الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصائد جديدة

مرزوق الحلبي

2015 / 9 / 22
الادب والفن


1.
كلامُ الذي لا يُرى!


لفتت نظرَك انحناءةُ النادلِ وهو يصبّ النبيذَ
من زجاجة أحضرتُها أناَ من القبوِ.
كان عليّ أن أغسل الصحونَ التي
تأكل فيها الآن أطباقَك الشهيّةَ،
وأشعلُ الشموعَ حتى تكتمل اللحظة.
وأرتّب الورد في المزهرية كما تشتهي المرأة
التي برفقتك.
حفظت النورَ خافتا خافتا
كي يصير كلامك أكثر وقعًا على مسامِعها
هيأت لك كلَّ شيء
حتى تُحكمَ الليلَ حولَ عنقِها
وأنا أقف على شرفات الوقت أحرس
أحلامكما الوردية
ولا أُرى

تمرّ عبري وأنا أنظّف الممرّ تحت قدميكَ كلَّما أتيتَ،
ولا تراني
أنظّف زجاجَ النوافذِ كيْ ترى أبعد من أمنياتكَ
أمسحُ الغبارَ عنِ الهاتفِ ليصفُ كلامك
أفرغُ المنفضة من مخاوفك،
من أسماء زبائنك اللحوحين
أصنعُ قهوتَك وأقرأُ طالعكَ فيها،
وأفكارَك وخوفك المثقوب من وسطه
مثل كعكة السمسم
أسكبُ ماءَ الوردِ على أوقاتِك
وأغيبُ فِي التفاصيلْ!
.
أنا الذي جعلتُ عشبَ الحديقةِ يكبُرُ
على قدرِ ما تشْتهونْ
أقول للوردِ اكبَرْ، فيكبُر
وأقول اذبلْ، فيذبُل
أبدّل الأزهارَ في القواريرِ كلَّما تبدّل برجُ المرأةِ الشقراءَ
في العمارةِ.
أداري الشجيراتِ على طولِ الممرّ
كي لا تعترضُ كلابَكم في فُسحتِها
ألاحق أعقابَ السجائِرِ
وما سقطَ سهوا من كلامكم،
أو من مكالمات هاتفية تركتموها على الشبابيك ليلا
وأنتم صاعدونَ هابطونَ من عمارتِكم المرفّهةِ
تتحدّثون إلى أنفسِكِم بصوتٍ مسْموع كأنكمْ آخرون
ولا تروني

أوزّع الألوان على حديقتكم بإتقان كي
تفخروا بها أمام جلسائكم في المقهى القريب
وأختفي عن وجودكمْ بين العشب
أنا هنا لا أرفعُ صوتي كي لا تتعثّروا به
أو يُعطّل رنينَ الهواتفِ الذكيةِ سير قلوبكم
لستُ أفضلَ مشهدٍ تقع عليه عيونكم،
وأنتم، الساعون إلى يومكم، بحاجةٍ إلى التفاؤلِ!
لا إلى فقرٍ أفقدني ملامح وجهي،
واسمي
وصوتي.
لن أروي قصةَ جوع يسكنني من يومين
أو عطش أسكنُه!
أمنحكم كتسعاً تبتسمون فيه لأنفسكم وانتم تضعون في سلة هناك
شيئا يُعطى للفقراء.
ستحبون كرمكم كثيرًا،
وفقري، أيضًا
لولاه، هل تطهّرت ضمائركم!
سأظل مختفيًا كي يزيد إعجابكم بها،
كي تزيد بياضًا.

2.
حنين كافر!

للاتِ والعزّى أحنُّ*.
لهالتينِ،
لا أنسٌ ولا جنُّ.
لفكرتينِ مِن خزف،
لمَن لم يرفعِ السيفَ
ولم يأتِ بوحيٍ ولم ينطق بحرْفٍ
لقصائدٍ وُلدت نخيلا في البراري
وراوية وشاعره يغني بغير خوفْ

للاتِ والعزّى أحنُّ.
لهالتينٍ،
لا أنسٌ ولا جنُّ.
لآلهةٍ مجرّدة منزّهة
عن أي نصّ أو صفاتٍ أو سيادة
لا حارسٌ في الباب يسألنا الخضوعَ
ولا جيشٌ يحاصرنا،
يشكُّ رؤوسنا بالرمحِ منتصرا
كُرمى لعينيّ القيادة!

3.
لا تنتظر أحدا!

تقول لك النفسُ، وعيناك على الشرْقِ:
"لا شيء في الأفقِ
فلا ترتجي أحدا
ولا تنتظر
فالدُعاةُ، همُ همُ من أوّل الخلقِ
وأفضلهم، مثل شوكةٍ في الحلْقِ
هم الدعاةُ ـ أنظر لساعتك إذا قالوا صباح الخير،
ولا تنتظر!"

تقولُ لك النفسُ، وعيناك على المِشكاةِ
"عبثا،
مضى زمن النبوّة
وانقضى
فاترك يقينكَ
يسري على متنِ الرياح ويضطرب
صدّق حواسَك
وبؤبؤ العين وحدْسكَ
ولا تغترب،
عن ذاتك!
ولا تضطرها للكذب!
الوقتُ منكسرٌ
فلا ترتجي أحدا
ولا تنتظر"!

تقول لك النفس وعيناك على النصّ
"لا تفتح لهم عقلك
فيغسلونه كميّت
ويدفنونه كميّت
ولا تهبهم قلبَك الطيبَ
فيأكلونه نيئا وأنت حي
فلا تنتظر ذاك المعمّم
والمتمّم
والمنعّم
والمسخّم.
ولا ذاك الذي خطف المدينة
بين فكيه كتمساح
ولا الطاؤوس والقدّوس
ولا المهيمنَ
والمُسلْطنَ
فكلّهم أولاد....
فكُن صورةً عنكَ
ولا ترتجي أحدا
ولا تنتظر"!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و


.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من




.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا