الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنها محكمة الشعب برئاسة الشهيد المهداوي

عصمت موجد الشعلان
(Asmat Shalan)

2005 / 10 / 24
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


صدر مرسوم جمهوري في آب 1958 بتشكيل محكمة عسكرية عليا خاصة لمحاكمة المسئولين الكبار من رؤساء وزارات ووزراء العهد الملكي الذي أطيح به بثورة 14 تموز، كما قُدم للمحاكمة مسؤولي التحقيقات الجنائية الذين قاموا بتعذيب السجناء السياسيين، أولى جلسات المحكمة بدأت في أواساط آب في بناية مجلس النواب على نهر دجلة ، الجلسات كانت علنية نقلت بواسطة الإذاعة المسموعة والمرئية، أمتازت المحكمة بالشفافية والصدق والعفوية، قامت المحكمة بتوكيل محامين للمتهمين أذا لم يوكلوا محامين ومارس المتهمون حق الدفاع عن أنفسهم وأستدعوا شهود الدفاع و أستجوبوا شهود الأتهام، فتحت المحكمة أبوابها لإفراد الشعب بدون أستثناء.
خرج القوميون والبعثيون من صفوف القوى المساندة لثورة 14 تموز بسبب دعوتهم للوحدة الإندماجية الفورية مع الجمهورية العربية المتحدة ( مصر وسوريا ) بسبب تحريض القوى الرجعية والإقطاع والدول الإستعمارية وشركاتها النفطية ، بدأت هذه القوى مجتمعة ومنفردة بالتآمر على ثورة 14 تموز وقيادتها ، أبتداءً من عبد السلام عارف مروراً بمؤامرات الشواف ورشيد عالي الكيلاني ، كل هؤلاء مثلوا أمام محكمة الشعب كما مثل أمامها زمرة حزب البعث التي حاولت إغتيال الزعيم عبد الكريم قاسم ومن ضمنهم المجرم صدام حسين الذي هرب إلى سوريا ومن ثم إلى مصر.
راقب سير جلسات المحكمة أغلب أفراد الشعب وبمختلف الأعمار من خلال الإذاعتين المرئية والمسموعة ، سواءً في المقاهي أو تجمع الجيران في البيوت التي يمتلك أصحابها جهاز مرئي باللون الأسود والأبيض ، حقاً ، كانت محكمة شعبية ، تنطلق من حناجر الحاضرين هتافات تمجد قادة الثورة والشعب أو تسمع شعراً يمتدح الجيش وقادته ، وتسمع أحياناً تعليقات الشهيد المهدواي اللاذعة التي أعتبرها البعض مثلبة تنتقص من رصانة المحكمة وإحترامها لحقوق المتهمين ، مشاعر صادقه تنبعث من رئيس المحكمة والمدعى العام والجمهور الحاضر، أعتبرت محكمة نموذجية بمقاييس ظروف المنطقة آنذاك.
من التجني مساواة محكمة الشعب بمحكمة الثورة في زمن حكم البعث الفاشي من حيث أصول المحاكمات والقضاة والأهداف ، كان رئيس محكمة الشعب الشهيد العقيد فاضل عباس المهداوي والمدعي العام ماجد محمد أمين وبقية أعضاء المحكمة من الضباط الأحرار الذين قاموا بثورة 14 تموز التي أطاحت بالنظام الملكي ، بينما القضاة في محاكم الثورة في عهدي البعث 1963 و 1968 من الجلادين البعثيين الذين أصدروا أحكاماً تعسفية بحق المعارضين ، محكمة الشعب تحاكم المتآمرين المرتبطين بالدوائر الإستعمارية وتحاكم جلادي الشعب بينما محاكم الثورة تحاكم الوطنين المدافعين عن الإستقلال الوطني والديمقراطية ، وكما قلنا سابقاً بأن محكمة الشعب أمتازت بالشفافية والعلنية واتبعت أصول المحكامات من حيث شهود الدفاع وتأمين محامي الدفاع للمتهمين بينما محاكم الثورة خلت من المواصفات المطلوبة في المحاكم.
لقد صدرت تصريحات د. ليث كبه في نفس اليوم الذي أٍستشهد فيه العقيد فاضل عباس المهداوي والزعيم عبد الكريم قاسم (15 رمضان 1963) في دار الإذاعة العراقية ، ذبحهم الأنقلابيين بدم بارد وبدون محاكمة ، بعض هؤلاء يحاكمون الآن أمام المحكمة الخاصة برئاسة القاضي رزكار محمد أمين ، قد تكون التصريحات صدرت من شخص تأثر بالدعاية المغرضة التي بثتها القوى الرجعية والقومية والأقطاع المناهضة لثورة 14 تموز، أو قد تأثر بأبواق الدعاية الناصرية كأحمد سعيد وخطب الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في دير زور السورية المعادية للنظام الجمهوري الذي بني على أنقاض النظام الملكي ، أو قد تكون تصريحات د. ليث كبه صادرة عن أقتناع بما سمعه وليس من مشاهدة مجريات المحاكمات بسبب صغر سنه.
أن شهداء الأحزاب الوطنية والإسلامية هم شهداء الشعب العراقي، فشهداء الحزب الشيوعي العراقي هم شهداء الشعب وشهداء حزب الدعوة الإسلامية والمجلس الأعلى للثورة الإسلامية والحزب الوطني الديمقراطي هم شهداء الشعب العراقي ، المطلوب من حكومة الجعفري والحكومات التي تاتي بعده تكريم شهداء الشعب العراقي في أنتفاضاته ووثباته وملاحمه الوطنية بدون تمييز وإن لا يقتصر على حفصه العمري والشهيدين محمد باقر الصدر ومحمد باقر الحكيم.
إن الشهيد العقيد فاضل عباس المهداوي من الرموز الوطنية التي يجلها ويقدرها معظم أفراد الشعب العراقي وهو من المقربين للشهيد الزعيم عبد الكريم قاسم، فمتى نرى تمثاله شامخاً مع تمثال الشهيد الزعيم عبد الكريم قاسم.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ينهي الرد المنسوب لإسرائيل في إيران خطر المواجهة الشاملة؟


.. ما الرسائل التي أرادت إسرائيل توجيهها من خلال هجومها على إير




.. بين -الصبر الإستراتيجي- و-الردع المباشر-.. هل ترد إيران على


.. دائرة التصعيد تتسع.. ضربة إسرائيلية داخل إيران -رداً على الر




.. مراسل الجزيرة: الشرطة الفرنسية تفرض طوقا أمنيا في محيط القنص