الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مراحل غسيل المخ المسيحي أو عملية التمسحن Christianization

توماس برنابا

2015 / 9 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


عملية التمسحن هي عملية مستدامة لا يمكن أن تكون وقتية و لها مراحل ولا يمكن أن تتم في مرحلة واحدة وسنتناول هذه المراحل بالتدريج وسنتحدث عن كل منها بالتفصيل حتى يتضح لكل مهتم من الأخوة والأخوات اللادينين أو المقبلين على إعتناق المسيحية وقع هذه المراحل على الذهن البشري وتحكمهم فيه وأدلجته ودولبته بطريقة يصعب على الضحية الانفلات منها .... وأختص بالأهتمام بتقديم مقالتي هذه لأخوتي وأخواتي المسيحيين حتى يتضح لهم كيف تم تمسحنهم ويمكنهم حين يتم معرفتهم أسرار هذه المراحل أن يفكوا حبال وحبائل المسيحية عن أعناقهم إذا أرادوا الأن أو مستقبلاً لأن هذا الأمر ليس بالسهل فعله!!!

أولاً: إعتناق مفهوم الفداء وما يتبعه من خلاص أو توبة

يتمحور جوهر المسيحية حول الفداء من الموت الأبدي المسلط على رقاب كافة البشر من جراء خطية أدم وحواء الأصلية المتوراثة الى كافة وجميع الناس ... وهذا الفداء لم يكن ليتم عن طريق ملاك أو نبي أو كاهن أو أي كائن سوى عن طريق الله نفسه متجسداً في أقنوم الأبن أو يسوع المسيح لخلوه من أي خطية جسدية متوراثة من أدم وهذا لأن يسوع أتى الى العالم بحمل مريم العذراء حمل عذري بلا زرع بشر بل حمل بيسوع فيها من الروح القدس روح الله القدوس! ويجب على أي شخص مسيحي أو من يريد إعتناق المسيحية التسليم بأنه خاطئ بالخطية الاصلية أولاً وبخطايا فعلية أرتكبها في حياته السابقة ثانياً ... ويجب أن يقر بأنه يحتاج لفداء يسوع المسيح له منفردا وجمعيا ايضا لكافة البشر على عود خشبة الصليب حيث سفك دمه مغفرة لخطاياه وخطايا جميع الناس والأهم حينما يقبل عمل المسيح الكفاري له ويتوب عن جميع خطاياه حينئذ تنفرج أساريره و تبيض خطاياه كالثلج كما يقول سفر إشعياء النبي ... وبذلك يخلص! أي محيت خطاياه وبمقدوره أن يكون أبنا لله وله الحياة الأبدية ويدخل لملكوت السموات مرورا بحياته البشرية على الأرض الى أن يجئ المسيح ويخطفه على السحاب أو أن يموت وتحمله الملائكة الى الفردوس إنتظاراً لليوم الأخير حيث يقابل الجميع ( الموتى والأحياء) المسيح في مجيئه الثاني على السحب في الهواء لتبدأ الحياة الأبدية في تسبيح دائم للمسيح الاله المتجسد مع الملائكة من السيرافيم والكروبيم وجند السماء المنوطين بأنهم سيكونوا خداماً للمؤمنين بالمسيح!!!


هذه العقيدة أو العقائد هي ملخص للمسيحية كافة ويجب على المسيحي الحق أن يربي أولاده عليها وهنا تظهر دور برامج التثقيف الديني أو برامج التربية الدينية المسيحية في الكنائس المسماة بمدارس الأحد لأنها عادة تقام يوم الأحد في مختلف الكنائس والتي لظروف الدراسة قد تقام يوم الجمعة حسب ظروف كل كنيسة. وتقوم مدارس الأحد في الكنائس بأدلجة وحفر العقائد المسيحية في أذهان الصغار منذ الطفولة المبكرة بأساليب إبداعية تناسب روح وعمر الأطفال الصغار منها الأغاني الحركية ومسرحيات العرائس وغيرها من ميثودولوجيا التدريس المتنوعة والابتكارية. ومن المعروف أن ما يعرض على الطفل صغيرا من معارف تصعب على الأيام محوه فيما بعد وخاصة حينما تناسب المعارف والعقائد المقدمة نفسية الطفل عن طريق تقنيات ومناهج متطورة تحبب الاطفال في الكنيسة وما يقدم فيها!

