لايقل عن ألف نبوءة ، ما يقرب من الثمانمائة فى العهد القديم ، وما يقارب المائتين فى العهد القديم .
فى هذه المقاله أقدم للقارىء دراسة متواضعه لمدى صحة هذه النبؤات ومدى درج بعض النصوص تحت مصطلح النبؤات , وما إذا كان أى منها قد تحقق فعلاَ فى الماضى , وما قد تحتويه من مفاتيح لأحداث حاضرنا ومستقبلنا .وفى مقالتى التاليه سأقدم للقارىء ماتوصلت إليه من تفسير لما جاء فى سفر دانيال والذى أعتبره من أصدق كتب النبؤه فى العهد القديم,إلى جانب ما جاء على لسان السيد المسيح فى الموعظه على الجبل وماجاء فى سفر الرؤيا فى العهد الجديد.
نبؤات العهد القديم
* وصية الرب لآدم :
" وأوصى الرب آدم قائلاً من جميع شجر الجنة تأكل أكلاً . و أما شجرة معرفة الخير و الشر فلا تأكل منها ، لأنك يوم تأكل منها موتاً تموت ." (سفر التكوين 2 : 16-17 )
"لكن آدم عاش و أنجب و طالت حياته على الأرض . فكانت كل أيام آدم التى عاشها تسعمائة و ثلاثين سنه ومات ." (سفر التكوين 5 : 5 )
• وعد الرب لإبراهيم :
" وفى ذلك اليوم قطع الرب مع إبرام ميثاقاَ قائلاً . لنسلك أعطى هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير الفرات . " (سفر التكوين 15 : 18 )
"وأقيم عهدى بينى و بينك و بين نسلك من بعدك فى أجيالهم عهداً أبدياً . لأكون إلهاً لك و لنسلك من بعدك. وأعطى لك ولنسلك من بعدك كل أرض غربتك. كل أرض كنعان ملكاً أبدياً و أكون إلههم . " ( سفر التكوين 17 : 7-8 )
" لأنى أجعلك أباً لجمهور من الأمم وأثمرك كثيراً جداً وأجعلك أمماً . وملوك منك يخرجون . " (سفر التكوين 17: 5-6 )
" أباركك مباركة و أكثر نسلك تكثيراً كنجوم السماء و كالرمل الذى على شاطئ البحر . و يرث نسلك باب أعداءوه . " ( سفر التكوين 22: 17 )
يفهم من الآيات أن وعد الله لإبراهيم يشمل كل نسل إبراهيم . وكما يشمل أبناء ساره فهو يشمل أيضاً أبناء هاجر وبنو قطورة وبنو السرارى اللواتى كانت لإبراهيم ، والذين يشكلون فى العصر الحديث أغلب شعوب المنطقة العربية بما فيها فلسطين المحتلة .
ووصف كثرة نسل إبراهيم كنجوم السماء و كالرمل الذى على شاطئ البحر لا تنطبق على الشعب اليهودى الذى لا يتعدى الخمسة عشر مليوناً فى جميع أنحاء العالم مقارنة بتعداد العرب ( أبناء إسماعيل ) والذى بلغ ثلاثمائة و خمسون مليوناً. فى حين أن الرب يعد إسحق وعداً محدوداً :
" أباركك وأكثر نسلك من أجل إبراهيم عبدى" (سفر التكوين 26:24 )
إلا أنه يعطى صورة مخالفة لهذا التصور بتخصيص العهد الشامل لجميع أبناء إبراهيم ليخص به إسحق دوناً عن جميع أخوته :
"ولكن عهدى أقيمه مع إسحق الذى تلده لك ساره فى هذا الوقت من السنة الآتية" ( سفر التكوين 17 : 21 )
وعن ذكر الذبيح نقرأ هذا النص : " فقال خذ إبنك وحيدك الذى تحبه إسحق و إذهب إلى أرض المريا و أصعده هناك محرقة على أحد الجبال الذى أقول لك . "
كيف يقول الرب لإبراهيم عن إسحق إبنك وحيدك وإسماعيل الإبن البكر لإبراهيم كان وقتها فى سن الصبا . وما قيمة التضحية بإبن واحد من أبناء إبراهيم مقابل التضحيه بالإبن الوحيد والغير متوقع إنجاب غيره بإعتبار عمر إبراهيم و ساره المتقدم ، ولم يحدث هذا إلا قبل ولادة إسحق ، إذ كان الإبن الوحيد هو إسماعيل . و بإدعاء أن إبن الحرة هو فقط الذى يرث وبإعتبار إسماعيل هو إبن هاجر الجارية ، فكيف يدخل فى ميراث إسحق ويعقوب أبناء " بلهة " و " زلفة " جاريتى يعقوب ، دان ونفتالى وجاد وأشير فى زمرة الأبناء الورثة ليعقوب وآباء أسباط أسرائيل الإثنى عشر ,كما جاء فى الإصحاحين 29 ، 3 من سفر التكوين .
* وعد الرب لموسى و يشوع :
"وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «إذْهَبِ إصْعَدْ مِنْ هُنَا أَنْتَ وَالشَّعْبُ الَّذِي أَصْعَدْتَهُ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي حَلَفْتُ لإِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ قَائِلاً: لِنَسْلِكَ أُعْطِيهَا . وَأَنَا أُرْسِلُ أَمَامَكَ مَلاَكًا، وَأَطْرُدُ الْكَنْعَانِيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالْحِثِّيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ." ( سفر الخروج 33: 1-2 )
"ويدفعهم الرب إلهك أمامك ويوقع بهم إضطراباً عظيماً حتى يفنوا . ويدفع ملوكهم إلى يدك فتمحوا إسمهم من تحت السماء . ولا يقف إنسان فى وجههك حتى تفنيهم " ( سفر التثنية 7 : 23 -24 )
" وَكَانَ بَعْدَ مَوْتِ مُوسَى عَبْدِ الرَّبِّ أَنَّ الرَّبَّ كَلَّمَ يَشُوعَ بْنِ نُونٍ خَادِمَ مُوسَى قَائِلاً . مُوسَى عَبْدِي قَدْ مَاتَ. فَالآنَ قُمِ اعْبُرْ هذَا الأُرْدُنَّ أَنْتَ وَكُلُّ هذَا الشَّعْبِ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أَنَا مُعْطِيهَا لَهُمْ َ. كُلَّ مَوْضِعٍ تَدُوسُهُ بُطُونُ أَقْدَامِكُمْ لَكُمْ أَعْطَيْتُهُ، كَمَا كَلَّمْتُ مُوسَى. مِنَ الْبَرِّيَّةِ وَلُبْنَانَ هذَا إِلَى النَّهْرِ الْكَبِيرِ نَهْرِ الْفُرَاتِ، جَمِيعِ أَرْضِ الْحِثِّيِّينَ، وَإِلَى الْبَحْرِ الْكَبِيرِ نَحْوَ مَغْرِبِ الشَّمْسِ يَكُونُ تُخْمُكُمْ. لاَ يَقِفُ إِنْسَانٌ فِي وَجْهِكَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ. كَمَا كُنْتُ مَعَ مُوسَى أَكُونُ مَعَكَ. لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ أَتْرُكُكَ." ( سفر يشوع 1 : 1-6 )
وتتوالى الآيات فى سفر يشوع لتنبئنا أن الرب قد حقق وعده لموسى ويشوع : -
" فَأَعْطَى الرَّبُّ إِسْرَائِيلَ جَمِيعَ الأَرْضِ الَّتِي أَقْسَمَ أَنْ يُعْطِيَهَا لآبَائِهِمْ فَامْتَلَكُوهَا وَسَكَنُوا بِهَا . فَأَرَاحَهُمُ الرَّبُّ حَوَالَيْهِمْ حَسَبَ كُلِّ مَا أَقْسَمَ لآبَائِهِمْ،وَلَمْ يَقِفْ قُدَّامَهُمْ رَجُلٌ مِنْ جَمِيعِ أَعْدَائِهِمْ، بَلْ دَفَعَ الرَّبُّ جَمِيعَ أَعْدَائِهِمْ بِأَيْدِيهِمْ. ( سفر يشوع 21 : 44 )
" وهؤلاء هم ملوك الأرض الذين ضربهم بنو إسرائيل و إمتلكوا أرضهم فى عبر الأردن نحو شروق الشمس من وادى أرنون إلى جبل حرمون وكل العربة نحو الشروق ..........." .
