الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قاسم وصراع القوى السياسية في العراق

سيف عدنان ارحيم القيسي

2015 / 10 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


لم يشهد تاريخ العراق المعاصر في ظل النظام الملكي صراعاً فكرياً وسياسياً كالمرحلة التي شهدتها ثورة 14 تموز 1958 والتي انهت النظام الملكي في العراق وهذا يعود لجملة معطيات منها انعدام الحياة الحزبية والسياسية في العراق فبقت الاحزاب العلنية منها والسرية تتجاذب التقارب والتقاطع في احيان كثيرة ولكنها تتقارب في مسائل محددة وربما جوهرية ومن بينها اسقاط النظام فنلاحظ الجبهات التي شكلت بين القوى السياسية منذ عام 1948 وتتويجاً بجبهة اذار 1957 نلاحظ في برامجها وتوجيهاتها لاتذكر شيوعيين تارة او قوى سياسية اخرى ولكنها تتوحد بين اليمين واليسار في جبهة عام 1957 لان قوتها اصبحت تتمثل بتوحيد جهود جميع القوى وهذا ما تحقق من مؤازرة لثورة تموز.
لكن الصراع الذي تفجر بعد ثورة تموز بين اليمين واليسار واليسار المعتدل والمتطرف حول مفاهيم الثورة عن توجهها الحقيقي فمن مؤازرة الى صدامات حولت المشهد السياسي العراقي الى ساحة للحرب بين تلك القوى والتي تغذت بشكل حقيقي من سياسيي السلطة الذين تجاذبو هذه القوى او تلك كالذي حدث بين عارف وقاسم فكل منهم حاول التشبث بقوة التي يعتقد بانها تمثل طوق النجاة الذي يحقق له البقاء ولكن على ما يبدو ان قوة عارف قد خفت بعد ان قلصت قوة عارف السلطوية ومن ثم محاكمته فالقوى على ما يبدو اصبحت في العراق مرتبطة بهذا الطرف او ذلك دون الرجوع للقاعدة الجماهيرية التي يمثلها التيار السياسي كما حدث بالنسبة للشيوعيين الذي ازروا قاسم وناصروه ولكنه كان يتوجس منهم خيفة لكونهم يدعون الى تبني برامج اشتراكية تعارض بقاء قاسم في السلطة لانه على ما يبدو انه ايقن ان دعم الشيوعيين له اني كي يتمكنوا من خلاله من تصفية الطرف المعادي لهم والمتمثل بالقوميين وهذا ما تحقق بعد احداث الشواف في الموصل ومن ثم وجد ضالته في احداث كركوك ليوجه جم غضبه عليهم ويقلم اظافر الشيوعيين بالاعتقال تارة والمطارة تارة البوليسية تارة اخرى ليخفو صوت الشيوعيين ويحاول قاسم ايجاد قاعدة حزبية من المؤيدين لحكمه فعمل على شق الحزب الشيوعي العراقي بدعمه لحزب الصائغ وشق الحزب الوطني الديمقراطي بين قطبي الحزب كامل الجادرجي ومحمد حديد ليجد في حديد ضالته التي تمكنه من ايجاد ارضية ديمقراطية معتدله تدين بالولاء له فهو بين ذلك في اوقات عديدة كما اشار لذلك في لقاء جميع بينه وبين سلام عادل سكرتير الحزب الشيوعي العراقي وعبدالقادر اسماعيل وعامر عبدالله الشيوعيان المخضرمان فعندما طالباه بضرورة تاليف جبهة تجمع الشيوعيين وحزب الجادرجي عارض بشدة وجود الجادرجي لانه بين ان حزب الجادرجي لا يمثل التيار المضاد للنظام الملكي مشيرا ان اي هجهة من قبل التحقيقات الجنائية سرعان ما يغلق الحزب ويختفي قادته متناسياً ان الجادرجي قبع في سجون العهد الملكي الشيء الكثير للكنه على ما يبدو عارض وجود الجادرجي كونه يمثل حلقة الوصل بين القوى السياسية على اختلاف مشاربها وسبق وان رشحت الاحزاب السياسية ابان انتفاضة تشرين 1952 الجاردجي ليشكل الحكومة فهو كان على يقين ان الجاردجي ربما يمثل البديل السياسي لحكم العسكر في حال الشروع في اجراء الانتخابات التي وعد بها قاسم الجماهير وهذه المخاوف تمثل من كون الشيوعيين قد يؤازرون الجادرجي في ظل اي تحول سياسي مرتقب لكون استلامهم للسطلة كشيوعيين يعد من ضروب المستحيل في ظل وجود انظمة معادية للشيوعيين اضافة لدور الغرب حتى السوفيت نصحوا الشيوعيين بضرورة دعم قاسم وتجنب استفزازه وهذا الامر بقى منوطاً بالشيوعيين مؤيديين لقاسم حتى انقلاب 8 شباط 1963 ليقضي على امال القوى السياسية التي حلمت بتغيير جذري بعد الثورة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نازح من غزة ينشئ صيدلية مؤقتة في خيمة برفح


.. غالانت يتعهد باستمرار الحرب ضد حزب الله | #رادار




.. بايدن: القانون الذي صدق عليه الكونغرس يحفظ أمن الولايات المت


.. رويترز نقلا عن مسؤول إسرائيلي: جيشنا يستعد لعملية رفح وينتظر




.. العاهل الأردني وأمير الكويت يشددان على أهمية خفض التوترات في