وهنا تكمن المشكلة فغالباً أغلبية الأطفال يذهبون للكنائس ويقلون تدريجياً في المراحل التالية ليأتي البلوغ ليندر من يذهب للكنيسة لأسباب عدة قد نتناولها في مقالات تالية.... ولكن ما قد تعلمه في الصغر في مدارس الأحد لا يمكن للأيام أن تمحوه وتظل في دواخل نفسيته تجعله يحترم الكنيسة والكاهن حتى ولو وصلت موبقاته وخطاياه أعنان السماء!!

وهنا يظهر دور الكنائس في إسترجاع وإستعادة هذه الأنفس الهائمة بخدمات وعظات نارية في كافة الاجتماعات الكنسية في الكنائس ووسائط الاعلام كالقنوات الفضائية والانترنت والصحف المختلفة ليظهروا محبة الله السامية التي تشمل الجميع حتى وإن ضلوا ولا يخفى على القارئ إستخدام ثنائية الترغيب/الترهيب بأساليب بارعة خلال العظة الواحدة أو في سلسلة عظات إنتعاشية متتالية في نهضة روحية في كنيسة أو قناة ما! فنجد المتحدث يسهب ويستطرد في الحديث عن محبة الله ورعايته لنا وبركات الروح القدس المعدة لنا ليفاجئنا بعد عدة عظات بعظة عن الله الغاضب الذي سيلقي كافة الخطاة في الجحيم! وهذا له وقع على الأذهان كوقع المطرقة على السنديان في هدم حصون الأثم والخطايا في نفوس الناس ليلقوا بأنفسهم في يديّ الله الراعي الرحيم خوفاً من الله المنتقم الجبار الذي لا منقذ من يده!!!

هذا عن طفولة وبلوغ المسيحي أما عن معتنقي الديانات الأخرى كالاسلام فيجب على رجال الدين المسيحي هدم أعمدة إيمان غير المسيحي بتوجيه ضربات تشكيكية في دينه عن طريق توضيح بطلان كتابه علمياً وتاريخياً في كافة الأوجه وحينما تنهار هذه الأعمدة يجب البدأ في الخطوة التالية من غسيل المخ أو الادلجة وهي بناء أعمدة عقائدية لدين المسيحية في ذهنه ومعاملته كطفل في البداية في تلقي الأيمان الجديد ثم كبالغ (لانكم اذ كان ينبغي ان تكونوا معلمين لسبب طول الزمان تحتاجون ان يعلمكم احد ما هي اركان بداءة اقوال الله و صرتم محتاجين الى اللبن لا الى طعام قوي (عب 5 : 12) و اما الطعام القوي فللبالغين الذين بسبب التمرن قد صارت لهم الحواس مدربة على التمييز بين الخير و الشر (عب 5 : 14) )

ثانيا: عملية تغيير أو تجديد الذهن

و لا تشاكلوا هذا الدهر بل تغيروا عن شكلكم بتجديد اذهانكم لتختبروا ما هي ارادة الله الصالحة المرضية الكاملة (رو 12 : 2)
هذه الأيه من رسالة رسول المسيحية بولس الى أهل روميه تلخص المرحلة التالية من عملية التمسحن وربما تحدثنا عنها سريعا في المرحلة الأولى حيث يتوجب على المسيحي بعد بناء أعمدة أو عقائد الأيمان المسيحي في ذهنه أن يتغير عن العالم في تفكيره وأن لا يشاكل الناس في تصرفاتهم بل أن يكون قدوة للجميع (لا يستهن احد بحداثتك بل كن قدوة للمؤمنين في الكلام في التصرف في المحبة في الروح في الايمان في الطهارة (1تي 4 : 12) )

ثالثاً: السلوك كإنجيل خامس (مطبق لأيات الانجيل حياتياً)

عيناي على امناء الارض لكي اجلسهم معي السالك طريقا كاملا هو يخدمني (مز 101 : 6) هنا ننتقل الى نقطة مهمة في حياة المسيحي التائب المعترف وهو أن يتغير سلوكه الى شبه سلوك المسيح أي أن يطبق الأنجيل على حياته فيصبح إنجيل خامس حياتي يراه الناس (فليضئ نوركم هكذا قدام الناس لكي يروا اعمالكم الحسنة و يمجدوا اباكم الذي في السماوات (مت 5 : 16) .

رابعاً: العبادة بالروح في الكنيسة وفي كل وقت ومكان

هنا نأتي الى عملية العبادة فهي في المسيحية إنتقلت من حيث الشكلية والنمطية الى ممارسة روحية حياتية لا يحدها وقت او مكان . فالصلاة بالمفهوم المسيحي الصحيح لا يمكن أن تكون في الكنيسة فقط او ان يكون لها عدد محدد يومياً بل تمتد الى طوال اليوم كله وطوال حياة الانسان كما يقول الكتاب المقدس ( و قال لهم ايضا مثلا في انه ينبغي ان يصلى كل حين و لا يمل (لو 18 : 1).... بدل محبتي يخاصمونني اما انا فصلاة (مز 109 : 4) ) وهذا معناه أن يحادث الانسان الله في كل وقت وفي كل دقائق حياته وكبائرها ... ويتلقى الاجابة من الروح القدس (هي في الحقيقة صوت عقله الباطن ويتهيأ له أنه صوت الله الروح القدس في داخله)!!!