إقرأ (سفر يشوع : 12) إلى آخره.
هكذا يبدأ الإصحاح الثانى عشر من سفر يشوع ليعدد ثلاثين ملكاً لشعوب تسكن أرض كنعان إنتصر عليهم بنى إسرائيل و إمتلكوا أراضيهم و سكنوا فيها .. كل أرض كنعان .
ولكن تأتى آيات أخرى تنفى ذلك :
" وأما اليبوسيين الساكنون فى أورشليم فلم يقدر بنو يهوذا على طردهم فسكن اليبوسيين مع بنو يهوذا فى أورشليم إلى هذا اليوم." ( سفر يشوع 15 : 63 )
" فلم يطردوا الكنعانين االساكنين فى جازر . فسكن الكنعانيون فى وسط أفرايم إلى هذا اليوم وكانوا عبيداً تحت الجزية ". ( سفر يشوع 16 : 10 )
" ولم يقدروا بنو منسى أن يملكوا هذه المدن فعزم الكنعانيون على السكن فى تلك الأرض . " ( يشوع 17 :12 )
" وكان الرب مع يهوذا فملك الجبل ، ولكن لم يطرد سكان الوادى لأن لهم مركبات حديد . " ( سفر القضاة 1: 19 )
"و بنو بنيامين لم يطردوا اليبوسيين سكان أورشليم, فسكن اليبوسيين مع بنى بنيامين فى أورشليم إلى هذا اليوم ." ( سفر القضاة 1 : 21 )
الإصحاح الأول من سفر القضاة و بداية من الآية 27 ينص على :
" ولم يطرد منسى أهل بيت شان وقراها ولا أهل تعنك وقراها ولا سكان دور وقراها ولا سكان يلبعام وقراها ولا سكان مجدو وقراها . فعزم الكنعانون على السكن فى تلك الأرض . وكان لما تشدد إسرائل أنه وضع الكنعانيين تحت الجزيه ولم يطردهم طرداً . وإفرايم لم يطرد الكنعانيين فى جازر فسكن الكنعانيين فى وسطه فى جازر . زبولون لم يطرد أشير سكان عكو ولا سكان صيدون وأحلب وأكذيب وحلبه و أفيق ورحوب .......... "
و يستمر فى سرد أسماء كل شعوب كنعان . الشعوب التى وعد الرب أن يبيدها أمام إسرائيل .ولكن الوعد لم يتحقق وعجز بنو إسرائيل عن تنفيذه . " فسكن بنو إسرائيل فى وسط الكنعانين و الحثيين و الأموريين و الفريزيين و الحويين و اليبوسيين . وإتخذوا بناتهم نساءاَ وأعطوا بناتهم لبنيهم و عبدوا آلهتهم . " (سفر القضاة 3 : 5 )
" فعبد بنو إسرائيل عجلون ملك مؤاب ثمانية عشر سنة . ( سفر القضاة 3 : 14 )
" فباعهم الرب بيد يابين ملك كنعان الذى ملك فى حاصور ورئيس جيشه سيسرا وهو ساكن فى حروشه الأمم . " ( سفر القضاة 4 : 2 )
" فإعتزت يد مديان على إسرائيل بسبب المديانيين عمل بنو إسرائيل لأنفسهم الكهوف التى فى الجبال والمغاير والحصون . " (سفر القضاة 6 : 2 )
" فحمى غضب الرب على إسرائيل وباعهم بيد الفلسطنيين و بيد بنى عمون فحطموا ورضضوا بنى إسرائيل فى تلك السنة . ثمانى عشرة سنة . جميع بنى إسرائيل الذين فى عبر الأردن فى أرض الأموريين الذين فى جلعاد. وعبر بنى عمون الأردن ليحاربوا أيضاً يهوذا و بنيامين و بيت إفرايم فتضايق إسرائيل جداً ." (سفر القضاة 10 : 7-9 )
" ثم عاد بنو إسرائيل يعملون الشر فى عين الرب فدفعهم الرب ليد الفلسطينين أربعين سنة ." ( سفر القضاة 12 : 1 )
وووو . و أبداً لم ينحسم الصراع بين بنى إسرائيل و شعوب كنعان على مدى التاريخ .
* وعد الرب لداوود :
" قطعت عهداً مع مختارى . حلفت لداوود عبدى ، إلى الدهر أثبت نسلك و أبنى إلى دور فدور كرسيك . سلاه . " ( مزامير داود 89 – 3 ، 4 )
" و أجعل إلى الأبد نسله وكرسيه ومثل أيام السموات ." (مزامير داود 89 : 29 )
" لا أنقضى عهدى ولا أغير ما خرج من شفتى . مره حلفت بقدسى إنى لا أكذب لداوود . نسله إلى الدهر يكون و كرسيه كالشمس أمامى . مثل القمر يثبت إلى الدهر . " ( مزامير داوود 89 : 34 )
"لأنه هكذا قال الرب . لا ينقطع لداوود إنسان يجلس على كرسى بيت إسرائيل. ولا ينقطع للكهنة اللاويين إنسان من أمامى يصعد محرقة ويحرق تقدمه و يهيئ ذبيحه لكل الأيام" (سفر إرميا 33:17 )
* وعد الرب لسليمان :
" متى كملت أيامك و إضجعت مع آباءك أقيم بعدك نسلك الذى يخرج من أحشائك و أثبت مملكته . هو يبنى بيتاً لإسمى و أنا أثبت كرسى مملكته إلى الأبد . " ( سفر صموئيل ثانى 7 : 12-13 )
ولكن لم يحقق الرب وعوده لداوود وسليمان ، فقد دمرت المملكة كلياً ولم تقم لها قائمة , و إنتهى نسل داوود الملكى بموت الملك صدقياً و إلى تاريخنا هذا .وكما إنتهت مملكة إسرائيل, إنتهى شعبها أيضاً الذى سبى إلى أشور فى عام 690 ق.م.( الأسباط العشرة المفقوده ) وذاب فى شعوبها وضاعت هويته .
* وعد الرب ليوشيا ملك يهوذا :
" لذلك ها أنذا أضمك إلى آبائك فَتُضَم إلى قبرك بسلام ولا ترى عيناك كل الشر الذى أنا جالبه على هذا الموقع ." (سفر ملوك ثانى 22 : 20 )
و الآيات التالية تحكى كيف مات " يوشيا " ملك يهوذا
" وفى أيامه صعد فرعون نخو ملك مصر على ملك أشور إلى نهر الفرات فصعد الملك يوشيا للقاءه . فقتله حيين رآه ." (سفر ملوك ثانى 23 : 29 )
"و أصاب الرماه الملك يوشيا فقال الملك لعبيده أنقلونى لأنى جرحت جداً. فنقله عبيده من المركبة وأركبوه على المركبة الثانية التى له وساروا به إلى أورشليم. فمات و دفن فى قبور أباؤه . " ( أخبار أيام ثانى 35 : 23-24 )
هل هذا هو ألضم إلى القبر بسلام ؟ .
