الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تجار تنموية ناجحة 1من 4

فتحى سيد فرج

2015 / 9 / 9
الصناعة والزراعة


تجارب تنموية ناجحة

أستطاع بعض رجال مصر الشرفاء ان يحولو الأحلام إلى حقائق، تمكنوا من طرح نماذج واضحة للعمل الجماعى نقلت بعض القرى والمناطق الصحراوية القاحلة إلى مايشبه الجنات الوارفة، وحولوا الطاقات العاطلة إلى طاقات مبدعة، سأطرح بعض هذه النماذج وأملى أن يتمكن بعض الشباب من خلال التعرف على ِهذه النماذج من تكرار هذه التجارب فباب الأمل فى العمل مفتوح لكل مجتهد .

أولا : البسايسة واحدة مِن اصغر قري مصر مساحتا ولكنها اكبرها مكانة وعلم وتضحية .
قرية لاتعرف المستحيل وتتحدي الازمات محت الامية وحلت أزمة الكهرباء .
كان عدد أبناءها لايتعدى 3 آلاف، إلا أنها استطاعت أن تكون نموذجا للتنمية المتكاملة .
الفضل في مكانة هذة القرية يرجع الي إبنها البار د. صلاح عرفة أستاذ الفيزياء بالجامعة الامريكية بالقاهرة، فهي اول قرية فى مصر تستخدم الطاقة الشمسية منذ عام 1971 بالجهود الذاتية .
كانت البداية عند عودت د. عرفة من السويد عام 1971 حيث بدأ مشروع للتنمية، لتكون نموذجاً متكاملاً للقرية المصرية باستخدام الطاقة الشمسية، وتدوير المخلفات، والتعليم الشعبي، والتربية البيئية، والقروض الصغيرة، والتدريب لتشغيل الشباب والنساء، فكانت البسايسة أول معمل، وأول مدرسة أهلية تعلم فيها الكثيرون .
لم يكن لديه المال، ولكن كانت لديه الإرادة، بدأ بالمسجد، لم تستغرق كلمته أكثر من دقيقتين أخبر فيها المصلين أن لديه تجربة يريد فيها النهوض بالقرية وإن نجحت فهي لهم، وإن فشلت فقد نال شرف المحاولة، ثم طلب أن يكون اللقاء المفصل عن مشروعه في مضيفة القرية، عندكم شباب متعلم والقرية بها نسبة عالية من الأمية، لنعمل على محو الأمية، والتعاون لتحسين مستوى المعيشة للجميع، وأضاف أن لديه ما يقدمه في الاستفادة من الطاقة الشمسية والبايوجاز لتنمية القرية .
خلق عرفة "منهج متكامل للتنمية" وبدأ معهم دورات تدريبية فى مجالات الزراعة وكيفية استخدام الموارد الطبيعية والتعاون المشترك والتفكير الإبداعى، تحولت البسايسة من قرية فقيرة لمجتمع صديق للبيئة والتنمية المستدامة.
مشروع الطاقة الشمسية كان مدخلا، فصمم نموذجا صغيرا لتشغيل مروحة وعرضه على الشباب، ولما اقتنعوا بالفكرة تم عمل ورشة لتدريبهم على أعمال الحدادة والنجارة، وما إن تم تشغيل تلفزيون ومراوح بالبيوت، حتى اهتم أهل البسايسة بالطاقة الشمسية، ثم تم التوسع في استخدام هذه الطاقة في تسخين المياه وأغراض أخرى .
في عام 1983 أنشأ جمعيتين واحدة لتنمية المجتمع، والأخرى تعاونية إنتاجية مكنتهم من جمع الأموال واستثمارها، لم يقتصر عمل الجمعيتين على سكان القرية، إنما امتد لسكان القرى المجاورة.
استطاعت جمعية تنمية المجتمع تدريب وتأهيل الشباب وتسليحهم بالمهارات التي تحتاجها سوق العمل، وتنظيم معرض عن استخدام الطاقة الشمسية في التنمية ، ثم أنشأت ”مركز التكنولوجيا الريفية المتكاملة للإنتاج والتدريب“ .
الجمعية التعاونية قامت بدورات التنمية الزراعية واستصلاح الأراضي.. فتولدت فكرة جديدة :لماذا لا نغزو الصحراء، خاصة في ظل وجود بطالة داخل القرية في أواخر عقد الثمانينيات من القرن العشرين؟!.
تولى د . عرفة قيادة مجموعة من شباب محافظة الشرقية لإقامة مجتمع (جديد) في صحراء سيناء، للاستفادة من مساحاتها الشاسعة، بحيث يقوم هذا المجتمع على: التعاون في الإنتاج والخدمات والتسويق، باستخدام الطاقة الشمسية والبيوجاز والكومبوست للزراعة العضوية، والعمارة الخضراء، والري بالتنقيط، خصص لكل شاب مساحة من الأرض للزراعة، ومساحة لبناء منزل على 400 متر 50 % منها حديقة منزلية.
