الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وجهة نظر حول اسباب الهجرة من المناطق الكردية في سوريا

حسن نبو

2015 / 9 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


اصبح واضحا للجميع ان هجرة ابناء المكون الكردي في سوريا الى الدول الاوروبية قد وصلت مستوى عاليا جدا
ورغم الاخطار والمتاعب الجمة التي ترافق المهاجرين بدءا من ركوبهم البحر وحتى وصولهم الدول التي يسلمون أنفسهم اليها كلاجئين الا ان عدد اللاجئين في ازدياد مستمر وليس هناك مايشير الى تراجع عددهم في المستقبل القريب . ونظرا لأن غاالبية المهاجرين تنتمي الى شريحة الشباب لذلك يمكن القول ان الامر بات مخيفا ومقلقا الى درجة كبيرة .
السؤال الذي يطرح نفسه لماذا هذا الكم الهائل من ابناء المكون الكردي في سوريا يترك ارضه واهله وذاكرته ويتوجه الى البلدان الاوروبية ؟
هناك رأي يتهم المهاجرين بالهروب من المسؤولية الملقاة على عاتقهم تجاه قضيتهم القومية في وقت تتعرض فيه مناطقهم لهجمات الجماعات الارهابية والبحث بدلا عن ذلك عن الرفاهية ورغد العيش ....
وهناك من يرى ان الحرب القذرة المستمرة في سوريا منذ ثلاث سنوات او اكثر والتي امتدت الى العديد من المناطق الكردية وما انتجتها من ثار مأساوية هي التي تدفع أبناء المكون الكردي الى الهجرة .
برأيي أن ثمة أسباب عديدة تقف وراء هذه الهجرة ، ومن اهم هذه الاسباب : حالة الحرب والحصار التي تعيشها المناطق الكردية منذ مدة طويلة والتي ادت الى تدمير القسم الاكبر من مدينة كوباني وإحداث تدهور خطير في كل مقومات الحياة في كل المناطق الكردية دون وجود أي مؤشر على حدوث انفراج او تغير نحو الافضل في المدى المنظور . هذا من جهة ومن جهة اخرى فإن الواقع السياسي المتمثل بإنفراد حزب الاتحاد الديمقراطي بالسيطرة على كل مفاصل الحياة السياسية والعسكرية والادارية وإعتبار نفسه المشروع السياسي الوحيد في المناطق الكردية واتهام كل من يخالفه ولو في جزء من الرأي بالمعاداة للقضية القومية أو بالتآمر عليه أو بالخيانة لها . دون وجود اي مؤشر بإنفراج قريب ، هو أيضا يساهم في هجرة البعض . وهنا لابد من الاشارة الى ان التجنيد الاجباري الذي تطبقه ادارات الكانتونات بصورة منفردة وعدم السماح لأية قوة اخرى بالتواجد الى جانبها للدفاع عن المناطق الكردية قد دفع الكثير من الشباب الذين لاينتمون الى منظومة حزب الاتحاد الديمقراطي الى الهجرة .
اضافة الى الاسباب الوارد ذكرها يمكن القول ان شعور الكثيرين بإنعدام الأمن والامان في المناطق الكردية أيضا يدفع البعض الى الهجرة ، وللأسف فقد قويت المجزرة التي نفذها تنظيم داعش الارهابي في كوباني في 25- 6 - 2015 والتي ادت الى استشهاد المئات من المدنيين من كلا العمرين ومن مختلف الأعمار هذا الشعور لدى الكثيرين .
اعود واقول ان هجرة ابناء المكون الكردي من مدنهم وقراهم نحو البلدان الاوروبية بهذا الكم الهائل جدا أمر مخيف ومقلق . وليس هناك اي مؤشر على انها ستتوقف او ستتقلص في المدى المنظور. كما ان كل الإجراءات التي يمكن أن تتخذ ضد الهجرة وكل الاعتصامات والمظاهرات التي تطالب بإيقاف الهجرة ستبوء بالفشل ولن تحقق اي نتيجة هذا . وتتحمل الحركة الكردية وخاصة سلطة الأمر الواقع قسما كبيرا من المسؤولية .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 200 يوم على حرب غزة.. ماذا حققت إسرائيل وحماس؟


.. سمير جعجع لسكاي نيوز عربية: لم نتهم حزب الله بشأن مقتل باسكا




.. قطر: لا مبرر لإنهاء وجود مكتب حماس | #نيوز_بلس


.. بكين ترفض اتهامات ألمانية بالتجسس وتتهم برلين بمحاولة -تشويه




.. أطفال في غزة يستخدمون خط كهرباء معطل كأرجوحة