* وعد الرب لصدقيا ملك يهوذا :
" ولكن إسمع كلمة الرب يا صدقيا ملك يهوذا . هكذا قال الرب من جهتك لا تموت بالسيف. بسلام تموت و بإحراق آباءك الملوك الأولين الذين كانوا قبلك . هكذا يحرقون لك و يندبوك قائلين آه يا سيد." ( سفر إرميا 34 : 4-5 )
و الآيات التالية تحكى كيف مات " صدقيا " ملك اليهود
" فقتل ملك بابل بنى صدقيا فى ربله أمام عينيه وقتل ملك بابل كل أشراف يهوذا . وأعمى عينى صدقيا و قيده بسلاسل نحاس ليأتى به إلى بابل . " ( سفر إرميا 39 : 6-7 )
" وجعله فى السجن إلى يوم وفاته . " ( سفر إرميا 52 : 11 )
وبنفس الوصف فى ( سفر ملوك ثانى 25 : 6-7 ) هل هذا هو الموت بسلام ؟
* وعد الرب لأحاز ملك يهوذا :
" فقال الرب لأشعيا . أخرج لملاقاة أحاز ( ملك يهوذا ) أنت وشآرياشوب إبنك .إلى طرف قناة البركة العليا إلى سكة حقل القصار . وقل له إحترز و إهدأ . لا تخف ولا يضعف قلبك من أجل ذنب هاتين الشعلتين المدخنتين بحمو غضب، رصين ( ملك سوريا ) وآرام وإبن رمليا( ملك إسرائيل )". (سفر إشعيا 7 : 3 )
" لأَنَّ أَرَامَ تَآمَرَتْ عَلَيْكَ بِشَرّ مَعَ أَفْرَايِمَ وَابْنِ رَمَلْيَا قَائِلَة. نَصْعَدُ عَلَى يَهُوذَا وَنُقَوِّضُهَا ونسحقها وَنَسْتَفْتِحُهَا لأَنْفُسِنَا، وَنُمَلِّكُ فِي وَسَطِهَا مَلِكًا ابْنَ طَبْئِيلَ. هكَذَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ لاَ تَقُومُ! ولاَ تَكُونُ." (سفر إشعيا 7 : 5 )
ولكن فى سفر أخبار الأيام الثانى نقرأ :
" فَدَفَعَهُ الرَّبُّ( أحاز ملك يهوذا ) إِلهُهُ لِيَدِ مَلِكِ أَرَامَ، فَضَرَبُوهُ وَسَبَوْهُ سَبْيًا عَظِيمًا وَأَتَوْا بِهِ إِلَى دِمَشْقَ. وَدُفِعَ أَيْضًا لِيَدِ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ فَضَرَبَهُ ضَرْبَةً عَظِيمَةً. وَقَتَلَ فَقَحُ بْنُ رَمَلْيَا فِي يَهُوذَا مِئَةً وَعِشْرِينَ أَلْفًا فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ، ( أخبار الأيام 2 28 : 5-6 )
* إشعيا يتنبأ على بابل :
" وَتَصِيرُ بَابِلُ، بَهَاءُ الْمَمَالِكِ وَزِينَةُ فَخْرِ الْكِلْدَانِيِّينَ، كَتَقْلِيبِ اللهِ سَدُومَ وَعَمُورَةَ. لاَ تُعْمَرُ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ تُسْكَنُ إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ، وَلاَ يُخَيِّمُ هُنَاكَ أَعْرَابِيٌّ، وَلاَ يُرْبِضُ هُنَاكَ رُعَاةٌ، بَلْ تَرْبُضُ هُنَاك تنيينينَ (جمع تنين,وليس وُحُوشُ الْقَفْر كما فى الترجمه العربيه)، وَيَمْلأُ الْبُومُ بُيُوتَهُمْ، وَتَسْكُنُ هُنَاكَ بَنَاتُ النَّعَامِ، وَتَرْقُصُ هُنَاكَ مَعْزُ الْوَحْشِ، وَتَصِيحُ بَنَاتُ آوَى فِي قُصُورِهِمْ، وَالذِّئَابُ فِي هَيَاكِلِ التَّنَعُّمِ، وَوَقْتُهَا قَرِيبُ الْمَجِيءِ وَأَيَّامُهَا لاَ تَطُولُ". ( سفر أشعيا 13 :19-22 )
ويتفق معه إرميا فى النبؤه :
" ويكون عند تمام السبعين سنه أنى أعاقب ملك بابل و تلك الأمة على إثمهم و أرض الكلدانيين أجعلها خرباً أبديه . " (سفر إرميا 25 : 12 )
و يخصص النبى إرميا إصحاحين كاملين من سفره ( 50-51) لوصف خراب بابل أرض الكلدانيين . وتحقق جزء النبوءة القائل بهزيمة ملك بابل ، ولكن بابل أرض الكلدانين ظلت مسكونة ومعمورة إلى يومنا هذا . ومدينة " الحلة " بنيت على أنقاض مدينة بابل ومازالت مسكونة ومعمورة وحتى يومنا هذا .
• أشعيا يتنبأ على مدينة دمشق :
"وحى من جهة دمشق . هو ذا دمشق تزال من بين المدن و تكون رجمه ردم . مدن عروعير متروكة . تكون للقطعان فتربض وليس من يخيف ." (سفر أشعيا 17 : 1-2 )
و أبداً لم تتحقق النبوءة بل تمتعت دمشق بعصور من المجد و العظمة ومازالت قائمة حتى اليوم .
بقراءة كامل النصوص التى تذكر الدمار الذى سيحل ببابل ودمشق, يتأكد أنها تخص المستقبل القريب لوقت النبؤه, ولكن مفسرى عصرنا يدعون خّطئاَ أنها نبؤات لآخر الأيام.
