الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تقدير موقف عسكري موجز بعد الضربات الجوية الروسية

محمود جديد

2015 / 10 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


" تقدير موقف عسكري موجز في سورية بعد الضربات الجوية "
======================= ==========
إنّ الضربات الجوية الروسية لمواقع المجموعات المسلّحة المتطرّفة لمدّة أسبوع ، واستخدام ثلاثين صاروخاً مجنّحاً من بحر قزوين في ظلّ تصميم روسي على استمرارها ، وتصعيدها خلق أوضاعاً جديدة داخل سورية وخارجها ، من أهمّ نتائجها :
ا - بالنسبة للجيش السوري :
------------------------
- وضع حدّاً للخسائر المتتالية التي لحقت بالجيش السوري الصيف الماضي ( جسر الشغور - إدلب - مساحات واسعة من سهل الغاب - تدمر - القريتين .. الخ )
- خلق الظروف المناسبة ، ودوافع جديدة لتدعيم الجيش السوري بالسلاح والعتاد المتطوّر ، وتأمين حمايته من الاعتداءات الإسرائيلية ريثما يتم استيعابها والتدريب عليها ..
- زيادة عدد الخبراء الروس من ملاك الجيش الروسي العامل ، من أجل تدريب العسكريين السوريين على الأسلحة الجديدة ، وتقديم المشورة القتالية في الميدان ، و تأمين ضبّاط ارتباط روس لتنسيق التعاون بين القوات الجوية الروسية والقوات السورية البريّة والجوية ، وهؤلاء يتواجدون عادة في غرف العمليات على مستويات مختلفة ، ومع القطعات الأمامية المشتبكة في القتال ، وتكون مهمتهم الأساسية تحديد خطوط الاشتباك المتحرّكة ، وتوجيه الطيران على الأهداف المعادية لزيادة فعالية ودقة الضربات الجوية ، وتجنّب القوات المهاجمة نيران الطائرات الصديقة .
- أعطى الجيش السوري ، وخاصّة قواته الجوية متّسعاً من الوقت لالتقاط الأنفاس من جهة ، وللقدرة على المناورة بالقوات ، وتأمين الحشد المطلوب لتحقيق التفوّق على المجموعات المسلّحة عند الانتقال إلى الهجوم نظراً لتقلّص حجم الاحتياطات من القطعات والتشكيلات العسكرية بسبب انتشار الجيش على مساحات واسعة من الأراضي السورية ، وصعوبة تأمين العدد المطلوب من الخدمة الإلزامية ، أو الاحتياط نظراً للنزوح والهجرة والتهرّب ..
- رفع معنويات الجيش السوري ممّا زاد من عزيمته للدخول في معارك هجومية جديدة مؤمّنة بغطاء جويّ روسي فعّال ...
- إنّ الضربات الجوية على أهميتها لا يمكن أن تحقق نصراً عسكريّاً على الأرض بدون وجود قوات برية تستثمر ذلك ، لأنّ القوات المعادية ستتكيّف مع هذا الواقع لأمد طويل عن طريق التجهيز الهندسي لمواقعها بالأنفاق والخنادق والملاجئ .. دون التقليل من آثار تلك الضربات على الأفراد والعتاد والذخيرة ... ومن هنا تصبح تكاليف الغارات الجوية أكثر من جدواها العسكرية ، ومرور أسبوع على التمهيد الجوي الروسي والسوري يعتبر وقتاً كافياً لبدء العملية الهجومية الراهنة .. وهذا ماحدث قبل ثلاثة أيام ..
ب : حول المجموعات المسلّحة :
---------------------------
لا شكّ فيه أنّ التمهيد الجوّي الروسي على مواقع تمركز وانتشار المجموعات المسلّحة تركت آثاراً بالغة الأهمية ، منها :
- زعزعة دفاعاتها ، ومراكز قياداتها ، ومستودعات ذخيرتها ، وبتأثير أقلّ على مسلّحيها ، لأنّ التحصينات الهندسية التي أقاموها خلال الفترة الماضي تعطي حماية جيدة من الغارات الجوية.
