الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كوكتيل أسئلة دينية

فاتن نور

2015 / 9 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



..جاد ساخر ببعضه وساخر جاد..

س: هل يمكن للدين أن يصنع حضارة؟
ج: كلاّ لا يمكنه هذا، فالحضارة الإنسانية كمفهوم؛ أشمل بكثير من مفهوم الدين. إنما الدين لو تطهرّت ساحته من دنس تكميم الأفواه وتهميش العقول وخلصت الى محبة الأرض واحترام إنسانها؛ يمكن له أن يكون مفردة من مفردات الحضارة أو عاملاً من عواملها. لذلك لا يصح أن ننسب أي حضارة الى دين بعينه؛ ففي هذا إجحاف لهويتها الإنسانية الجامعة لكل الهويّات التي تكاتفت لبنائها. وإذا كان لابد أن ننسبها الى شيء ما فالأجدى الى جغرافيتها الحاضنة. بدأت الحضارة يقول سيغموند فرويد؛ عندما قام رجل غاضب لأول مرة بإلقاء كلمة بدلاً من حجارة.

س: لماذا لم يترك الرسول محمد نظاماً لتداول السلطة في الإسلام من بعده؛ لا سيما وأن النص القرآني لم يتطرق لهذا الأمر رغم أهميته الكبرى وقد جاءت تبعات تركه وبالاً على الأمة؟
ج: لأنه لربما أراد أن يكون الإسلام من بعده ديناً سلميّاً مسالماً يجمع ولا يفرق؛ وليس دولة وسياسة وصراعاً مستمراً. ربما أراد أن ينزّه الدين فلا يكون للدولة عليه أي وصاية ولا تتحدث باسمه، أو تنشغل عن حقوق المواطن بحقوق الله وهو الغنيّ عن حاجته لأي حقوق ينتزعها له إنسان خلقه من سلالة من طين، ضعيفاً قتورا وظلوماً جهولا.

س: لماذا لم يأمر الرسول بجمع القرآن ونهى عن تدوين أحاديثه؟
ج: يبدو أنه أراد للمسلمين من بعده أن يلتزموا بالمقاصد العامة للدين الإسلامي، وأن لا يلزموا أنفسهم بحرفية النص القرآني والأحاديث وكلاهما يخص حقبة المبعث والنبوة بكل أحداثها وتفاصيلها الخاصة جداً؛ بصفتها الحقبة الخاتمة التي لن تتكرر مرة ثانية في التاريخ الإنساني. لكنهم خالفوه وجمعوا ودوّنوا فكانت بداية غير موفقة بتصوري. والغريب أن رجال الدين لم يقفوا طويلاً أمام هذه المسألة المهمة بالبحث والتقصي وإحاطتها من كل الجوانب مثلما وقفوا وما زالوا واقفين؛ أمام مسائل الحيض والنفاس والطهارة وغيرها من الصغائر التي لا تقتضي فقهاً أو اجتهاداً؛ لأنها في ذمة الفطرة أولاً قبل العقل.

س: لماذا ينظر رجال الدين الى من يتحدث عن دينه كمن يتحدث عن الطب وهو ليس بطبيب؛ ويطالبونه بترك الحديث لأهل الذكر والتخصص؟
ج: إنها مقارنة مؤسفة حقاً. ربما سببها هو أنهم ينظرون الى الدين كمهنة كهنوتية، أو لربما هم يخلطون بين حرية الفكر والتعبير التي هي حق مشروع لكل إنسان؛ وبين المهنة التي تحتاج الى تخصص علمي لممارستها مثل مهنة الطب. المسلم يولد هكذا مسلماً على بياض، فيصبح من حقه التفكير بما وجد نفسه عليه، والتعبير عنه بمصداقية ودون تورية أو خوف. وهذه حالة صحية له وللمجتمع فمن الأجدى أن تتفهم المؤسسات الدينية الثابت والمتحول في رأس الإنسان.

س: في هذه السور (البقرة/النساء/الأعراف/يونس/الحج/النمل/لقمان/فاطر/الحجرات) من هو المُخاطَب المُنادى عندما ترد صيغة "يا أيها الناس"؟
ج: ليس رجال الدين ولا نساءه دون شك. الناس جميعاً بعوامهم وجهابذتهم دون تصنيف فئوي على أساس العمامة والبدون. إنها لمن الخيبة والضلال أن يخاطبك الله ويناديك ولا تتفكر فيما خاطبك عنه، فيصح عليك قوله: إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ. ولكن السؤال المحيّر؛ لماذا هذا التشبيه البائس بالدواب وقد خلقنا الله على صورته؟

س: هل يكذب رجال الدين هؤلاء الذين يقولون "الإسلام نظام ديمقراطي" مع أن الديمقراطية تعني الحكم والسيادة للشعب بينما يعني الإسلام الحاكمية والسيادة لله؟
ج: لا قطعاً لا يكذبون كذباً عادياً؛ بل كذباً إسلامياً اسمه فقه "المعاريض والتورية" أي أسلمة الكذب بتضليل الآخر وإيهامه بالظاهر من معنى الكلام، بينما المراد الباطن منه أو الخفيّ. مَثَل ذلك؛ بدل أن تكذب كذباً حراماً وتقول للسائل "ما رأيت زيداً" وكنت قد رأيته؛ تكذب كذباً حلالاً فتقول "ما رأيت زيداً" قاصداً المعنى الخفيّ، أي ما أصبت رئة زيد. ولا ندري ما حجم الثقة المتبادلة وما شكلها بين أفراد أمة لديها مثل هذه الرخصة الأخلاقية في جعل الكذب فناً لغوياً متاحاً ومتداولاً باسم الفقه. ربما تيمنّاً بالحديث الصحيح (عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي الى البر... وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي الى الفجور...) وأرى أن ثقافة المؤامرة تمتد بجذورها الى بطون هذا الفقه، الذي يخلق حالة من الوسواس الذهاني والتوجس المستمر من الآخر المتخفي بظواهر الكلام والأفعال.
س: هل من العدالة أن نُسقِط مفاهيم الحاضر على الماضي السحيق فنجرم أناساً تصرفوا وفق مفاهيم عصرهم ليس إلاّ؟
ج: في الأحوال الطبيعية الجواب لا طبعاً ففي هذا ثمة إجحاف. أما في الأحوال غير الطبيعية التي نُسقِط فيها مفاهيم الماضي السحيق على الحاضر فنجرّم ونكفّر من يتصرف وفق مفاهيم حاضره ليس إلاّ؛ فالجواب أي نعم أنها العدالة بعينها، إذ لا يمكن للعدالة أن تكون لطرف واحد، بل لكلا الطرفين.

س: ما الفرق بين الدين والأتباع أو قل بين الإسلام والمسلمين؟
ج: الأول يموت حتماً بدون الثاني فلا دين بدون أتباع، والثاني لا يموت قطعاً بدون الأول ويبقى محتفظاً بهويته الإنسانية الأم.

فاتن نور
Sept 24, 2015








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فلسطين.. اقتحامات للمسجد لأقصى في عيد الفصح اليهودي


.. مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال صبيحة عي




.. هنية: نرحب بأي قوة عربية أو إسلامية في غزة لتقديم المساعدة ل


.. تمثل من قتلوا أو أسروا يوم السابع من أكتوبر.. مقاعد فارغة عل




.. العقيدة النووية الإيرانية… فتوى خامنئي تفصل بين التحريم والت