* أشعيا وحزقيال يتنبآن على مدينة صور :
" وحى من جهة صور . ولو لى ياسفن ترشيش لأنها خربت حتى ليس بيت حتى ليس مدخل . من أرض كتيم أعلن لهم ." ( سفر إشعيا 23 : 1 )
" لِذلِكَ هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هأَنَذَا عَلَيْكِى يَا صُورُ فَأُصْعِدُ عَلَيْكِ أُمَمًا كَثِيرَةً كَمَا يُعَلِّي الْبَحْرُ أَمْوَاجَهُ. فيَخْرِبُونَ أَسْوَارَ صُورَ وَيَهْدِمُونَ أَبْرَاجَهَا. وَأَسْجي تُرَابَهَا عَنْهَا وَأُصَيِّرُهَا ضِحَّ الصَّخْرِ، فَتَصِيرُ مَبْسَطًا لِلشِّبَاكِ فِي وَسْطِ الْبَحْرِ، لأَنِّي أَنَا تَكَلَّمْتُ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ. وَتَكُونُ غَنِيمَةً لِلأُمَمِ. وَبَنَاتُهَا اللَّوَاتِي فِي الْحَقْلِ تُقْتَلُ بِالسَّيْفِ، فَيَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ. لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هأَنَذَا أَجْلِبُ عَلَى صُورَ نَبُوخَذْرَاصَّرَ مَلِكَ بَابِلَ مِنَ الشِّمَالِ، مَلِكَ الْمُلُوكِ، بِخَيْل وَبِمَرْكَبَاتٍ وَبِفُرْسَانٍ وَجَمَاعَةٍ وَشَعْبٍ كَثِيرٍ، فَيَقْصد بَنَاتِكِ فِي الْحَقْلِ بِالسَّيْفِ، وَيَبْنِي عَلَيْكِ مَعَاقِلَ، وَيَبْنِي عَلَيْكِ بُرْجًا، وَيُقِيمُ عَلَيْكىِ ِتْرَسَاَ، وَيَجْعَلُ مَجَانِقَ عَلَى أَسْوَارِكِ، وَيَهْدِمُ أَبْرَاجَكِ بِأَدَوَاتِ حَرْبِهِ. وَلِكَثْرَةِ خَيْلِهِ يُغَطِّيكىِ غُبَارُهَا. مِنْ صَوْتِ الْفُرْسَانِ وَالْعَجَلاَتِ وَالْمَرْكَبَاتِ تَتَزَلْزَلُ أَسْوَارُكِ عِنْدَ دُخُولِهِ أَبْوَابَكِ، كَمَا تُدْخَلُ مَدِينَةٌ مَثْغُورَةٌ. بِحَوَافِرِ خَيْلِهِ يَدُوسُ كُلَّ شَوَارِعِكِ. يَقْتُلُ شَعْبَكِ بِالسَّيْفِ فَتَسْقُطُ إِلَى الأَرْضِ أَنْصَابُ عِزِّكِ. وَيَنْهَبُونَ ثَرْوَتَكِ، وَيَغْنَمُونَ تِجَارَتَكِ، وَيَهُدُّمونَ أَسْوَارَكِ، وَيَهْدِمُونَ بُيُوتَكِ الْبَهِيجَةَ، وَيَضَعُونَ حِجَارَتَكِ وَخَشَبَكِ وَتُرَابَكِ فِي وَسْطِ الْمِيَاهِ. وَأُبَطِّلُ قَوْلَ أَغَانِيكىِ، وَصَوْتُ أَعْوَادِكِ لَنْ يُسْمَعَ بَعْدُ. وَأُصَيِّرُكِ كَضِحِّ الصَّخْرِ، فَتَكُونِينَ مَبْسَطًا لِلشِّبَاكِ. لاَ تُبْنَيْنَ بَعْدُ، لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ تَكَلَّمْتُ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ. " ( سفر حزقيال 26 : 3-14 )
كتبت هذه النبوءة فى نفس عام دمار المعبد على يد قوات نبو خذراصر ( 587 – 586 ق.م) و المفروض تحققها أثناء الزحف على أورشليم . ولفهم هذه النبوءة علينا أن نتذكر أن صور فى ذلك الوقت كانت عبارة عن جزيرة يحيط بها البحر من كل جانب و تبعد عن الساحل بمسافة تقارب الميل من المياه العميقة ، وكانت تعتبر فى هذا الزمان من أهم، بل أهم موانى العالم القدييم. إذ كانت تربط بين موانى البحر الأبيض ( أوربا و شمال أفريقيا ) وقوافل التجارة من الجزيرة العربية وبابل وفارس والهند ، وكان يتبعها عدد من القرى على الساحل ( بناتها اللواتى فى الحقل ). كونها جزيرة وبأسوارها العالية كان من السهل الدفاع عنها, ولبعدها عن الساحل كان من السهل إمدادها من البحر وإطالة صمودها ومقاومتها للحصار البرى .
النبوءة تنص على الدمار الكامل لمدينة صور و القرى التابعة لها على الساحل, دمار أبدى لقلاعها وأبراجها وأسوارها وعلى يد نبوخذراصر و جيوشه بالذات، وعلى أنه لن يعاد بناءها للأبد .
المؤرخين وعلى رأسهم المؤرخ اليهودى " يوسفيوس فلافيوس " أقروا بأن جيش نبوخذراصر إستولى على القرى الساحلية التابعة لجزيرة صور وأقام حصاراً برياً ( قطع الإتصال بين الجزيرة و الساحل ) عليها . والمعروف أن الجيش البابلى لم يكن لديه أسطول بحرى أو أى قطع بحرية يستطيع بها فرض حصار بحري على الجزيرة .
إستمر الحصار الساحلى على مدى ثلاثة عشر عاماً ولم يستطع الجيش المحاصر السيطرة عليها أو حتى تدمير أى من حصونها .
وفى عام 573 -572 ق . م . سحب نبوخذراصر قواته المرابطة على الساحل ليضمها إلى جيشه الزاحف نحو مصر. وإنتهى الأمر بعدها إلى عقد إتفاق أن تعود الجزيرة إلى سابق نشاطها مقابل ضريبة تدفع لبابل.
بالرغم من وضوح النص ، إلا أن بعض المفسرين يحاول تطويع النبوءه على أنها نبؤه مستقبلية لمصير الجزيرة ، خاصة أن الدمار قد حدث فعلاً، ولكن ليس على يد جيوش بابل كما تنص النبؤة, ولكن على يد إسكندر المقدونى فى عام 332 ق.م.,أى بعد مايقارب مائتى و خمسين عاماً من حملة نبوخذراصر عليها . وكان ذلك بأنه أمر ( الإسكندر) بإقامة جسر بين الساحل و الجزيرة مستخدماً فى ذلك أنقاض ورديم القرى الساحلية التى دمرت فى زمن البابليين . ومن وقتها أصبحت جزءاً من الساحل الفينيقى و أعيد بناؤها بعد سيطرة الأغريق عليها مباشرة لتصبح واحده من أهم موانئ إمبراطورية إسكندر المقدونى والمملكه السلوقيه من بعده, ثم الإمبراطورية الرومانية. ومازالت قائمة كميناء وكمدينة من أهم مدن وموانئ الجنوب اللبنانى . وهذا الواقع يخالف نبوءة إشعيا و حزقيال بأنها بعد تدمير نبوخذراصر لها ( والذى لم تحقق ) أن تصبح صخرة عارية ومبسطاً للشباك و بأنها لن تبنى أبداً. ويتأكد هذا فى النبؤات التاليه لإشعيا وإرميا وحزقيال على مصر.
* إشعيا يتنبأ على مصر :
يعود الوحى لحزقيال بعد عامين من فك الحصار البابلى على صور(570-571 ) ق.م ويبدل القرار إلى غزو ودمار مصر عوضاً عن عدم تحقيق النبوءة على صور .