- نزع المبادرة منها إلى حدّ كبير ، وبالتالي ، أصبحت هجماتها محدودة جدّاً خلال أسبوع القصف .. ممّا ساعد الجيش السوري على إعادة تجميع قواه ، وخلق تشكيلات مقاتلة جديدة أكثر انسجاماً مع متطلّبات المعركة الهجومية التي ابتدأت منذ ثلاثة أيام ( فيلق الاقتحام الرابع المؤلّف من فرقتين : الفرقة الثانية في اللاذقية ، والسادسة في حماه ) ..وقد أشار رئيس أركان الجيش السوري في تصريحه الأخير إلى دورالضربات الجوية الروسية في استعادة المبادرة .. وهذا الكلام يشكّل اعترافاً ضمنيّاً بأنّ الجيش كان قد فقدها في الأشهر الماضية ...
- التأثير على طرق إمداد المجموعات المسلّحة من الحدود مع تركيّا ، وعقّد إمكانية مساعدتها ناريّاً من قبل الجيش التركي كما جرى سابقاً في منطقة كسب وجسر الشغور وغيرها ،وصعوبة تزويدها مؤقّتاً بمقاتلين جدد من القطاعات التي لم يتناولها القصف في اللحظة الراهنة نظراً لاتساع واستمرار الضربات الجوية ..
- سيؤثّر التدخّل الروسي العسكري ، وبدء المعركة الهجومية على انتعاش صفقات تسوية أوضاع بعض المسلّحين مع السلطات ، والمصالحة بين الجيش السوري والمجموعات المسلّحة ، وما يقال عن بدء المساعي لتنفيذها بالنسبة لحيّ جوبرقرب دمشق مؤخّراً نموذج جديد ، على الرغم من كلّ ما لحق بالجيش السوري، والعاصمة دمشق من هذه المنطقة خلال السنوات السابقة ..
- ولا يعني أنّ الحسم العسكري مع الفصائل المسلّحة في متناول يد الطيران الروسي والجيش السوري في أيّام قريبة ؟وهو أعقد ممّا يتصوّره البعض ، والثمن لن يكون رخيصاً .. وفي حال إقرار الناتو ، والتحالف الأمريكي الآخر إطالة أمد القتال من المحتمل تزويد المسلّحين بأسلحة مضادّة للدبّابات على الخصوص بكميات أكبر وبنوعية أفضل ، وربّما أيضاً صواريخ مضادة للطائرات، وإن كان هذا الاحتمال يبدو حتى الآن ضعيفاً إلّا إذا دخلت أطقم من جيوش أخرى لفترات قصيرة ثمّ الانسحاب وبشكل متكرّر . على الرغم من تلميحات وزير الدفاع الأمريكي على الخسائر التي ستلحق بالروس نتيجة تدخّلهم ، وإذا تمّ اختيار هذا الطريق عندئذ سيطول أمد الصراع ، ويزداد نار الحرب المجنونة في سورية اشتعالاً ...
- إنّ المستجدّات العسكرية الجديدة في الميدان ستخلق الأجواء الملائمة لبروز خلافات داخل صفوف المجموعات المسلّحة ،وآراء متباينة حول كيفيّة مواجهة الموقف إذا تلكّأ التحالف الأمريكي وتباطأ في اتخاذ قرارات حازمة تجاه التدخّل الروسي ...
- أكثر الانعكاسات بروزاً ستكون على فصائل " الجيش السوري الحرّ " الذي تلاشى كفصائل مستقلة في المناطق السورية باستثناء المنطقة الجنوبية ، وذاب ضمن التشكيلات ( الإسلامية ) بسبب حرمانه من تمويل وتسليح القوى الخارجية ..
- سيصون اتفاق الزبداني - الفوعة من الانتكاس ، ويفسح المجال لبلدتي نبّل والزهراء المحاصرتين منذ فترة طويلة من التقاط الأنفاس بانتظار معركة محافظة حلب المؤجّلة حاليّاً ريثما ينجلي الموقف في المنطقة الوسطى.
- ستبرز أهميّة وحدات حماية الشعب ودورها في المعركة الراهنة ، وقد تنفتح لها أبواب الدعم والتسليح من جهة ، ويبرز التنافس الدولي لاستقطابها من جهة ثانية ..
- يتبع - ( حول المعركة الهجومية الراهنة )
في : 11 / 10 / 2015








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أهلا بكم في أسعد -أتعس دولة في العالم-!| الأخبار


.. الهند في عهد مودي.. قوة يستهان بها؟ | بتوقيت برلين




.. الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تزداد في الجامعات الأمريكية..


.. فرنسا.. إعاقات لا تراها العين • فرانس 24 / FRANCE 24




.. أميركا تستفز روسيا بإرسال صورايخ سراً إلى أوكراينا.. فكيف ير