الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ابو السباع ..وباريس الشرق

محمد رجب التركي

2015 / 9 / 28
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


من عادة المصريين ان يطلقوا علي كل شخص لقبا للشهرة غالبا يكون مشتقا من الاسم الاصلي للتخفيف او الدلع فمثلا احمد = حمادة ..و بلال = بلبل ..و عبد العزيز = زيزو.. ومحمود = حودة و زكريا = زيكو ... الخ وكذلك بالنسبة لاسماء البنات ..ولكن " اسماعيل " يطلقون علية " ابو السباع " دون تردد أو طرح سؤال؟ أو علامة تعجب ! فلاعلاقة بين الاسم وهذا اللقب ..فمن اين جاء هذا الارتباط ؟؟
ويعود اصل القصة في ذلك الي الخديوي اسماعيل عندما امر بانشاء كوبرى قصر النيل في عام 1871 ليكون الأول من نوعه فى إفريقيا بل فى الشرق كله وارسل إلى شريف باشا وزير الداخلية يخبره أنه تم تكليف الخواجة "جاكمار " بعمل أربعة تماثيل سباع ..وتم افتتاح الكوبري في 1972 وقد أطلق العامة على الخديو اسماعيل " أبو السباع " بسبب تلك السباع الأربعة الذى وضعهم فى بداية ونهاية كوبرى قصر النيل وكأنة قصد أن يطمئن أهل المحروسة على الكوبرى ويشعرهم بالأمان والفخامة ..واصبح المصريون يربطون بين كوبري الخديوي " أبو السباع " وبين اسمه (إسماعيل). وأصبح أي "إسماعيل " فيما بعد هو " أبو السباع " بذات نفسه وانتقل اللقب من جيل لجيل حتى أصبحنا اليوم نطلق لقب "أبو السباع" على كل من يسمي " إسماعيل " .
وللخديو إسماعيل أعمال وإنجازات لا يمكن للتاريخ أن يغفلها إذ تحمل بصمته ورائحته مثل سراى الجزيرة وقصر الأهرام الذى تحول فيما بعد الى فندق ميناهاوس أوبروى بالإضافة لإعادة تخطيط مدينة القاهرة لتشبه باريس واستعانته فى ذلك بالبارون " أوسمان" الذى خطط باريس القرن الـ 18ومساعدة المهندس " ديشان" ومن هنا جاءت تسمية القاهرة ب " باريس الشرق " ..
لكن الكوبري الحالي ليس هو الكوبري الذي أقامه الخديو إسماعيل، و إنما هو كوبري جديد حل محل الكوبري القديم حيث أنجزته شركة إنجليزية بتكلفة حوالي 292 ألف جنيه مصري و افتتحه الملك فؤاد الاول في 4 فبراير عام 1933م.
• كتب " بيردسلى " قنصل الولايات المتحدة فى مصر رسالة الى وزارة الخارجية الأمريكية بتاريخ 15 سبتمبر 1873 أى بعد عشر سنوات من حكم إسماعيل قال فيها إن إسماعيل قد أدى واجبه بمعرفة فائقة للرجال وبواطن الأمور ومهارة إدارية قلما تصادف عند الأمراء الشرقيين ، فمنذ ارتقائه للعرش وهو يعمل على رقى مصر الداخلى بمواهب نادرة وهمة لا تعرف الكلل، إن الوالى النشيط لا يعرف الوهن اليه سبيلاً على أن جهودة المتواصلة بدأت تنال من بنيته القوية، فهو يغادر الفراش فى ساعة مبكرة وكثيراً ما يسهر أناء الليل مكباً على دراسة المسائل المتعلقة برفاهية بلاده، وهو يستدعى وزراءه فى أى ساعة من النهار أو الليل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئاسيات موريتانيا: ما هي حظوظ الرئيس في الفوز بولاية ثانية؟


.. ليبيا: خطوة إلى الوراء بعد اجتماع تونس الثلاثي المغاربي؟




.. تونس: ما دواعي قرار منع تغطية قضية أمن الدولة؟


.. بيرام الداه اعبيد: ترشّح الغزواني لرئاسيات موريتانيا -ترشّح




.. بعد هدوء استمر لأيام.. الحوثيون يعودون لاستهداف خطوط الملاحة