" لِذلِكَ هأَنَذَا عَلَيْكَ وَعَلَى أَنْهَارِكَ، وَأَجْعَلُ أَرْضَ مِصْرَ خِرَبًا خَرِبَةً مُقْفِرَةً، مِنْ مَجْدَلَ إِلَى أَسْوَانَ، إِلَى تُخْمِ كُوشَ. لاَ تَمُرُّ فِيهَا رِجْلُ إِنْسَانٍ، وَلاَ تَمُرُّ فِيهَا رِجْلُ بَهِيمَةٍ، وَلاَ تُسْكَنُ أَرْبَعِينَ سَنَةً. وَأُشَتِّتُ الْمِصْرِيِّينَ بَيْنَ الأُمَمِ، وَأُبَدِّدُهُمْ فِي الأَرَاضِي. لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: عِنْدَ نَهَايَةِ أَرْبَعِينَ سَنَةً أَجْمَعُ الْمِصْرِيِّينَ مِنَ الشُّعُوبِ الَّذِينَ تَشَتَّتُوا بَيْنَهُمْ، وَأَرُدُّ سَبْيَ مِصْرَ، وَأُرْجِعُهُمْ إِلَى أَرْضِ فَتْرُوسَ، إِلَى أَرْضِ مِيلاَدِهِمْ، وَيَكُونُونَ هُنَاكَ مَمْلَكَةً حَقِيرَةً. تَكُونُ أَحْقَرَ الْمَمَالِكِ فَلاَ تَرْتَفِعُ بَعْدُ عَلَى الأُمَمِ، وَأُقَلِّلُهُمْ لِكَيْلاَ يَتَسَلَّطُوا عَلَى الأُمَمِ." ( حزقيال 29 : 10-16 )
* حزقيال و إرميا يتنبئون على مصر :
وَكَانَ فِي السَّنَةِ السَّابِعَةِ وَالْعِشْرِينَ فِي الشَّهْرِ الأَوَّلِ فِي أَوَّلِ الشَّهْرِ، أَنَّ كَلاَمَ الرَّبِّ كَانَ إِلَيَّ قَائِلاً: يَا ابْنَ آدَمَ، إِنَّ نَبُوخَذْرَاصَّرَ مَلِكَ بَابِلَ اسْتَخْدَمَ جَيْشَهُ خِدْمَةً شَدِيدَةً عَلَى صُورَ. كُلُّ رَأْسٍ قَرِعَ، وَكُلُّ كَتِفٍ تَجَرَّدَتْ، وَلَمْ تَكُنْ لَهُ وَلاَ لِجَيْشِهِ أُجْرَةٌ مِنْ صُورَ لأَجْلِ خِدْمَتِهِ الَّتِي خَدَمَ بِهَا عَلَيْهَا. لِذلِكَ هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هأَنَذَا أَبْذُلُ أَرْضَ مِصْرَ لِنَبُوخَذْرَاصَّرَ مَلِكِ بَابِلَ، فَيَأْخُذُ ثَرْوَتَهَا، وَيَغْنَمُ غَنِيمَتَهَا، وَيَنْهَبُ نَهْبَهَا فَتَكُونُ أُجْرَةً لِجَيْشِهِ. ( حزقيال 29 : 17-19 )
و يستمر فى التنبؤ بخراب مصر على يد بنوخذراصر وحتى نهاية السفر الثانى و الثلاثين .
" فالآنَ َ اسْمَعُوا كَلِمَةَ الرَّبِّ يَا بَقِيَّةَ يَهُوذَا، هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ إِلهُ إِسْرَائِيلَ إِنْ كُنْتُمْ تَجْعَلُونَ وُجُوهَكُمْ لِلدُّخُولِ إِلَى مِصْرَ، وَتَذْهَبُونَ لِتَتَغَرَّبُوا هُنَاكَ، يَحْدُثُ أَنَّ السَّيْفَ الَّذِي أَنْتُمْ خَائِفُونَ مِنْهُ يُدْرِكُكُمْ هُنَاكَ فِي أَرْضِ مِصْرَ، وَالْجُوعَ الَّذِي أَنْتُمْ خَائِفُونَ مِنْهُ يَلْحَقُكُمْ هُنَاكَ فِي مِصْرَ، فَتَمُوتُونَ هُنَاكَ. ( سفر إرميا 42: 15-16 )
و برغم تنبؤ إرميا بالشرعلى الهاربين لمصر و تحذيره لهم بالموت و الجوع ، فقد ذهب معهم إلى مصر و تنبأ هناك .
" ثُمَّ صَارَتْ كَلِمَةُ الرَّبِّ إِلَى إِرْمِيَا فِي تَحْفَنْحِيسَ قَائِلَةً: خُذْ بِيَدِكَ حِجَارَةً كَبِيرَةً وَاطْمُرْهَا فِي الْمِلاَطِ، فِي الْمَلْبِنِ الَّذِي عِنْدَ بَابِ بَيْتِ فِرْعَوْنَ فِي تَحْفَنْحِيسَ أَمَامَ رِجَال يَهُودٍ. وَقُلْ لَهُمْ: هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ إِلهُ إِسْرَائِيلَ: هأَنَذَا أُرْسِلُ وَآخُذُ نَبُوخَذْرَاصَّرَ مَلِكَ بَابِلَ عَبْدِي، وَأَضَعُ كُرْسِيَّهُ فَوْقَ هذِهِ الْحِجَارَةِ الَّتِي طَمَرْتُهَا فَيُبْسِطُ دِيبَاجَهُ عَلَيْهَا. وَيَأْتِي وَيَضْرِبُ أَرْضَ مِصْرَ، الَّذِي لِلْمَوْتِ فَلِلْمَوْتِ، وَالَّذِي لِلسَّبْيِ فَلِلسَّبْيِ، وَالَّذِي لِلسَّيْفِ فَلِلسَّيْفِ.
وَأُوقِدُ نَارًا فِي بُيُوتِ آلِهَةِ مِصْرَ فَيُحْرِقُهَا وَيَسْبِيهَا، وَيَلْبَسُ أَرْضَ مِصْرَ كَمَا يَلْبَسُ الرَّاعِي رِدَاءَهُ، ثُمَّ يَخْرُجُ مِنْ هُنَاكَ بِسَلاَمٍ. " ( سفر إرميا 43 : 8-12 )
و يستمر على هذا المنوال وحتى نهاية الإصحاح السادس والأربعين , كما ذكرت سابقاً أن بنوخذراصر وبعد أن فشلت قواته المرابطة على الساحل المقابل لجزيرة صور فى الوصول إلى الجزيره والهيمنه عليها. أمر قواته ( 573 – 572 ق.م ) بالإنضمام إلى جيشه الزاحف نحو مصر وذلك طبقاً لمعطيات العهد القديم كما رأينا .
ولكن كل المصادر التاريخية ( هيرودوت – يوسيفوس – أفريكانوس – مانيتو ) تحكى لنا أنه فى السنه الرابعة لنبوخذراصر ( 601 ق.م ) قامت معركة بين جيش بابل والجيش المصرى على حدود مصر الشرقية فى عهد الملك "نخاو" NECAO (610-595 ق.م) أول ملوك الأسرة 26 بعد حكم الأسرة 25 الأثيوبيه والتى كان "طهارقة" آخر ملوكها . إنتهت هذه المعركة بصد الهجوم وبنصر المصريين وبعودة الجيش البابلى مهزوماً .
تولى بعد الملك "نخاو" ,الملك "بسمتيك الثانى " (595-589 ق.م ) وتولى بعد بسمتيك الثانى الملك آبريس (APRIES ) وله عدة أسماء و ألقاب أخرى عرف بها, منها " حابى رع " HA’AIBRE ، و "واحيب رع " WAHIBRA (وهو نفس الملك "هوفرع " HOPHRA المذكور فى سفر إرميا). فى عهد هذا الملك دخل اليهود اللاجئبن إلى مصر هرباً من نبوخذراصر.
تولى بعده إبنه أماسيس AMASIS المعروف أيضاً بإسم " أحمس سانيث " (570-526 ) وحكم على مدى أربعة و أربعين سنه . تولى بعده إبنه " بسماتيك الثالث" و الذى عرف أيضاً بإسم " عنخ كن رع ANKHKANRE " ، وهو آخر ملوك الأسرة 26 ولم يدم حكمه أكثر من ستة أشهر وحتى الغزو الفارسى تحت قيادة قمبيز (525 ق.م) .
والثابت تاريخياً أيضاً أن "قورش" ملك الفرس تولى الحكم فى عام 539 ق.م. إذا لو أخذنا بالنبوءات بخراب مصر فلابد أن تتحقق هذه النبوءات فى الفترة ما بعد سحب قوات نبوخذراصر من الحصار على جزيرة صور, وتوجيه هذه القوات لمهاجمة وغزو مصر– أى بعد عام 572 ق.م , ويكون ذلك معاصراً لنهاية حكم الملك " أبريس " وبداية حكم إبنه " أماسيس ". والمفروض أن تكون فترة الخراب و الدمار و النفى و التشريد على مدى أربعين عاماً فى خلال حكم الملك أماسيس .
