الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التنظيمات الجهادية - الجهاد البيني - والفساد الكبير .

مسَلم الكساسبة

2015 / 10 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


..... واستطرادا للحديث السابق ، ولكي لا أنسى أن أقول : أن ما قصرت أو نسيت أن تفعله الأنظمة الحمقاء ذاتها من أعمال أضرت بما يفترض أنه القضية المركزية للعرب .. قد استكملته وأتمته بجدارة واقتدار ما تعرف بالتنظيمات "الجهادية" بمختلف صنوفها وتوجهاتها ..

فبعد أعمال تلك ألتنظيمات ألجهادية "بمختلف تسمياتها ، والاقتتال العربي العربي و " ألجهاد البيني " او الداخلي في العراق وسوريا وليبيا واليمن وسواهما ..

وقتل ونحر مسلمين عربا لمسلمين عرب مثلهم تحت لافتة مرتدين أو روافض أو كفارا أو سواها من لافتات مختلطة مشوشة ..ما ادى لخلط الاوراق وفقدان كلمة جهاد وفداء لبريقهما بل وشرعيتهما حتى .. حتى لحق الضرر بكلمة ووصف شهيد ذلتها إذ بات ملتبسا كثيرا على الناس فرز من يستحق هذا الوصف من غيره ..

ثم بعد اتجاه البندقية العربية والإسلامية والعربية الاسلامية معا الى الصدر العربي الاسلامي ذاته في شتى بقاع تواجده .. ما اعطى فكرة وانطباعا شبه مؤكد للناس ان العربي والإسلامي يقتل ليقتل لا لكونه مضطهدا او محتلا او لديه مسالة ما ...الخ
وان شهوة الدم والقتل شهوة متمكنة من طبعه .. وان الذبح جزء اصيل من مقتنياته الفكرية والسيكولوجية التي يباهي ويفاخر بها وتنعكس في نصوصه التراثية من شعر وأمثال ومأثورات من مثل "جئناكم بالذبح" وغيرها كثير من نصوص تفاخر بالسيوف والرماح وجز الرؤوس وبقر البطون ..

اقول بعد كل ذلك اصبح المزاج العالمي بل والعربي حتى غير مهيأ لتقبل واستساغة مثل تلك الاعمال .. ونَزَع عنها صفة وشرعية الجهاد او المقاومة المشروعة .. ونزع عمن يموتون بها صفة شهيد في اغلب الحالات .. ولو سألت 90% من العرب انفسهم اليوم عن اعمال تلك التنظيمات لوجدت تغيرا في التفكير وفي النظرة لها والموقف منها ..الا بعض المظللين والمخدوعين او من حرمت عقولهم تعمة التفكير السوي أو من يستكتبون من قبل اجهزة المخابرات التي تصنع وتغذي تلك التنظيمات ..

وأصبح حتى رجل الشارع العادي اليوم يرفضها ويمقتها ويميز بين السياسيين والحكومات والجيوش المعتدية وبين ابرياء لا يجب الاعتداء عليهم بسبب اعمال دولهم او حكوماتهم وأنظمتهم السياسية او بسبب الفئة او الطائفة او الدين الذي ينتمون اليه فقط كذنب وحيد لهم ..

ورغم ادراكنا ان ما يضطر فلسطيني الداخل لأعمال كتلك هو ظروف قاسية واستفزازات صهيونية واحتلال بغيض جاثم على صدورهم منذ عقود تحت سمع العالم وبصره لا يريد ان ينتهي او تنقشع غمته .. إلا ان ما سبق وصفه قد خلط الاوراق وجعل العالم يعتقد ان العربي المسلم ليس بحاجة لان يتعرض لاحتلال او اضطهاد لكي يقتل او يفجر او ينتحر ، وبستدلون على ذلك بما يجري فقي الداخل العربي نفسه بسوريا والعراق وليبيا واليمن ...الخ.

لذا فإنه علينا ان ننتبه لحصاد ونتيجه تلك الاعمال التي تجري في فلسطين وآثارها على نضال الشعب الفلسطيني كله وقضيته العادلة .. فالمناخ والمزاج والرأي العام الدولي بل والعربي بعد جرائم داعش ما عرف في ادبيات " الجهاد " الجديث بداعش وما شابهها .. وبعد الـ "جهاد" العربي العربي والاسلامي الاسلامي ، لم يعد هو ذاك المزاج .. بل بات مزاجا غير مهيأ لتقبلها سيما اذ يتعرض لها مدنيون قد يكون بعضهم غير مؤيد لما تقوم به حكومته سواء من احتلال او ظلم او استبداد .....الخ.

بالمقابل علينا ان ندين بشكل واضح لا لبس فيه الاستفزازات الصهيونية في القدس والاقصى وكافة الاعمال التي تؤدي الى ذلك الوضع بما فيها الاستيطان والاحتلال نفسه ، وان يكون هناك موقف عربي ودولي واضح وحازم تجاهها يوفر على من يخضعون لذلك الاحتلال كل ذلك الشقاء والعناء .. ويحقن دم الارواح البريئة بسبب ذلك ..

ذلك كي لا ننسى أن نقول ، أن ما قصرت أو نسيت أن تفعله الأنظمة الحمقاء ذاتها من أعمال أضرت بما يفترض أنه القضية المركزية للعرب ..قد استكملته وأتمته بجدارة واقتدار ما باتت تعرف اليوم بـ : التنظيمات "الجهادية" بمختلف صنوفها وتوجهاتها ..

وهو اجتهاد ووجهة نظر لا ألزم به احدا ..لكن كونه قد يكون صائبا ومفيدا فقد صارمُلزما لي بنشره ..
























التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مدير الاستخبارات الأميركية: أوكرانيا قد تضطر للاستسلام أمام 


.. انفجارات وإصابات جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب




.. مسعفون في طولكرم: جنود الاحتلال هاجمونا ومنعونا من مساعدة ال


.. القيادة الوسطى الأمريكية: لم تقم الولايات المتحدة اليوم بشن




.. اعتصام في مدينة يوتبوري السويدية ضد شركة صناعات عسكرية نصرة