خامساً: الموسيقى والالحان كبديل للفن العلماني او العالمي

من المعروف عالمياً مدى تأثير الموسيقى على النفس الداخلية للأنسان وهناك من يدعوها بأنها غذاء الروح ... ولذا تم إستداخلها كجزء أصيل من العبادة المسيحية في كل طوائفها لأنه بسببها ينتقل الانسان الى عالم إنسيابي تقشعر منه الأبدان ليطلقوا على هذا دينياً (لمسة وتعزية من الروح القدس للأنسان) وبذلك يزداد الوازع الديني للأنسان. وإن كان الأنسان يحب الموسيقى قبل توبته فأنه سيجدها
في الكنيسة على هيئة الحان كنسية وتراتيل دينية كبديل للأغاني والموسيقى العالمية لينفصل الأنسان نفسياً عن الفن العالمي مطلقاً عليه فن الشيطان!!

سادساً: الانغماس التام في قراءة الكتاب المقدس والكتب الدينية

قراءة الكتاب المقدس وغيره من الكتب الدينية تعتبر واسطة من وسائط النعمة في المسيحية وهي ضرورة لعملية النمو والنضج المسيحي ولا يمكن لأحد الاستغناء عنها الا إذا كان لا يجيد القراءة حينئذ يستعيض عنها بسماع الكتاب المقدس على كاسيت أو كومبيوتر أو حضور الاجتماعات اليومية بالكنيسة فالكتاب المقدس يؤكد على أن ( فتشوا الكتب لانكم تظنون ان لكم فيها حياة ابدية و هي التي تشهد لي (يو 5 : 39).

سابعاً: حياة الشركة المسيحية

و كانوا يواظبون على تعليم الرسل و الشركة و كسر الخبز و الصلوات (اع 2 : 42)
من رأيي هذا العامل له أبلغ الأثر على حياة المسيحي فالمسيحية تدعو لأن ينفصل الانسان عن الخطاة والأشرار ويلتصق ويصادق ممن يشاركونه الايمان. والشركة لهي أقوى من الصداقة في المفهوم المسيحي فهي مشاركة بالمعنى الشامل في كل شئ في الأفراح والأتراح والمناسبات وحتى العبادة والصلوات ... وحينما يترك الانسان المسيحية ربما لا يحذ في نفسه أي شئ سوى البعد عن هذه الحياة التشاركية!

ثامنا: تدخل المسيحية في كافة أوجه حياة المسيحي

تتدخل المسيحية بشكل سافر في كافة أوجه حياة المسيحي فمنذ الولادة نجد طقس التعميد ثم الحضانة حيث تقيم كل كنيسة تقريباً دار حضانة لرعاية الاطفال وهم صغار أثناء عمل ذويهم وهناك مدارس الأحد وحينما يحاول الزواج يؤكد الكاهن على أن يتزوج من الكنيسة لا خارجها أي بداخل الطائفة وأن يكون لها أب إعتراف والواج يكون في الكنيسة بل حتى حالات الوفاة يكون العزاء والصلاة على الميت في الكنيسة. هذه الأمور تجعل من المسيحي المتدين أو غير المتدين أن يعتبر الكنيسة حياته وحياة أٍرته وعائلته وصعب الانفصال عنها!

تاسعاً: الإغتراب المجتمعي

منذ بداية المسيحية والكنيسة تُعتبر جماعة منتشلة من العالم فهذا هو المعنى اللغوي لكلمة (إكليسيا – كنيسة- اليونانية) ومنذ بداية المسيحية والى الأن نجد المسيحي منزوي على نفسه من أي شئ غير كنسي حيث أنه يعتبر أي شئ غير كنسي وغير مسيحي من الشيطان ... يجنب نفسه الفنون والأداب والسياسة وكافة مجالات الحياة الا إذا وجدت الكنيسة مدخلاً لها في هذه الأمور وتشجع أبنائها على الانضمام لها!!!
ولكن المسيحي الحقيقي فعلاً يعاني من حالة إغتراب دائمة تلازمه طوال عمره كما يعلمه كتابه المقدس (غريب انا في الارض لا تخف عني وصاياك (مز 119 : 19) )