الموثق تاريخياً أنه كانت هناك محاولة لجيوش بابل لغزو الدلتا وكان ذلك فى وقت حرب أهلية داخلية بين المصريين ، ولكن المصريين توحدوا على صد الهجوم . وكان نتيجة لذلك الإتفاق على توقف مصر عن التحرش العسكرى خارج حدودها الشرقية . كما تمت معاهدة تحالف بين مصر و بابل فى عام 547 .م .
كتب هيرودت على أن مصر فى هذه الحقبة (تحت حكم أماسيس ) كانت فترة رخاء ، و أن مصر وقتها كان بها عشرون ألف مدينة و أن التجارة الخارجية فى محيط البحر الأبيض ومن بابل واليمن ومن الهند كانت مزدهره ، وأن الملك أماسيس كان له حلفاء فى آسيا الصغرى و اليونان وأن جزيرة قبرص كانت تحت الحكم المصرى . ويوافق هيرودت أيضاً كل المؤرخين المعاصرين .
و لدينا أيضاً السيرة الاتية لقائد البحرية الملكية فى عصر الملك أماسيس و بسماتيك الثالث على لوحة معنونه بإسمه UDJAHORRESNE (وهى أول ما ترجم بعد إكتشاف حجر رشيد و حل رموز اللغة الهيروغليفية و محفوظة فى متحف الفاتيكان), يصف فيها الرخاء والقوة التى كانت مصر تتمتع بها فى عصر هذين الملكين ، وأيضاً كتب عن الغزو الفارسى وعن بقاءه فى نفس وظيفته فى عهد كلاً من " قمبيز" و " داريوس " .
إذاَ لم تتحقق النبوء ,ولم تدخل جيوش بابل أرض مصراً أبداً , ولم تخرب مصر ,ولم يتشتت المصريين كما جاء على لسان الأنبياء .
و يأتينا أشعيا في سفره بنبوءة المستقبل حين يكتب :
" فِي ذلِكَ الْيَوْمِ يَكُونُ فِي أَرْضِ مِصْرَ خَمْسُ مُدُنٍ تَتَكَلَّمُ بِلُغَةِ كَنْعَانَ وَتَحْلِفُ لِرَبِّ الْجُنُودِ، يُقَالُ لإِحْدَاهَا مَدِينَةُ الشَّمْسِ. فِي ذلِكَ الْيَوْمِ يَكُونُ مَذْبَحٌ لِلرَّبِّ فِي وَسَطِ أَرْضِ مِصْرَ، وَعَمُودٌ لِلرَّبِّ عِنْدَ تُخْمِهَا " .
(سفر أشعيا 18:19-19)
" فِي ذلِكَ الْيَوْمِ تَكُونُ سِكَّةٌ مِنْ مِصْرَ إِلَى أَشُّورَ، فَيَجِيءُ الأَشُّورِيُّونَ إِلَى مِصْرَ وَالْمِصْرِيُّونَ إِلَى أَشُّورَ، وَيَعْبُدُ الْمِصْرِيُّينَ مَعَ الأَشُّورِيِّينَ. فِي ذلِكَ الْيَوْمِ يَكُونُ إِسْرَائِيلُ ثُلُثًا لِمِصْرَ وَلأَشُّورَ، بَرَكَةً فِي الأَرْضِ، يُبَارِكُ بها رَبُّ الْجُنُودِ قَائِلاً مُبَارَكٌ شَعْبِي مِصْرُ، وَعَمَلُ يَدَيَّ أَشُّورُ، وَمِيرَاثِي إِسْرَائِيلُ " .
(سفر أشعيا 19 : 23-25 )
توحى الآيات بتوحد مصر و إسرائيل و أشور على عبادة رب إسرائيل و إقامة معبد يهودى تقدم فيه التقدمات والقرابين لإله إسرائيل فى وسط مصر يعبد فيه المصريين إله إسرائيل . وهذا لم يحدث ، فالمصريين لم يدينوا باليهودية ولم ولن توجد فى المستقبل مدن فى أرض مصر تتكلم بلغة كنعان والتى إندثرت منذ آلاف السنين كما أن آشور لا وجود لها الآن .
نبؤات العهد الجديد
ولادة السيد المسيح من عذراء :
نص النبوءة فى سفر إشعيا التى يعتمد عليها مفسروا الكتاب المقدس لإثبات ولادة السيد المسيح من عذراء:
" ولكن يعطيكم السيد نفسه آية . ها العذراء تحبل و تلد إبناً و تدعوا إسمه عمانوئيل " (سفر أشعيا 7 : 14 )
فى النص العبرى الكلمة المترجمة إلى كلمة عذراء فى الآية السابقة هى كلمة " عالماً " ע-;-ל-;-מ-;-ה-;-. والترجمة الدقيقة للكلمة هى صبية أو فتاه. ولو كان المقصود فى الآية كلمة عذراء لكتبت فى النص العبرى " بتولاً " ב-;-ְ-;-ּ-;-ת-;-ו-;-ּ-;-ל-;-ָ-;-ה-;-.
بداية الإصحاح السابع من سفر أشعيا تحكى أنه فى زمن آحاز بن يوثام بن عزيا ملك يهوذا ، قام تحالف بين رصين ملك آرام وفقح بن رمليا ملك إسرائبل لمحاربة أورشليم . وأن الوحى قد جاء على لسان أشعيا لطمئنة آحاز أن النصر سيتحقق له فى مواجهة هذا التحالف . ويعود الوحى لطمئنة آحاز بنبوءة ميلاد إبن النبيه المسمى "عمانوئيل" ע-;-מ-;-נ-;-ו-;-א-;-ל-;- ( الرب معنا ) تارة ، و "مهير شلال حاش بز" מ-;-ַ-;-ה-;-ֵ-;-֥-;-ר-;- ש-;-ׁ-;-ָ-;-ל-;-ָ-;-֖-;-ל-;- ח-;-ָ-;-֥-;-ש-;-ׁ-;- ב-;-ּ-;-ַ-;-ֽ-;-ז-;- ( وترجمتها , أسرِعْ إلى السَّلبِ و النَّهبِ) تارة أخرى ، المخلص الذى سيحقق النصر ليهوذا على رصين ملك آرام و فقح ملك إسرائيل ،وأن ذلك سيتم بمعاونة ملك أشور الذى سيصعد عليهم كمياه النهر القوية لتغطى كل عرض بلاد عمانوئيل .
ثُمَّ عَادَ الرَّبُّ فَكَلَّمَ آحَازَ قَائِلاً: اُطْلُبْ لِنَفْسِكَ آيَةً مِنَ الرَّبِّ إِلهِكَ. عَمِّقْ طَلَبَكَ أَوْ رَفِّعْهُ إِلَى فَوْق. فَقَالَ لاَ أَطْلُبُ وَلاَ أُجَرِّبُ الرَّبَّ. فَقَال َإسْمَعُوا يَابَيْتَ دَاوُدَ! هَلْ هُوَ قَلِيلٌ عَلَيْكُمْ أَنْ تُضْجِرُوا النَّاسَ حَتَّى تُضْجِرُوا إِلهِي أَيْضًا؟وَلكِنْ يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً.هَالْعَذْرَاء (الفتاه أو الصبيه) تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ عمانوئيل ,زُبْدًا وَعَسَلاً يَأْكُلُ مَتَى عَرَفَ أَنْ يَرْفُضَ الشَّرَّ وَيَخْتَارَ الْخَيْرَ.لأَنَّهُ قَبْلَ أَنْ يَعْرِفَ الصَّبِيُّ أَنْ يَرْفُضَ الشَّرَّ وَيَخْتَارَ الْخَيْرَ، تخلى الأرض التى أنت خاش من ملكيها" (أشعيا 7 : 10-16 )
• لم يلقب السيد المسيح بإسم عمانوئيل أبداً طوال فترة حياته على الأرض أو فى أى نص آخر فى الكتاب المقدس .
