الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أيامٌ في براغ : مدينة الجواهري

سميح مسعود

2015 / 9 / 18
الادب والفن


زرت مدينة براغ في زمن مضى ، كنت وقتذاك طالبا في جامعة بلغراد اليوغسلافية ... جئتها مع زملاء لي ، وقضيت فيها لحظات جميلة ، لقطات صور كثيرة منها لا تزال عالقة في ذاكرتي ، تُجسد في مجملها ملامح حمولات حضارية لبراغ وجمالياتها تركت فيّ أثراً كبيراً .

وتشاء الصدف ان ازور براغ من جديد في مطلع شهر تموز الماضي ، و منذ اللحظة الأولى التي وطأت فيها قدمي أرض المطار ، دفع بي الخيال إلى أيام زيارتي الأولى ، أطياف غير مرئية مرت أمام ناظري من تلك الأيام الجميلة ، لم تدم تخيلاتي طويلاً ، كسر خطها سائق السيارة التي اقلتني من المطار ، ردد على مسمعي كلمات كثيرة بلغته التشيكية ، وشاركته الحديث باللغة الصربية القريبة من لغته ، انصب حديثي معه حول مدينة براغ ، ووجدته يحن إلى ماضي أيامها، وإلى المكانة المرموقة التي احتلتها من قبل ، قبل طغيان القيم المادية ، وانتشار نزعة القيم الإستهلاكية.

وصلت وسط المدينة ، واخترت الإقامة في فندق على مقربة من الساحة القديمة ، وما أن وضعت حقيبتي في الغرفة التي خصصت لي ، حتى خرجت قاصداً نهر الفلتافا ، لأبدأ به استئناف صلتي بالمدينة ، بعد أن فارقتها قبل فترة طويلة من الزمن ، فهالني منظره الساحر ، تأملته عن قرب وهو يعبر المدينة ويشطرها إلى نصفين منذ آلاف السنين ... مشيت سيراً على الأقدام في شارع مجاور له ، وسرعان ما وجدتني على مقربة من جسر تشارلز الذي يربط ضفتي النهر , و يعتبر اهم جسر في براغ ، بالنظر إلى جمال تماثيلة المكسوة بزخارف فنية مرهفة التصميم بطراز النحت الباروكي القديم ، وثراء تراثه الأثري الذي يعزز قيمته الحضارية.

سرت فيه باتجاه ساحة مالا سترانا ، ومنها صعدت إلى قلعة براغ ، التي بُنيت في القرن التاسع الميلادي ، كمقر للملوك والأمراء ورجال الدين ، وهي موجودة في الزمن الراهن على لوائح اليونسكو كجزء من التراث الإنساني ، وتُعتبر حسب مختلف المصادر أكبر قلاع العالم على الاطلاق ... تجولت فيها ، في وقت توافدت فيه جموع غفيرة من السياح ، وبسبب الزحام اكتفيت بمشاهدة بعض أجزائها الرئيسية ... وجدتها تمتد على مساحة كبيرة على هيئة قصور وأبنية كثيرة تزدان بزخارف الفن القوطي ، وتتشابك مع حدائق ونوافير جميلة ، من اهم معالمها القصر الملكي القديم ، وكاتدرائية القديس فيتوس .

من القلعة اتجهت ثانية نحو جسر تشارلز ، ومن ثم اتجهت إلى ساحة المدينة القديمة قاصداً دار البلدية ، حيث يوجد على جدارها ثالث أقدم ساعة فلكية في العالم ، تتكون من اجزاء كثيرة وتماثيل خشبية ، تعمل بانتظام منذ القرن الخامس عشر وفق دورات فلكية ضمن دائرة الابراج المعروفة ، وقد اصبحت مع الأيام جزءاً أصيلاً من هوية براغ التاريخية ... وقفت مع مجموعة من السياح أمام برجها العالي بتكويناته المعمارية القوطية المزينة بزخارف دقيقة ، انتظرت معهم سماع دقاتها التي تتردد كل ساعة من ساعات النهار والليل بصورة متكررة وتُسمع في كل أرجاء المدينة ، ورأيت أيضا التماثيل المثبتة على جانبي الساعة وهي تقومُ بحركات جذابة ، وتُخرج أصواتاً وانغاماً مثيرة ، يتردد صداها على اتساع المكان.