عاشراً : الإنغلاقية والطائفية والتعصب

كل ما سبق يجعل من المسيحي منغلقاً على ذاته وعلى طائفته لا يقبل الأخر أبداً! وجدير بالذكر أن كل طائفة تعتبر من الطائفة الأخرى منقوصة الحق ولا يمكنها بلوغ السماء هكذا ( أسلوب مخفي من التكفير)... فلك أن تعرف أن الارثوذكسي والكاثوليكي يصر على من يريد الانتماء الى كنيسته عن طريق الانضمام او الزواج أن يعتمد مرة أخرى والبروتستانتي يرى في الكاثوليكي والارثوذكسي إنسان غير مخلص يحتاج الى نعمة المسيح المغيرة وإلا سيذهب الى الجحيم! فإن كان الحال هكذا مع بني دينه فما بالك بالأديان الأخرى ومن تركوا ونبذوا الأديان؟!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - توماس برنابا
وليد حنا بيداويد ( 2015 / 9 / 20 - 09:01 )
لعجيب وغريب عندما يريد المسلم انتحال صفة ما كما فعل سيده الاكبر عندما انتحل صفة النبوة وحسب نفسه نبيا اسوة لربما بالذين سبقوه ولكنه ولد فعله ميتا لان الذى سبقه قد قد تنبآ عنه ان منتحلين لصفات النبوة سياتون من بعده بثياب الحملان ومن داخلهم ذئاب خاطفة. جاء هذا المسلم لفعل الجبن المكروه عند العرب عندما كانوا ينادون بالسيف المهان بكبرياء فارغة فراغ جماجهم، جاء هذا مؤكدا على نفسه الفعل المفرغ فى جسده منتحلا لاسم توماس برنابا متهجما بفعل السلفىين المعروف معاديا لبولس ويسوع مكفرين اياهم كما فعل اكبره هنا يكمن الفعل الاسلامى عندما يكون على ذات الوتيرة التى رسمها سيده الاكبر له بتكفير كل من لايقر بان سيدهم الدجال هو رسول كباقى الرسل.. لا يا منتحل لاسم توماس برنابا ان فعلك واضح ومفضوح ولو كنت بحثت عن الجهاد كباقى شلتك لكان افضل لك من هذا الفعل المفضوح فاكل فجله ولا هالخجلة كما يقول الاخوة السوريون،، يا عم اذكر اسمك الصريح وارسل لنا صورتك ففعلك مفضوح وعيب ان تنتحل لاسماء الاخرين، لا تتخذ من سيدك الاكبر طريقا لحياتك فانه قد دمر شعبه وهجره ومات شبابه فى البحار بسبب جرائمه حتى هذا اليوم
صباح الخير


2 - السيد وليد
توماس برنابا ( 2015 / 9 / 20 - 13:27 )
يا سيد وليد بلاك لغط وغلط وشخصنة وخروج عن الموضوع ..... إن كان عندك شئ على الموضوع أو أن هناك ولو حرف واحد خطأ وخارج عن الممارسات المسيحية في أدلجة الناس....
!فأخبرني إياه وسأعتذر عن ذلك على الملء


3 - اذا عليك الاعتذار
وليد حنا بيداويد ( 2015 / 9 / 20 - 13:55 )
لو قبلت الحق بما قلته لك لما طلبت حذف ما كتبته لك، لما سمحت لنفسك كما فعل غيرك فى التهجم على الاخر مثلما تم تلقينك الحقد الصحراوى ولكنت شجاعا فى الاعتذا وانا اشك بشجاعتك ، كيف يكون شخص فى عمرك وهو كاهن مسيحى، قمت بدور فاشل فى مسرحية فاشلة فرجل الدين المسيحى لا يكون كاهنا الا بعد ان يتخرج من الكلية وليس بعمر المراهقة
هل ستعتذر بشجاعة لنا فانا بانتظار اعتذارك


4 - تحياتي للصادقين
ابن رواحة ( 2015 / 9 / 20 - 13:57 )
اعتقادك شأنك لكن طالما نقدك عقلاني وطرحك مهذب فالكل معك.

اخر الافلام

.. أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم


.. شبكات | مكافآت لمن يذبح قربانه بالأقصى في عيد الفصح اليهودي




.. ماريشال: هل تريدون أوروبا إسلامية أم أوروبا أوروبية؟


.. بعد عزم أمريكا فرض عقوبات عليها.. غالانت يعلن دعمه لكتيبه ني




.. عضو الكنيست السابق والحاخام المتطرف يهودا غليك يشارك في اقتح