الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكلمة مسؤولية.. وتاريخ نقابة الصحفيين العراقيين امانة الحلقة الثانية..

عباس ساجت الغزي

2015 / 9 / 28
الصحافة والاعلام


الكلمة مسؤولية.. وتاريخ نقابة الصحفيين العراقيين امانة
الحلقة الثانية..
اشراقة فجر التغيير, كانت تصارع ظلمة النفوس العاشقة للدكتاتورية, التي تحاول اعادة عقارب الساعة الى الوراء, لكن نقابة الصحفيين العراقيين تجاوزت كل تلك الغيوم لتعلن عن بداية عهد جديد.
قافلة الصحافة التي كانت حبيسة محطة النظام الدكتاتوري على مدار سنوات طويلة, اشعلت شمعات المحرك الجديد, واختارت الرجل المفكر والمهني والمثقف والمناضل الثوري صاحب السيرة العطرة (شهاب احمد التميمي) ليكن داينمو المحرك المُّسير لقافلة الصحافة في انطلاقتها الاولى بعد التغيير, في زمن كان فيه شبح الموت يجعل من كل متحرك مستهدف وان لم تعرف وجهته, فكان اول نقيب للصحفيين العراقيين بعد سقوط الصنم في 2003.
تحولات كبيرة ، وتحديات تحتاج الى رجال يلبسون القلوب على الدروع في تأدية مهام صعبة وفق التدوين الدقيق في سجل التاريخ الذي لن يغادر شاردة ولا واردة, الا وذكرها في مرحلة تعتبر الاصعب في حياة الشعوب, لكن شجاعة وخبرة وهمة "التميمي" كانت العنوان الابرز في الاشادة العالمية بدور الصحفي العراقي في حفظ العراق, وتهيئة المواطن لمرحلة جديدة من صناعة الديمقراطية, وقد اسهمت تلك الاشادة برفع جميع القيود التي كانت مفروضة على الصحافة العراقية في زمن النظام السابق.
افاق جديدة تفتح محطات متنوعة امام القافلة المهيبة للأسرة الصحفية, فكان لنقابة الصحفيين العراقيين دوراً كبيراً في استقطاب القنوات الفضائية والوكالات الاخبارية العالمية ومراسلين التلفزيون والاذاعة والصحف والمجلات, والعمل معاً وتبادل الخبرات في ورشات عمل حيوية على ارض الواقع, واسهم ذلك في اعادة العراق الى احضان المجتمع الدولي, وتبادل التمثيل الصحفي بين العراق والدول العربية والعالمية.
تسليط الاضواء على النجاح الكبير والخطوات الواثقة التي تسير بها قافلة الصحافة العراقية اثارت حفيظة اعداء العراق الجديد في الداخل والخارج, فكانت المؤامرات والدسائس تحاك هنا وهناك من اجل ايقاف عجلة تلك القافلة, وقدمت الصحافة العراقية (19) شهيداً خلال عام (2003), لكن الصحفي العراقي كان اكثر اصراراً وعزيمة في ممارسة العمل المناط به, وفي احلك الظروف واشدها خطورة, واستطاع ان ينقل الصورة المشرقة للعمل من اجل اعادة الوطن الى احضان المجتمع الدولي وكسب الرأي العام للقضية العراقية في ضرورة التحرر وبناء نظام ديمقراطي.
واستطاع "التميمي" نقيب الصحفيين العراقيين ان يستثمر ظروف حل وزارة الاعلام العراقية التي كانت تعمل على تقيد حرية الصحافة, وقام بصناعة اعلام متحرر من القيود بأطلاق العِّنان لتأسيس القنوات الفضائية والتلفزيونية المحلية والاذاعات والصحف, حتى وصل عدد الصحف والمنشورات الى (200) صحيفة, وتطوير الية الصحافة بما يتلاءم مع الاجواء الجديدة, واعتمد في ذلك توجيهات السلوك المهني الحقيقي وفق الاجواء الديمقراطية.
في تلك المرحلة من تاريخ العراق, اعتبر العمل الصحفي من اخطر الاعمال التي يمارسها الافراد في صناعة وطن, كانت لغة القتل والدمار والاغتيالات والخطف سائدة للفراغ الامني الكبير بعد حل الوزارات الامنية والسيادية, حتى وصل عدد شهداء الصحافة في تلك المرحلة وحتى عام 2008 الى (270) شهيداً, يتقدمهم قائد الركب نقيبهم البطل " شهاب التميمي" الذي اغتيل بجريمة بشعة في بغداد بتاريخ 24/2/2008 حين كان يقود سيارته, ليتوفاه الاجل بعد ثلاثة ايام متأثراً بجراحه.
لتبدأ حقبة جديدة من تاريخ قافلة الصحافة التي قررت المسير بحرية, ولن تتوقف مهما شهدت من عقبات وتحديات.
عباس ساجت الغزي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أصفهان... موطن المنشآت النووية الإيرانية | الأخبار


.. الرئيس الإيراني يعتبر عملية الوعد الصادق ضد إسرائيل مصدر فخر




.. بعد سقوط آخر الخطوط الحمراءالأميركية .. ما حدود ومستقبل المو


.. هل انتهت الجولة الأولى من الضربات المباشرة بين إسرائيل وإيرا




.. قراءة عسكرية.. ما الاستراتيجية التي يحاول جيش الاحتلال أن يت