جلست في مقهى على بعد مسافة قصيرة من برج الساعة ، كانت الشمس تُرسل أشعتها الناعمة الدافئة على البرج فتحيله إلى أطياف وردية وأرجوانية ، تملّيت برهة طويلة بجمال الساعة ، ومن ثم فردت أمامي مجموعة من النشرات السياحية ، للتعرف على معالم براغ المهمة ، عكفت عليها لكي أعرف ماذا ينبغي أن أشاهد من معالم وآثار ، اهتممت بقراءة معلومات عن متحف الاديب التشيكي العالمي فرانز كافكا ، استمتعت أجمل متعة بما جاء فيها ، وقررت أن أزور هذا المتحف ، لأنه لأديب يُعد واحداً من الشخصيات الأكثر اهمية في القرن العشرين ، أصداء أعماله الروائية والقصصية تدوي في العالم كله ، ويتردد اسمه في بلده بالزهو والافتخار كرائد للكتابة المأساوية .

مضيت في اليوم التالي إلى شارع تسيهيلنا القريب من جسر تشارلز ، لزيارة متحف كافكا ، وجدت مقتنياته تتضمن جوانب كثيرة تتصل بطفولته وحياته الشخصية وقسوة والده ، وسيرته الشخصية مع عدد من النساء ، إضافة إلى نماذج من أعماله وكتاباته الأدبية بما فيها مخطوطات خطها بخط يده ، ولوحات فنية انطباعيه من رسمه ، وصور كثيرة له من مراحل حياته المختلفة ، وكذلك مراسلاته ومذكراته في اثناء مرضه ، كلها معروضة في أجواء خاصة ، بفعل الأضواء والموسيقى التي تعطي الزائر صورة قريبة من حياة كافكا الحقيقية .

إلى جانب هذا الفيض الزاخر من المقتنيات ، يوجد في باحة المتحف مجسم كبير لحرف " K " باللغة التشيكية ، الذي أطلقه على شخوص بعض أعماله الإبداعية ، وعبر به عن تصرفاتهم وسلوكهم ومعاملاتهم مع الآخرين ، ورسم به الخطوط الأولى والأساسية لمفهومه عن الحياة في مجتمع أوروبا القاسي الذي عاش فيه في النصف الأول من القرن العشرين .

توقفت مطولاً في ساحة المتحف أمام تمثال كبير لكافكا من البرونز ، تذكرت في تلك اللحظة ما عاناه في حياته من تمزقات ومآسي عديدة ، عبر عنها في كتاباته ، وتمكن فيها من تصوير الظلام النفسي الذي يمزق الناس في المجتمع الرأسمالي القاسي الذي عاش فيه ، و أصبحت بهذا أعماله من أبرز الشواهد وأصدقها على ما يعانيه الإنسان من آلام وضياع في الحياة ، ولهذا وضع النقاد أدب كافكا في دائرة الأدب الأسود، أدب التشاؤم والحزن والآسى ، علماً أنه كان إنسانيا ، شامل النظرة ، ويحمل أفكاراً اشتراكية ناضجة حكيمة ، جعلت صلته بالعالم عميقة ، واحساسه بالناس والوجود رحيبا .

في اليوم التالي لزيارة متحف كافكا ، التقيت بالصديق أسعد فوزي شبيب الذي يقم في مدينة براغ منذ عام 1983، حدثني عن تجربته فيها ، وشيئاً فشيئاً اتسع الحديث وشمل اتحاد الطلاب العالمي ، ومجلة قضايا السلم والإشتراكية ، و شخصيات عربية أقامت في براغ لفترات قصيرة كممثلين لأحزابهم في هيئة تحريرالمجلة ، منهم إميل حبيبي وتوفيق زياد ، وشخصيات أخرى أقامت لفترات طويلة في مقدمتهم شاعر العرب الأكبرمحمد مهدي الجواهري ، الذي أقام في براغ نحو ثلاثة عقود بشكل متقطع ومتصل من عام 1961 حتى عام 1991، و نظم فيها مجموعة من قصائده الرائعة .

