الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصر الى أين..؟!

وردة بية

2015 / 9 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


عندما حُكم على الرئيس الراحل صدام حسين بالإعدام ، تعالت أصوات تندد وتطالب:" ارحموا عزيز قوم ذل".. الكثير ممن استشرفوا الواقعة أكدوا أن حادثة الاعدام لن تفوت بسلام على العراق .. وها هو البلد المتعايش الآمن يتحول الى بؤرة للاقتتال والطائفية منذ أكثر من 13 سنة.. يدفع فاتورتها الشعب العراقي الأعزل ...ولا أمل قريب في استقراره.. !
اليوم نحن أمام المأساة نفسها في مصر، حيث يحكم القضاء على الرئيس السابق محمد مرسي ومن معه من قادة جماعة الاخوان بالإعدام دون رحمة ، من بينهم الشيخ يوسف القرضاوي والمرشد العام للإخوان محمد بديع وأعضاء من حركة حماس الفلسطينية .. وقد تعلمنا ونحن صغار، أن "الرحمة فوق العدل "، خصوصا اذا كان الموقف مغلفا بروتوشات السياسة التي قلبت الأبيض أسود والأسود أبيض ..ودفعت بالقضاء لتجميع اتهامات من بينها حادثة الهروب من السجن والتخابر مع الاجنبي ، الذي هو حركة المقاومة الاسلامية حماس في غزة ، فتصل عقوبة مثل هذا الفعل في مصر الى الاعدام...بينما كان يتم في سوريا العروبة قبل الحرب التنسيق الأمني مع حزب الله في لبنان وجميع الفصائل الفلسطينية المقاومة ،وعلى رأسها حماس والجهاد والجبهة الشعبية من أجل فلسطين ..اذن فحصيلة الثورة المصرية اليوم .. اعدام مرسي و براءة مبارك!! فهل هذا منتهى العدل ، وهل هذا ما كان ينتظره المصري وثار من أجله..؟
نظام مبارك الذي بقي جاثما على صدور المصريين ثلاثة عقود و نسق مع الاسرائيلي في النهار باسم الوساطة مع الفلسطينيين، وجعل أرض الكنانة العظيمة في تبعية مطلقة لأمريكا، وقام بكل الأدوار المسيئة التي أوصلت مصر الى حافة الهاوية ، ورغم ذلك فالرئيس المخلوع مبارك لم ينل من عقاب جهاز القضاء المصري سوى 3 سنوات سجنا، أتمها "بالتمام والكمال" في سجن 5 نجوم..
الرئيس المنتخب محمد مرسي لم يحكم الا شهورا معدودات ، وأطيح به بسبب أخطاء فادحة ارتكبها في الداخل والخارج ، وأخطرها اعلانه تدخل الجيش المصري في سوريا ورسالته الحميمية الى بيريس .
هي أخطاء ناتجة عن جهله بدواليب السياسة الدولية وقصر نظر مستشاريه واتباعه على توجيه البوصلة نحو الداخل المتفجر، استنادا الى ثورة رفعت شعار: - "عيش ... حرية ... عدالة اجتماعية"
ترك الداخل وتحالف مع أردوغان ضد دولة عربية ، وشكل معه تكتلا ايديولوجيا خارج بلاده مع قطر وتركيا ، وفي الداخل مع أنصاره الاسلاميين ، وأسماهم "أهلي وعشيرتي" ضد الفصائل الأخرى، وختمها برسالة :"عزيزي الوفي بيريس"
لاينكر عاقل بأن ماقام به مرسي يقود فعلا الى الهاوية، ولكننا ضننا أن ثورة 30 يونيو أطاحت به وانتهى الأمر، أما أن يصل الى حكم الاعدام فهذا شئ صعب مستصعب .
العالم الحر انتفض لهذا الحكم ، ومنظمات حقوق الانسان أدانته ووصفته بالمهزلة ، وقوبل بالرفض من قبل تحالف دعم الشرعية الموالي لجماعة الاخوان ، كما علق الداعية العريفي بالقول: " كم مات من أهل مصر في عهد مرسي المنتخب؟ وكم مات منهم في عهد السيسي المنقلب"، وفي رأى مخالف قال الشيخ علي جمعة :” القرضاوي "ربنا أذله وهيتعدم"..
سمعت ردا صادرا عن محمد حسنين هيكل عندما سئل عما اذا كان يحدث في سوريا ثورة شعبية أم ارهاب فقال: العبرة بالنتائج "... ففور صدور أحكام الاعدام قتل مسلحون ثلاثة القضاة بسيناء وهو ماينبئ بأن مصر على أبواب سنوات جمر ..
المشكلة أن من يشارك في لعبة الاعدامات لايعي بأنه يقامر بأمن واستقرار بلده، ومصر لم تستعض بالتجربة العراقية ، اللهم الا اذا كانت تنتظر تدخلا تركيا قطريا عن طريق السعودية لتجر أنفهما لشروطها مقابل العفو عن الرئيس المعزول وأتباعه... والله أعلم









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كاتب اخوانجى صحيح
سامى نون ( 2015 / 9 / 21 - 11:08 )
الأفضل لك ان تلتحق بمرسى ومرشدك بديع فى السجن.والى خلاص قريب من اخوانك وسلفييك وخلايجتك

اخر الافلام

.. هل ساعدت كوريا الشمالية إيران بهجومها الأخير على إسرائيل؟ |


.. مسلسل يكشف كيفية تورط شاب إسباني في اعتداءات قطارات مدريد في




.. واشنطن تؤكد إرسال صواريخ -أتاكمس- بعيدة المدى لأوكرانيا


.. ماكرون يدعو إلى أوروبا مستقلة أمنيا ودبلوماسيا




.. من غزة| 6 أيام في حصار الشفاء