أطلق على المشروع اسم "البسايسة الجديدة"، وتم تشغيل الشباب براتب 450 جنيها شهريا، يدفعون ثلثها لقسط الأرض والباقي لرعاية أنفسهم وأسرهم في البسايسة القديمة .
حث الشباب على العمل الجماعي وعدم تقسيم الأرض إلى قطع مملوكة للأفراد؛ فالفكرة أنك لو تعرفت على حدود أرضك التي تملكها فإنك لن تعمل سوى فيها وستهمل الباقى .
أما بيوت القرية فقد تم تدريب الشباب على البناء الجماعى بطراز عمارة حسن فتحي باستخدام خامات البيئة، والتصميم المعمارى المناسب لطبيعة الصحراء .
في البسايسة الجديدة اعتمد على البدأ بزراعة الزيتون والنخيل والجاجوبا، فدان الزيتون يحقق عائد صافى 500 جنيه لو بيع خاما، أما لو تم استخلاص الزيت يحقق ضعف هذا المبلغ، فأنشأ معاصر لزيت الزيتون.
الجاجوبا نبات يستخدام زيته في مستحضرات التجميل وصناعة الأدوية ووقودا لمحركات الطائرات .
عام 2000 بدأ الحصاد بعد 7 سنوات من بدء تجربة استصلاح الأرض في البسايسة الجديدة
التجربة أثمرت ونجحت، فحصلت جمعية البسايسة الجديدة على تخصيص 1000 فدان لإقامة تجمع آخر في الفرافرة، وهناك محاولة للحصول على أراض في الكريمات .
أنشاء مبنى خصص الدور الارضي كورشة لاعمال الحديد بأدوات متطوره، وكذلك ورشة لنجارة الموبليا، وخصص الدور الثانى كحضانة للرضع، ومكتبة تحتوى على الكثير من الكتب القيمة، فى الدور الثالث روضة لتعليم الاطفال، فوق أسطح المنازل توجد بطارات الطاقة الشمسية و سخانات للمياة، وتم زرعة بعض الأسطح بنباتات مثمره، و نموزج مصغرة لمزارع سمكية وتربية طيور وأرانب .
المشروعات الجديدة أطلق عليها «الهجرة إلى الداخل» فبدأ بمنطقة أبومنقار التابعة لواحة الفرافرة، بمحافظة جنوب سيناء أنشأ جمعية «كنوز سيناء للتنمية الاقتصادية» على ألف فدان، تهدف إلى إقامة مجتمع عمرانى خارج الكتلة السكنية، يتكون سكانه من مستثمرين صغار يشترون الأرض، وفلاحين يملكون القدرة على العمل والرغبة فى التعلم، ويقوم المجتمع على أساس التكافل والتعاونية بين أفراده فى تطوير واستصلاح الأرض باستخدام السماد العضوى الناتج عن المخلفات.
استطاع د. عرفة أن يجمع ١-;-٥-;-٠-;- شخصاً من محافظات المنيا وأسيوط والقاهرة والوادى الجديد، كى يبدأ مشروعه الكبير وهو «الهجرة إلى الداخل» من خلال تحقيق حلم كل مواطن فى أن يتملك قطعة أرض وأن يبنى بيتاً خاصاً، هذا الحلم سيكون البداية كما يقول عرفة: «هدفنا هو تحقيق حلم كل مواطن فى أن يصبح لديه قطعة أرض يملكها ومنزل يعيش فيه» .
سياسة العمل داخل المشروع تأتى من خلال شيئين، أولاً: أن يتقدم مستثمر لديه القدرة المالية على شراء أرض لكنه غير متفرغ للعمل فيها بالتالي سيقوم غيره من غير القادرين مالياً، بالعمل فيها . مثل هذه الأنشطة تساعد في حل اثنتين من أهم المشاكل في مصر وهي الفقر وإعادة توزيع السكان .
حصل د. صلاح عرفة علي العديد من شهادات التقدير والجوائز من المنظمات الأهلية والهيئات المحلية والدولية لجهوده المتميزة في مجال الحفاظ علي البيئة والارتقاء بنوعية الحياة في مصر، واختير في عام 2004 زميلاً لمنظمة أشوكا الوطن العربي .
في عام 2009 اختير رجل العام للبيئة والتنمية. وفي عام 2010 كرم كأحد رواد التضامن الإنساني .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمجد فريد :-الحرب في السودان تجري بين طرفين يتفاوتان في السو


.. -تكتل- الجزائر وتونس وليبيا.. من المستفيد الأكبر؟ | المسائي




.. مصائد تحاكي رائحة الإنسان، تعقيم البعوض أو تعديل جيناته..بعض


.. الاستعدادات على قدم وساق لاستقبال الألعاب الأولمبية في فرنسا




.. إسرائيل تعلن عزمها على اجتياح رفح.. ما الهدف؟ • فرانس 24