تحدثنا مطولاًعن الشاعر الكبير، وتطرق أسعد في حديثه إلى مقهى " سلافيا " الذي تعود الجواهري الجلوس فيه بشكل شبه يومي أثناء اقامته في براغ ، وهو مقهى رواده في الغالب من الأدباء والشعراء و المثقفين والرسامين والفنانين، يعتبر الأشهر والأعرق بين عدد كبير من المقاهي الآخرى ، يقع في وسط المدينة ، على مقربة من بناية المسرح الوطني وجسر تشارلز، ويتميز باطلالته على نهرالفلتافا وقلعة براغ ، وقد تردد عليه في الماضي مشاهير كثر من الأدباء والشعراء ، مثل فرانز كافكا السابق كره ، وراينر ماريا ريلكه الشاعر الالماني الشهير المولود بمدينة براغ ، والشاعر ياروسلاف سيفرت ، الذي يعتبره النقاد أكبر شاعر وجداني في الأدب التشيكي ، وقد فاز بجائزة نوبل للأداب في عام 1984، كما تردد على نفس المقهى بابلو نورودا وناظم حكمت ، و الموسيقار أنطونين دفورشاك ، وغيرهم من المشاهير .

امتلأت نفسي برغبة عارمة لزيارة مقهى " سلافيا " ، وتم لي ذلك في مساء اليوم التالي ، اتجهت مع أسعد نحو شارع سميتانوفو ، و سرعان ما بلغنا بناية المسرح الوطني ، ثم انحرفنا نحو الجهة المقابلة ، وبعد خطوات معدودة دخلنا مقهى "سلافيا " الشهير ... أول ما شد انتباهي وجود مجموعة كبيرة من الصور ، معلقة بشكل مميز على الجدران لعدد كبير من مشاهير رواد المقهى من أزمنة مختلفة ، منها صورة للشاعر محمد مهدي الجواهري وأخرى لناظم حكمت ، جلت بنظري في كل الجهات ، أعجبني كل ما في المكان ، السقف العالي المليء بالثريات البوهمية ، الشبابيك الطويلة ، الستائرالمغضّنة ، والمقاعد والطاولات الموزعة على اتساع المكان بطابع خاص وأخاذ .

في لحظة توقفت أمام لوحة معلقة في صدر المقهى ، استرعى نظري تماوج خطوطها التشكيلية ... أعلمني أسعد بأنها للرسام التشيكي فيكتور أوليفا ، اسمها " شارب الابسنث " ، رسمها بملامح شفيفة تُبينه نفسه جالساً إلى طاولة في نفس المقهى ، وأمامه شبح امرأة عارية ، تخيلها وكأنها تسبح داخل كأسه ، ورسم إلى جانبه أحد الندلاء وكراسي تظهر في أحد اطراف المقهى .

اخترنا طاولة قريبة من اللوحة ، مقابل شباك يُرى منه سلسلة مدهشة من المشاهد تمتزج في الليل بألوان أضواء جميلة ، وفيما كنا نتأمل انعكاسات الأضواء على تلك المشاهد ، استئنفنا الحديث عن مشاهير رواد المقهى ، وعن جلوسهم ساعات وساعات وسط أجواء خلوة إبداعية لها تاثيرها الكبيرعلى تأجيج الرغبة في الكتابة السردية ونظم الشعر، والتحليق في أفاق ثقافية معرفية متعددة .

تملكتني فجاة الرغبة بمعرفة القصائد التي نظمها الجواهري في مقهى سلافيا ، او على الأقل في مدينة براغ ، وشعرت بالحاجة إلى معرفة قصائده التي أهداها لهذه المدينة ، لكونها إحدى محطات حياته المهمة .
قبل أن نفترق في تلك الليلة ، أعلمني أسعد عن وجود مركز للجواهري في براغ ، أسسه ويديره ابن شقيقته الإعلامي رواء الجصاني ، وهو على معرفة به ، ووعدني بأن يحدد لي موعداً لزيارته في المركز ، لمعرفة المزيد عن مسيرة الجواهري الشعرية في براغ ودلالاتها الإبداعية .

