الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن الانتفاضة الثالثة ....

عندليب الحسبان

2015 / 10 / 12
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


منذ أيام وأنا أتفادى ليس فقط الحديث والتعليق على الانتفاضة الثالثة في الضفة الغربية , بل إنني حتى أتفادى الدخول إلى مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية ولو خلسة خشية أن أمسك وتوجه لي تهمة الخيانة والتصهين لأنني لم أضع "لايك "لصورة الشهيد , ولا "شير" لشعر ونثر الكرامة والحرية , ولا كومنت لأم الشهيد البطل .....ولكنني الآن أعترف أنني فعلا لم أضع لا لايك ولا شير ولا أي شيء من أدوات التشارك الفيسبوكي .... ...
أنا لا أشارك بعرض سايكولوجي تستخدم فيه الميديا للطميات والحسينيات...هكذا ببساطة أعرّف ما يحصل الآن على فيسبوك .....اصرار غريب على الثبات هناك قبل 50 عاما أو أكثر حين نزف الدم الفلسطيني في قصة تهجير انساني وقتل انساني وسمت قرنا كاملا , ...وخاضت مخاضها الإنساني والتاريخي من كفاح مسلح , وحروب جيوش عربية مع العدو المحتل , وحروب عربية داخلية سوداء وحمراء في الأردن وفي لبنان لم نشف منها نحن الأجيال التي لم تشهد المأساة لى الآن ,., كل هذاالتاريخ كان يعني موتا ودما وخسرانا بشريا وماديا دفعته شعوبنا العربية على حساب دولتها الحديثة المأمولة .......وبعد كل هذا الدم , بدأ التفاوض , وأتى استحقاق بناء الدولة وإن متأخرا جدا ,, استحقاق الداخل ومواجهة الذات وتصويب النقد للأنا , ولكن العربي على امتداد مساحة بلاد العرب فشل في إقامة دولة , فهل من المعقول أن ينجح في بناء دولة فلسطينية , خاصة وأن علاّقة الفشل جاهزة ومغرية في الحالة الفلسطينية , فالعدو التاريخي جاهز وجرائمه مثبتة , والمؤامرة مستمرة ......
قال محمود درويش في لقاء تلفزي في الألفين : أنا أرفض إلقاء قصيدة " سجل أنا عربي " وإن ألح علي الجمهور ....أنا لا أستطيع أن أقرأ ..: " ..ولكني إذا ما جعت آكل لحم مغتصبي ..." ..قالها وشاهدت ُأنا علامات الاصرار والعناد على ملامح وجهه الخجول , وكأنني سمعته يقول : أرفض أن أعود للوراء , أرفض أن أكذب , أرفض أن أغضب , أرفض أن أبقى رضيعا , أرفض أن أبقى مراهقا , أرفض أن أكون مهرجا في مهرجان شعبي ممل لنصرة فلسطين ....
فلسطين , وغيرها الكثير من أرض العرب ..خاصة العراق و اليمن و سورية , آخر ما تحتاجه الدم العربي ..لماذا ؟. لأنه ببساطة وبكل صدق وأمانة وألم رخيص ,..العربي والفلسطيني للأسف يقدم لأرضه أرخص ما لديه , يقدم حياته الفاشلة التي يقضيها عاطلا عن العمل , وحين يعمل يتقاضى كفاف ساعة , ..الفتى الفلسطيني ومثله السوري ومثلهما العربي تعرف قيمته من ترتيبه الثامن أو العاشر في أسرة تعيش في غرفتين وحمام , العربي تعرف قيمته ونظافته من حصته في كمية المياه , العربي تعرف قيمة حياته من نوعية ودرجة تأمينه الصحي ومواصفات الغذاء والدواء , العربي تعرف قيمته في غرفة الصف المدرسي .....أرخص ما لدينا نحن العرب هو حياة الأنسان وهذا باعتراف القيادات المقاومة ذاتها , قالوا يوما عن خسارة الأرواح اللبنانية في حرب 2006 , " اعتبروهم موتى حوادث طرق ..." ...لا عليك أيها المقاوم .. سنعتبرهم موتى أخطاء طبية , أو موتى جريمة شرف , أو موتى مشاجرات عائلية أو موتى عيارات نارية في الأرواح ..بل سنعتبرهم موتى حرب طائفية ......نحن سنصغي إليك ونعتبرهم موتى أي شيء ....ولكن لماذا أنت تصورهم أبطالا أيها التاجرالشاطر ؟!!
لا يكفي أن تموت لتكون بطلا , المهم من أجل ماذا أنت تموت ؟ من أجل الحياة أم الموت ؟ المهم الوعي الذي تحمله وأنت تذهب إلى الموت ؟ وهنا أتساءل : ما الوعي الذي يحمله أبن 14 عاما وهو يفتح صدره للرصاصة ؟ وما الوعي الذي يدفع بفتاة إلى غرس خنجر في صدر اسرائيلي ؟ ألأنه مستوطن ؟ أم لأنه يهودي مثلا ؟..الوعي ليس فرديا , الوعي كالضمير جمعي , ويستقي معناه من المفاهيم السائدة المشتركة ..فما هو وعينا الجمعي . إنه ببساطة : وعي قبلي ديني ..لذلك صراعاتنا أتت داخليا ناجحة وبامتياز لأنها قبلية طائفية , وخارجيا فاشلة لأنها قبلية دينية قائمة على ضمير العصبة .......
الموت سكون والحياة عمل , فكفوا عن الاحتفاء بالموت , الموت سهل .......اذهبوا للحياة إن كنتم تريدون الكرامة لفلسطين , الحياة فقط هي التحدي والمواجهة والكرامة ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فى الاحتفال بيوم الأرض.. بابا الفاتيكان يحذر: الكوكب يتجه نح


.. Israeli Weapons - To Your Left: Palestine | السلاح الإسرائيل




.. إيران و إسرائيل -كانت هناك اجتماعات بين مخابرات البلدين لموا


.. إيران و إسرائيل -كانت هناك اجتماعات بين مخابرات البلدين لموا




.. تصريح عمر باعزيز و تقديم ربيعة مرباح عضوي المكتب السياسي لحز