• ومن غير المقبول أنه كان هناك وقتاً لم يعرف فيه السيد المسيح أن يرفض الشر و يختار الخير .
• واضح أن النبؤة تتحدث عن أنه قبل أن يعى الطفل أن يميز بين الخير و الشر سيتم القضاء على رصين و فقح :" تخلى الأرض التى أنت خاش من ملكيها" .
• و يتأكد ذلك بنص نبوئة سابقة فى نفس الإصحاح: " لأن رأس آرام دمشق ورأس دمشق رصين وفى مدة خمس وستين سنة ينكسر إفرايم حتى لايكون شعباَ ورأس إفرايم السامره ورأس السامرة إبن رمليا .إن لم تؤمنوا فلا تأمنوا " (أشعيا 7 :8-9 )
• وأما عن ما جاء فى الإصحاح 52 : 13 وحتى الإصحاح53 :12 من سفر إشعيا و الذى يفسر أيضاً على أنه نبوءات تتعلق باالسيد المسيح والتى تبدأ بنص:" هو ذا عبدى يعقل يتعالى و يرتقى و يتسامى جداَ". فهى صفات غير مقبولة و غير قابلة لتشبيه السيد المسيح بها.
• " نبت قدامه كفرخ وكعرق من أرض يابسة لا صورة له ولا جمال تنظر إليه ولا منظر فتشتهيه "
• وأيضاً : " عبدى البار بمعرفته يبرر كثيرين و آثامهم هو يحملها " هل كلمة عبدى تتوافق مع طبيعة السيد المسيح كأأقنوم للرب فى العقيده المسيحيه ؟
مذبحة الأطفال
"حِينَئِذٍ لَمَّا رَأَى هِيرُودُسُ أَنَّ الْمَجُوسَ سَخِرُوا بِهِ غَضِبَ جِدًّا. فَأَرْسَلَ وَقَتَلَ جَمِيعَ الصِّبْيَانِ الَّذِينَ فِي بَيْتِ لَحْمٍ وَفِي كُلِّ تُخُومِهَا، مِنِ ابْنِ سَنَتَيْنِ فَمَا دُونُ، بِحَسَب الزَّمَانِ الَّذِي تَحَقَّقَهُ مِنَ الْمَجُوسِ. حِينَئِذٍ تَمَّ مَا قِيلَ بِإِرْمِيَا النَّبِيِّ الْقَائِلِ. صَوْتٌ سُمِعَ فِي الرَّامَةِ، نَوْحٌ وَبُكَاءٌ وَعَوِيلٌ كَثِيرٌ. رَاحِيلُ تَبْكِي عَلَى أَوْلاَدِهَا وَلاَ تُرِيدُ أَنْ تَتَعَزَّى، لأَنَّهُمْ لَيْسُوا بِمَوْجُودِينَ». (متى 2 : 16-18)
إنفرد القديس متى بذكر هذا الحدث . ولم تأتى أى إشارة أخرى إليه فى العهد الجديد ، كما يقف التاريخ صامتاً عن أى ذكر لحدث مهم كهذا . ونقارن هذه الآيات بما جاء فى سفر إرميا :
"هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: صَوْتٌ سُمِعَ فِي الرَّامَةِ، نَوْحٌ، بُكَاءٌ مُرٌّ. رَاحِيلُ تَبْكِي عَلَى أَوْلاَدِهَا، وَتَأْبَى أَنْ تَتَعَزَّى عَنْ أَوْلاَدِهَا لأَنَّهُمْ لَيْسُوا بِمَوْجُودِينَ. هكَذَا قَالَ الرَّبُّ امْنَعِي صَوْتَكِ عَنِ الْبُكَاءِ، وَعَيْنَيْكِ منِ الدُّمُوعِ، لأَنَّهُ يُوجَدُ جَزَاءٌ لِعَمَلِكِ، يَقُولُ الرَّبُّ. فَيَرْجِعُونَ مِنْ أَرْضِ الْعَدُوِّ. وَيُوجَدُ رَجَاءٌ لآخِرَتِكِ، يَقُولُ الرَّبُّ. فَيَرْجعُ الأَبْنَاءُ إِلَى تُخُمِهِمْ. ( سفر إرميا 31 : 15-17 )
واضح من النص أن راحيل تبكى على أولادها الذين أخذوا فى السبى إلى بابل و يعدها الوحى بعودتهم لديارهم . ولا علاقة بين هذه النبؤة وبما إنفرد بكتابته كاتب إنجيل متى عن مذبحة هيرودس للأطفال . ويذكرنا متى بالمكتوب فى إنجيله بمذبحة فرعون للأطفال والتى نجا منها النبى موسى .
رحيل السيد المسيح من مصر :
" وكان هناك إلى وفاة هيرودس . لكى يتم ما قيل من الرب بالنبى القائل من مصر دعوت إبنى " . (متى 2 : 15 )
يذكر كاتب إنجيل متى أن يوسف النجار قد إصطحب السيد المسيح و أمه السيده العذراء إلى مصر هرباَ من مذبحة الأطفال التى إتهم بها هيرودس ، وأنه عاد بالعائلة المقدسة من مصر بعد وفاة هيرودس. ولكن نص نبؤة النبى هوشع تعنى النبى يعقوب وليس السيد المسيح:
" لما كان إسرائيل غلاماً أحببته ومن مصر دعوت إبنى ." (هوشع 11 :1 )
الولادة فى بيت لحم
" فَلَمَّا سَمِعَ هِيرُودُسُ الْمَلِكُ اضْطَرَبَ وَجَمِيعُ أُورُشَلِيمَ مَعَه. فَجَمَعَ كُلَّ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَكَتَبَةِ الشَّعْب، وَسَأَلَهُمْ أَيْنَ يُولَدُ الْمَسِيحُ. فَقَالُوا لَهُ فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ. لأَنَّهُ هكَذَا مَكْتُوبٌ بِالنَّبِيِّ: وَأَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمٍ، أَرْضَ يَهُوذَا لَسْتِ الصُّغْرَى بَيْنَ رُؤَسَاءِ يَهُوذَا، لأَنْ مِنْكِ يَخْرُجُ مُدَبِّرٌ يَرْعَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ». (متى 2 : 3-6 )
يقصد متى فى هذه الآيه أن ميلاد السيد المسيح فى مدينة بيت لحم هو تحقيق للنبوءة التى ذكرت فى سفر ميخا النبى
" أما أنت يا بيت لحم أفراته و أنت صغيرة أن تكونى بين ألوف يهوذا فمنك يخرج لى الذى يكون متسلطاً على إسرائيل و مخارجه منذ القديم منذ أيام الأزل . " ( ميخا 5 :2)
كلمة أرض يهوذا مضافة أو مدسوسه إلى نص النبى ميخا الأصلى كمحاولة لإثبات أن بيت لحم هى مدينة أو أرض – وكلمة ألوف يهوذا فى نص ميخا, تعبر أن المقصود ليست مدينة . فلا يعقل أن يكون فى أرض يهوذا ألوف المدن
تعالوا لنقرأ فى سفر أخيار الأيام الأول :
" وماتت عزوبة فإتخذ كالب لنفسه أفراته فولدت له حور و حور ولد أورى و أورى ولد بصلئيل . "
( أخبار الأيام الأول 2 : 19-20 )
" هؤلاء هم بنو كالب بن حور بكر أفراته . شوبال أبو قرية يعاريم . وسلما أبو بيت لحم و حاريف أبو بيت جاردير . " ( أخبار الأيام الأول 2 : 50-51 )
" بنو سلما بيت لحم و النطوفانى و عطروت بيت يؤاب وحصى المنوحى الصرعى ." (أخبار الأيام الأول 2: 54 )
" وَفَنُوئِيلُ أَبُو جَدُورَ، وَعَازَرُ أَبُو حُوشَةَ. هؤُلاَءِ بَنُو حُورَ بِكْرِ أَفْرَاتَةَ أَبِي بَيْتِ لَحْمٍ. ( أخبار الأيام الأول 4 : 4 )
وإلى نهاية الإصحاح الخامس, و إذا ما أكملنا قراءة ما جاء فى سفر ميخا فسيتضح لنا أن النبوءة لا تشير إلى مدينة بيت لحم ولا للسيد المسيح ولكن إلى ميلاد أو مجئ قائدعسكرى من نسل إفراته زوجة كالب الثانية, يحقق النصر على الأشوريين و يعيد أخوته من السبى .