بعد ذلك بيومين مضيت مع أسعد الى شارع كونيفوفا حيث مقر مركز الجواهري ، التقينا برواء الجصاني ، وكان اللقاء طيباً بكل المقاييس ، استهل حديثه بتعريف المركز كمؤسسة مدنية للتبادل العربي التشيكي ، أسسه في عام 2002 بهدف حفظ أدب الجواهري والتعريف بالثقافة العربية ، وردد بعبارات متصلة نماذج من انجازات المركز ونشاطاته ، ووضع أمامنا عدة نشرات ودراسات ، وعدة أعداد من جريدة بابيلون التي أسسها في براغ عام 1990 ، كان حديثه حافلاً بالشواهد على حيوية وتنوع عمل المركز، وعلى دوره في الإنفتاح والتواصل مع المؤسسات الثقافية التشيكية .

تأكد لي مما سمعته من محدثنا أنه أفضل من يتحدث عن شاعرنا الكبير ، ليس فقط لأنه ابن شقيقته وامينه الشخصي لسنوات طويلة ، بل لأنه كاتب وباحث متميز في تراث الجواهري وشعره وتاريخه ، كتب عنه عشرات المقالات والدراسات المنشورة ، كما أصدر مع ابن خاله الدكتور كفاح الجواهري كتاباً بعنوان " الجواهري ... قصائد وتأريخ ومواقف " يعطي صورة شاملة عن مسيرة الشاعر العظيم الشعرية ومواقفه الوطنية.
طاف بنا الحديث في مدارات كثيرة ، ومن ثم طلبت من رواء أن يحدثنا عن علاقة شاعرنا الكبير بمقهى " سلافيا " وأفادني بأنه كان مقهاه المفضل ، تردد عليه طيلة فترة إقامته في براغ ، و حرص دائما على الجلوس في زاوية ، يمكنه منها رؤية نهر فلتافا والقلعة المشرفة على براغ ، وكثيرا ما أتاه الوحي الشعري في تلك الجلسات ، وسجل بقلمة بدايات بعض القصائد ، ولهذا تم تكريمه بإضافة صورته في المقهى بين صور كبار المثقفين والأدباء والسياسيين الذين كانوا يترددون على المقهى منذ افتتاحه في عام 1884 .

بعد هذا الاستطراد ، تابع رواء حبل السرد حول علاقة الجواهري بمدينة براغ ، وبين أنه أحبها " وظل هائما بها ، مؤرخاً لها ، وعنها ، في خمس عشرة قصيدة تفيض بالحب والوفاء " وقد عبر عن محبته لها في إحدى قصائده بقوله : " أطلت الشوط من عمري / أطال الله من عمرك " وفي قصيدة أخرى تساءل فيها عن براغ : " أعلى الحسن ازدهاء وقعت / أم عليها الحسن زهواً وقعا / وسل الجمال هل في وسعه / فوق ما أبدعه أن يبدعا " ، ومن أبرز قصائده عنها التي يستشف منها أكثر من ملمح يعكس حبه لها : " بائعة السمك " و " ياغادة التشيك " و " آهات " و " براها " .

في براغ واصل الشاعر الكبير مسيرته الشعرية ، كتب أروع قصائده ، ومنها قصيدته الشهيرة " دجلة الخير " و " لمن أغني " و " لا درّ درك " وغيرها... استغل وقته طوال تلك العقود الثلاثة في براغ ، في ضبط إيقاع قلمه ونظم الشعر في شتى المناسبات العراقية والعربية ، لم يغب عنه الوطن وهمومه ونضال شعبه، وعبر عن هذا رواء بقوله : " كان في عز هنا ولكن في قلبه يئز جرح الشريد ... وكم أرِق وسهر وطال شوقه للعراق ... واستمر يناجي بغداد ، دارة المجد ودار السلام ، ومقهى يصطفيه نصف قرن ، ويتذكر أبناء وده ، واخواناً إذا الدنيا دجت كانوا لها الفجرا " .

