الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قضية لحكم المنصفين

علي شايع

2015 / 10 / 11
مواضيع وابحاث سياسية



خبران من الأردن أضعهما بميزان إنصاف القارئ الكريم وعنايته، للحكم العادل: الخبر الأول عن حادثة اعتداء حراس نائب في البرلمان الأردني بالضرب على عامل مصري بأحد مطاعم مدينة العقبة. وهو خبر تناقلته وسائل الإعلام المصرية ومواقع التواصل الإجتماعي العالمية بعد نشر مقطع (فيديو) من كاميرات مراقبة المكان، أثار استهجان من شاهدوه، وأحدث أزمة بين البلدين، فالتفاعلات الدبلوماسية والسياسية جراء ما أحدثته وسائل الإعلام من تداعيات، أجبر جهات حكومية أردنية عليا على الإتصال بالسفير المصري الذي زار الشخص المعتدى عليه في المستشفى وكلف محامياً بمتابعة قضيته في المحاكم الأردنية وشارك بجملة اتصالات مع المسؤولين حول الموضوع.

ولم تقف القضية عند هذه الحدود بل إن ملك الأردن قدم مبادرة شخصية اعتبرتها أوساط مصرية اعتذاراً، حيث أعلن اتحاد العمال المصريين في الخارج أنه تلقى تطميناً من الديوان الملكي الأردني بأن الملك أمر خلال متابعته الشخصية للقضية باتخاذ الإجراءات الحاسمة حول الواقعة، الأمر الذي ترك اشادات واحتفاء من قبل أطراف مصرية كثيرة اثنت على مبادرة الملك وتوصية الملكة الخاصة بتقديم المساعدة الطبية اللازمة للعامل المصري.

الخبر الثاني عن إقامة نائب في البرلمان الأردني خيمة لتلقي (التعازي) بابنه الأكبر الذي نفذ عملية انتحارية في العراق ضمن عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي. النائب الأردني ظهر في عدة قنوات فضائية معترفاً بمشاركة ابنه مع التنظيم الإجرامي، وكان على ما يبدو غير مكترث بتقديم الاعتذار عن ما تسبب به هذا الانتحاري ومن معه.

خبران ربما لا يحتاج القارئ الكريم الى المزيد من التفاصيل ليستوضح قبل اصدار حكمه فيهما، لكن من الضروري القول ان العامل المصري المعتدى عليه لم يصب بكسور او جراح، بل كدمات بسيطة، والقضية اعتبرتها الأوساط السياسية والإعلامية قضية كرامة. أيضاً بعد يوم واحد من الحادث وتداعياته، ظهر النائب الأردني على أكثر من فضائية عربية وهو في حالة من الفزع والارتباك معلناً اعتذاره، وتعرض للنقد حدّ الاهانة من قبل اعلاميين وجهوا له الفاظاً ونقداً لاذعاً رغم تأكيده على معاقبته الفاعلين. وواجه النائب انتقادات حتى في وسائل الإعلام الأردنية.

في حين بقي النائب الآخر المفتخر بابنه الارهابي في حالة نشوة وسط آلاف المعزين، ولم يوجه له أي شخص انتقاداً في الأردن أو في وسائل الإعلام العربية.

ملايين الأسئلة تثيرها تلك القضية أتركها لضمير القارئ ولا تعليق لدي سوى صرخة قديمة كنت نشرتها بمقال في صحيفة «الحوار المتمدن» الالكترونية يوم 15-3-2005 ومؤرشفة فيه الى الآن تحت عنوان (المكيال أردني)، وكانت عن انتحاري أردني سالف آخر فجر نفسه في سوق شعبية بمدينة بابل موقعاً 287 شهيداً.

وقبل أن تجف دماء الضحايا نشرت صحيفة الغد الأردنية خبراً عن اقامة عائلة الانتحاري المجرم احتفالاً وقف فيه والده وأقاربه يتلقون التهاني بـ»فخر واعتزاز». بعد أيام قليلة طار رئيس الوزراء العراقي وقتها الى عمان في زيارة عمل حسب ما جاء في الأخبار (يرجى مراجعة منشورات الأرشيف الحكومي للتأكد)، ولم نسمع أيامها عن تنديد أوعتب.

وبعد عشر سنوات لم أجد من يجيب عن أسئلة المقال السابق، فهل أجدّد الأسئلة؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس وإيطاليا توقعان 3 اتفاقيات للدعم المالي والتعليم والبحث


.. #إندونيسيا تطلق أعلى مستوى من الإنذار بسبب ثوران بركان -روان




.. الجزيرة ترصد آثار الدمار التي خلفها الاحتلال بعد انسحابه من


.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش صفقة التبادل والرد الإسرائيلي عل




.. شبكات تنشط في أوروبا كالأخطبوط تروّج للرواية الروسية