" لذلك يسلمهم إلى حينما تكون قد ولدت والدة ثم ترجع بقية إخوته إلى بنى إسرائيل" ( سفر ميخا 5 : 3-14 )
تلقيب السيد المسيح بالناصرى
"وأتى وسكن فى مدينة يقال لها ناصرة. لكى يتم ما قيل بالأنبياء إنه سيدعى ناصرياً ." ( متى 2 : 23 )
لا توجد أى آية فى العهد القديم تنص أو تشير إلى ذلك . ولكن جاءت آيات تحتوى على كلمات يقترب نطقها من كلمة ناصره وتؤخذ على أنها نبؤات بمجىء السيد المسيح .
" وَيَخْرُجُ قَضِيبٌ مِنْ جِذْعِ يَسَّى، وَيَنْبُتُ غُصْنٌ ( ס-;-נ-;-י-;-ף-;- ) مِنْ أُصُولِهِ، وَيَحُلُّ عَلَيْهِ رُوحُ الرَّبِّ، رُوحُ الْحِكْمَةِ وَالْفَهْمِ، رُوحُ الْمَشُورَةِ وَالْقُوَّةِ، رُوحُ الْمَعْرِفَةِ وَمَخَافَةِ الرَّبِّ. " ( أشعيا 11 : 1 )
"لأنى هاأَنَاَذَاَ آتى بعبدى الغصن ( ס-;-נ-;-י-;-ף-;- ) . ( زكريا 3:9 )
" هو ذا الرجل الغصن إسمه ومن مكانه ينبت ويبنى هيكل الرب" ( زكريا 6:12 )
" نبت قدامه كفرخ وكعرق ( ס-;-נ-;-י-;-ף-;- ) من أرض يابسة لا صورة له ولا جمال ننظر إليه ولا منظر فنشتهيه" ( أشعيا 53 : 2 ) . نطق كلمة غصن فى العبرانيه هو: " نتصار "
وسفر القضاة (13 :5 ) يتحدث عن زوجة منوح العاقر وعن وعد ملاك الرب لها بأن تحيل وتلد إبناً . " فَهَا إِنَّكِ تَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْنًا، وَلاَ يَعْلُ مُوسَى رَأْسَهُ، لأَنَّ الصَّبِيَّ يَكُونُ نَذِيرًا ( נ-;-ז-;-י-;-ר-;- ) للهِ مِنَ الْبَطْنِ، وهُوَ يَبْدَأُ يُخَلِّصُ إِسْرَائِيلَ مِنْ يَدِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ". ( قضاة 13 : 5 ) . تنطق كلمة نذير فى العبرانيه " نتذار "
و المعنى بهذه النبوءة هو شمشون . وأما بالنسبة لمدينة الناصره فلا يوجد دليل تاريخى على وجودها قبل القرن الثانى الميلادى .
نبوءة المجئ الثانى فى فترة حياة الحواريين :
" الحق أقول لكم أن من القيام هنا قوماً لا يذوقون الموت حتى يروا إبن الإنسان آتيا فى ملكوته . " (متى 16 : 28)
" حقاً أقول لكم أن من القيام هامناً قوماً لا يذوقون الموت حتى يروا ملكوت الله " ( لوقا 9 : 27 )
نبوءة القيامة فى اليوم الثالث
" وقال لهم هكذا هو مكتوب . وهكذا كان ينبغى أن المسيح يتألم و يقوم من الأموات فى اليوم الثالث " . (لوقا 24 : 46 )
" فإننى سلمت إليكم فى الأول ما قبلته أنا أيضاً أن المسيح مات من أجل خطايانا حسب الكتب . وأنه دفن وأنه قام فى اليوم الثالث حسب الكتب . " ( رسالة بولس الأولى لأهل كورنثوس 15 : 3-4 )
أين هو مكتوب ؟ فى أى من الكتب ؟
نبوءة الثلاثين فضة ( أجرة يهوذا الحوارى )
" تم ما قيل بإرميا النبى القائل وأخذوا الثلاثين من الفضة ثمن المثمن الذى ثمنوه من بنى إسرائيل . و أعطوها عن حقل الفخارى كما أمرنى الرب . " (متى 27 : 9-10 )
لم يذكر فى سفر إرميا أى إشارة لذلك ، ولكننا نقرأ فى سفر زكريا :
فَأَخَذْتُ عَصَايَ نِعْمَةَ وَقَصَفْتُهَا لأَنْقُضَ عَهْدِي الَّذِي قَطَعْتُهُ مَعَ كُلِّ الأَسْبَاطِ. فَنُقِضَ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ. وَهكَذَا عَلِمَ أَذَلُّ الْغَنَمِ الْمُنْتَظِرُونَ لِي أَنَّهَا كَلِمَةُ الرَّبِّ.فَقُلْتُ لَهُمْ: إِنْ حَسُنَ فِي أَعْيُنِكُمْ فَأَعْطُونِي أُجْرَتِي وَإِلاَّ فَامْتَنِعُوا. فَوَزَنُوا أُجْرَتِي ثَلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ.فَقَالَ لِي الرَّبُّ أَلْقِهَا إِلَى الْفَخَّارِيِّ، الثَّمَنَ الْكَرِيمَ الَّذِي ثَمَّنُونِي بِهِ. فَأَخَذْتُ الثَّلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ وَأَلْقَيْتُهَا إِلَى الْفَخَّارِيِّ فِي بَيْتِ الرَّبِّ.ثُمَّ قَصَفْتُ عَصَايَ الأُخْرَى «حِبَالاً» لأَنْقُضَ الإِخَاءَ بَيْنَ يَهُوذَا وَإِسْرَائِيلَ. ( زكريا 11 :10-14 )
وليس فيها ما يشير إلى شراء حقل الفخارى بالنقود التى دفعت ليهوذا ليخون السيد المسيح. ولم يكن فى فلسطين أى من أسباط إسرائيل العشره فى زمن السيد المسيح ومنذ الأسر الأشور, إذ لم يتبقى سوى سبطى يهوذا وبنيامين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الهجوم الإيراني على إسرائيل.. هل يغير الشرق الأوسط؟| المسائي


.. وزارة الصحة في قطاع غزة تحصي 33797 قتيلا فلسطينيا منذ بدء ال




.. سلطنة عمان.. غرق طلاب بسبب السيول يثير موجة من الغضب


.. مقتل شابين فلسطينيين برصاص مستوطنين إسرائيليين في الضفة الغر




.. أستراليا: صور من الاعتداء -الإرهابي- بسكين خلال قداس في كنيس