وفي براغ التقى الشاعر الكبير بعشرات الأدباء والشعراء ، تحدث رواء عن واحد منهم وهو الشاعر الفلسطيني سميح القاسم ، الذي التقى به الجواهري أكثر من مرة ، وسهر معه عام 1973 في مرقص " كاسكادا " الشهير وسط براغ ، ونظم قصيدة غزل وهو يجالسه في المرقص بعنوان " يا بنت شيطان " ومن أبياتها : " يا بنتَ شَيطانٍ كَفاهُ / أن يكونَ أباكِ فَخرا / كانَ التقربُ مِنهُ كُفرا / وأرَى التَغَربَ عَنكِ كُفرا / لَمّا استحَرَ بكِ الوَغى / وأردْتِه أن يَستَحِرّا / وأشَعتِ كالطاعون ِ صَدراً / وأدَرتِ كالإعصارِ ظَهْدرا / قالتْ جُفونُكَ خولِطَتْ /عَسلاً وزَيتوناً وخَمْرا /ما أسْخفَ " العُذرِيّ " / يسحقُ جَمرة ويمُصّ جَمْرا "

وبينتُ لمحدثي أن سميح القاسم كتب عن علاقته بالجواهري في مذكراته التي نشرها قبل رحيله بعنوان " إنها مُجرد مِنفضة " ، وتطرق إلى تلك السهرة ، وذكر نفس القصيدة ، كما ذكر قصيدة له نظمها رداً عليها ، من أبياتها : أمهِلْ فديت أبا الفرات / لأنت بالحسناء أحرى / هي لحظة متعتُها منها / وقد مُتعت َ دهرا / نلتُ الهوى كراً وفراً / وتنالهُ كراً وكراً / نحن المُريد وشيخه / وهي المراد لك استقرا / أغريتُها رقصاً وتغريها / شؤون منك أخرى / سحر لعمري ما صنعتَ / وكان بعض القول سحرا / دارٍ بأسرار النساء أنا / وإنك ألف ادرى / فارفق فديت أبا الفرات / لأنت بالحسناء أحرى .

وذكر القاسم في كتابه أن الجواهري رد على قصيدته ببيتين من الشعرقال فيهما : أسميحُ أنت أعزَ نصرا / الغادة الحسناء حرّى / ناما معاً ذكراً وأنثى / ولنا بحمد الله ذكرى .

ومجمل القول ، استمتعت بأحاديث رواء الجصاني عن خاله ، وهو يستحضر فيها أجزاء مفصلية من شعاب حياة الشاعر الكبير في براغ من زمن آخر ، يمضي فيها متنقلاً بأحاسيس وجدانية من قصة إلى أخرى ، يرسم فيها ما يمكن رسمه من بشر وموجودات عالم براغ من قديم ماضيها ، يُصغي إلى نبض تلك الأيام ، ويُظهرفيها براغ مرصعة بقوافي الجواهري ، وشعرت فجأة على إيقاع تلك الاحاديث ، بأن الشاعر الكبير قد قدم لها من شعره مالم يقدمه شعرائها التشيك .

ولهذا لا أستطيع التحرر من إحساسي بالمرارة لعدم تكريم الجواهري من قبل مدينة براغ ، بإطلاق اسمه على شارع من شوارعها ، أوحديقة من حدائقها ، فكل ما حصل عليه حتى الآن هو وضع صورته في مقهى "سلافيا " فقط ، علماً بأن شعراء وأدباء عرب كثر نالوا ما يستحقون من تكريم من قبل مدن غير عربية ، فباريس أطلقت اسم الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش على إحدى أهم ساحاتها في باريس تخليدا لذكراه ، وتم تكريم جبران خليل جبران بتخصيص نصب تذكاري له في مدينة نيويورك احتفاءً به وبتراثه الأدبي ، وبنُصُب تذكارية اخرى في مدينتي بوسطن وواشنطن .

ولا أظنني أجاري صرعة إعلامية ظرفية حين أطالب المؤسسات الثقافية التشيكية بضرورة تكريم الجواهري ... أملي كبير بأن تقوم براغ التي أحبها بإحياء ذكراه ، وجعله في مصاف أهم أعلامها .



















التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و


.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من




.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا