الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سوزان ياسيدة الاطفال

جاسم المعموري

2005 / 10 / 19
الادب والفن


كوني حاضرة معنا لنحاكم طاغية العصر

سوزانُ من اهل الدجيل .. طفلة ٌ تلعبُ كانت في شوارعها الفقيرة ..
وعلامات الأسى في وجهها تبدو جلية ..
أمها قد ولدتها ثم ماتت .. يالها .. بل يا لمهجتها الكسيرة ..
ثوبها البني ّ ُ أبلتهُ السنون الماضيات ..
هو ثوب ٌ كان من قبلُ لإحدى الأخوات ,
فارتدته ُ بعدها الصغرى لبعض السنوات ,
هو عرف عند نسوان العراق الامهات الفقيرات
ان يوفرن ثياب الكبيرات للصغيرات البنات
هكذا صار يناسب حجمها ثوبها البالي الجديد .. يالها .. بل يا لدنياها العسيرة ..
ومضت سوزان تنمو تحت ظل النخل أو بين الحقول الواسعات ..
لم تكن تعرفُ ( صدامَ ) ولا تعرفُ ما معنى السياسة ..
لم تكن تعرفُ ما معنى الرذالةِ والخساسة ..
ولكن خطوطاً حول عينيها يختزلن حزنا ًعميقا ًلسنين قادمات ..
كانت الدنيا الكبيرة عند عينيها صغيرة ..
ثم ثارت من على النخل البنادق ...
فتية قد آمنوا , ثم أرادوا ان يزيحوا الهم عن صدر العراق ..
بلغت سوزان ُ خمسا ً ثم ستا ً بعدها صارت فتاة ..
فتحت في السجن عينيها ولم تدري لماذا سجنوها ..
هي كانت لم تكن تدري لماذا اغتصبوها ..
صرخت في السجن ياشيخ الجزيرة يافارسها يا ابا طلال يا عبود الياس ..
إلا ان القتلى عادة لا يجيبون رغم انتفاضة اجسادهم الطاهرة ..
****************
كان يدعى السجن ( ليـّـا ) عند صحراء تذريها الرياح العاصفات ..
كان سجنا من رمال ليس فيه اي ماء او نبات ..
ثم سجن اخر غرب العراق , ليس فيه اي معنى للحياة ..
هو سجن قرب ( ليــّـا ) كان يدعى سجن شيحيــّات في وسط الفلاة ..
سجنوا فيه الوفاً من نساء ٍ ثم ولدان ٍ صغار ٍ وبنات ..
لم يكونوا اقترفوا ذنبا , ولا قد اخطأوا عمدا ولا سهوا , ولكنما
الذنب الذي قد اذنبوه - في عرف طاغية العصور- .. انهم كانوا
ضعافا من نساء وولدان وبنات ..
هكذا يحكم فينا المجرمون ..
هكذا قد ارعبت سوزرن طاغية الطغاة ..
وأحالته جبانا يسجن الاطفال والنسوان
في صحار مظلمات مبهمات بعيدات ..
هكذا الاعلامُ في الشرق وفي الغرب تغاضى
هكذا الاعلامُ ماجورٌغبيٌ وبغيٌ للبغاة
هكذا الاقلام لم تكتب شيئا عن ( دجيل ) او ( بلد )
هكذا الاقلام كانت – بعضها – مذ حين كانت للاراذل كاتبات ..
كان هذا السجن سرا ضمه صدرُ صديق ٍ عركته المشكلات ..
شاهد ٌ من اهلها – حاول البوح به , ... لكن لمن ...

ملاحظة هامة :
الاسماء الواردة في النص كلها اسماء حقيقية وما وقع لسوزان هو
قصتها الحقيقية الموثقة .. اما مدينة الدجيل ومدينة بلد فهما مدينتان
عراقيتان دمرهما صدام واباد سكانهما .. واذا كانت سوزان على
قيد الحياة او استشهدت فيقينا انها ستكون في قاعة المحكمة غدا لترى
العدالة وهي تاخذ بحقها من مجرم طالما ادمى واوغل في جراح العراق ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024


.. السجن 18 شهراً على مسؤولة الأسلحة في فيلم -راست-




.. وكالة مكافحة التجسس الصينية تكشف تفاصيل أبرز قضاياها في فيلم


.. فيلم شقو يحافظ على تصدره قائمة الإيراد اليومي ويحصد أمس 4.3




.. فيلم مصرى يشارك فى أسبوع نقاد كان السينمائى الدولى