الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أبكم وحبيبته التي لم تدم طويلا ؟

نبيل محمد سمارة
(Nabil Samara)

2015 / 9 / 1
المجتمع المدني


بقلم نبيل محمد سمارة

تعود الشاب كي ملابسه ورش رائحة العطر الليموني قبل ذهابه الى وضيفته , كان شابا جميلا وحيويا ونشطا , احبه جميع زملاءه في عمله , ويتعاطفون معه بكونه أبكم و ويتعامل معهم بحركات يده , ذات صباح شتوي والغيوم بدءت تظهر في منطقته , كان كل يوم هذا الشاب الأبكم يقف عند أنتظار مصلحة الركاب لركوب الحافلة , ولكن في ذاك اليوم الذي بدء المطر يهطل , صعد في الحافلة وأخذ مكانا للجلوس , وصعد الكثير من الركاب , ثم صعدت امرأة وما أن مسكت قبضان الحافلة انتبهت لهذا الشاب الأبكم والانيق , ثم جلست خلفه , وهي تمعن النظر الى هذا الشاب الجميل , ثم نزل الى مكان عمله .
وفي اليوم التالي , وقف في نفس المكان , ايضا اتت هذه المراة ووقفوا سويا بأنتظار الحافلة , أبتسمت له أبتسامة رسمت الفرحة والسرور على خد هذا الشاب , فاحمر وجهه وبادلها الأبتسامة ذاتها , اتت الحافلة فصعدا , جلست هي في أول المكان , ثم هو جلس بالوسط , ادارت وجهها مرتان الى هذا الشاب , وهو ينظر لها باحترام وتبجل , أخذ هذا الشاب يفكر مع نفسه : ماذا لو تكلمت معي – ماذا لو سألتني عن أسمي ! وأنا (الاخرس) هل سترضى بي أن اكون عشيقا لها , وظل يفكر مع نفسه الى أن تعدت الحافلة مكان عمله , فصاح السائق الى هذا الشاب , ولوح له بالنزول , لان السائق يعرف ان هذا الشاب أبكم .
هذه الامرأة دخلت قلبه , ولم ينم هذا الشاب بسبب تفكيره باليوم التي ستتكلم معه , وما سيكون موقفها منه , وبدء القلق يسري بجسده واخذت رجفات جسده واضحة , وصلت الساعة السابعة الى ربع صباحا , تهيئ لهذا اليوم الجديد , وبدء بكي قميصه الأبيض ورش رائحته المفضلة وهم الى مكان وقوف الباصات , وقف في المكان ينتظر الباص و الامرأة , ثم بدءت جسدها الجميل من بعيد اتية الى نفس المكان , واقتربت منه مع أبتسامة رقيقة , والفرحة في وجهه , اتت الحافلة فصعد هو واخذ مكانا قرب السائق , وتلتها الامراة وجلست في نفس المقعد وقالت له : صباح الخير --- احمر وجهه ولوح بيده للسلام عليها ؟ عرفت الامرأة أن هذا الشاب لا يستطيع التكلم , صمتت وبقى هذا الحال الى ان وصل مكانه .
وفي الصباح وبينما هو بانتظار الحافلة جاءت ولم تقف بقربه ولم تبتسم له مثل كل يوم , خجل الشاب وطأطأ رأسه الى الأرض والقهر أكله , ولم يصعد في الحافلة نفسها ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا


.. عائلة فلسطينية تقطن في حمام مدرسة تؤوي النازحين




.. الفايننشال تايمز: الأمم المتحدة رفضت أي تنسيق مع إسرائيل لإج


.. رئيس مجلس النواب الأمريكي: هناك تنام لمشاعر معاداة السامية ب




.. الوضع الإنساني في غزة.. تحذيرات من قرب الكارثة وسط استمرار ا