الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طه حسين... المحنةوالخلود

محمد نبيل الشيمي

2015 / 9 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


..في عام 1926 أصدر الدكتور طه كتاب في الشعر الجاهلي وكان منهجه في الكتاب حسب قوله,,إنه سيسلك المنهج الديكارتي في البحث ومن ثم فإنه سيتجرد من كل شيئ كان يعلمه من قبل وأنه سينسي عواطفه القومية والدينية,,ويضيف لقد اقتنعت بنتائج البحث وأنه مطمئن للكتاب حتي وإن أسخط قوما وشق علي آخرين..خلص طه حسين في كتابه أن الشعر الجاهلي منحول(لا يعود لقائله) وأنه نظم بعد الإسلام ونسب لمن أطلق عليهم شعراء الجاهلية..ووفقا لأراء بعض الباحثين فإن طه حسين تطرق للغة الشعر ومتي كتب ولماذا كتب وهل الشعراء الذين نسب إليهم القصائد حقيقة أم خيال ضاربا المثل بإمرؤ القيس وطرفة بن العبد..بإختصار اقتنع طه حسين بأن ما نسميه شعرا جاهليا ليس من الجاهلية في شيئ بل هو إسلامي يعرض حياة المسلمين وميولهم وافكارهم ولا يمثل حياة الجاهليين بل تم وضعه بعد ظهور الإسلام لاسباب دينية وسياسية وعصبية......ينتهي الكتاب إلي عدة نتائج منها أن هناك من شعراء الجاهلية من لا وجود لهم وأن العرب لم يكتبوا الشعر بل كانوايحفظونه وأتت الحروب علي غالبية الحفاظ وأن هذا الشعر من صنع النحاة والقصاصين والمفسرين المحدثين..وكان الرفض البادي والواضح أن من الناس من رأي أن إنكار الشعر الجاهلي هو نفي للقرأن الذي رآه العرب معجزة في مواجهة الشعر الجاهلي..ولكن طه حسين كانت تهمته العظمي التي كانت سبب محنته هو رأيه في عدم امكانية إتخاذ القرأن مرجعا علميا كما لو كان تاريخا أو جغرافيا لأن العلوم متغيرة وتخضع للتغيير بينما القرآن ثابت راسخ فضلا عن تشككه من وجود النبيين ابراهيم وإسماعيل وأن ورود إسميهما في القرآن والتوراه لا يكفيا للتأكد من وجودهما..تم إحالة طه حسين إلي المحاكمة بعد هجوم شرس من الأزهر ورجال الدين وأحيل للمحاكمة ولكن كان من حسن حظه أن وكيل النيابة ألذي جقق معه كان مستنيرا حيث أمر بحفظ التحقيق لإنتفاء القصد الجنائي وأن لا يخل بإعتقاده في الإسلام..تم بعدها التنكيل بطه حسيين حيث نقل من الجامعة إلي وزارة المعارف وقتها وترتب علي ذلك إستقالة الاستاذ أحمد لطفي السيد من رئاسة الجامعة إحتجاجا..ثم اسدلت الستارة علي هذا المفكر الجليل والناقد والعالم بفصله تماما من العمل الحكومي حتي إبتسم القدر له بعد تغير المناخ السيياسي وعاد للجامعة ثم عين وزيرا للمعارف..نخرج من التجربة المرة التي عاشها طه حسين وهو دور رجال الدين في محاربة الفكر وعدم مقارعة الحجة بالحجة ورفضهم التنوع وإستغلال الدين لمآرب شخصية...أثبت طه حسين أن القدماء ليسوا مخلدين أو فوق النقد وان التراث العربي لا يجوز تقديسه فهو قابل للتغير مع تغير الزمان بقيت أقكار طه حسين التنويرية وبقي عطائه الأدبي والفلسفي..في حين ربما لا يتذكر أحد إسماء جلاديه من مشايخ التكفير والإنغلاق والقهر .تحية لروح الأستاذ الدكتور طه حسين صاحب مقولة التعليم كالماء والهواء .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. #shorts -21- Baqarah


.. #shorts - 22- Baqarah




.. #shorts -23- Baqarah


.. #shorts -24-Baqarah




.. #shorts -25- Baqarah