الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قوائم الشهداء الانتخابية

مجدي مهني أمين

2015 / 10 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


ترددت كثيرا أن أنشر صور قوائم الشهداء والمسجونين؛ كمرشحين لهم رموزهم في العدالة والحرية، كانت الصور في كل مرة صفعة موجعة، ربما رأيتها كذلك خاصة لمن يحاولون ضد التيار أن يتواجدوا في العملية الانتخابية كي يصلحوا ما يمكن إصلاحه ، ولكن هذه الصور الانتخابية صمدت واستمرت، بل تزايدت بعد استبعاد "صحوة مصر" من مشهد العملية الانتخابية، ورسالة هذه الصور واضحة ؛ فهي من البداية تقول:

- هؤلاء الأبرار رحلوا ونحن لم نتقدم خطوة واحدة للأمام.

والاعلام الخاص، مدفوع الثمن، يرفع عن النظام الحرج ويتولى هو الترويج للمشهد الانتخابي، إذن غابت السياسة عن المشهد وتولى الملعب من كانوا يديرونه قبل الثورة، تخطيطات وتكتيكات، ونظام أثبت بجدارة أنه غير قادر على حماية طالبة مسكينة من أن يسرق أحدهم أوراق إجاباتها، فكيف له أن يحمي أصوات الناخبين؟ بل أن هذا النظام قد وقف في تشدد أمام هذه الطالبة المسكينة، بل ويشرع في مقاضاتها والتنكيل بها لأنها تجرأت عليه وصاحت: سٌرقت!!

- هل يمكن لهذا النظام أن يحمي هذا النظام ناخبية؟
- هل يرغب فعلا في حمايتها؟ هل سيقف حائلا أمام المال السياسي المتدفق بغزارة وكرم على أحزاب دينية غير دستورية بعد أن غض الطرف وتركها تمارس حقها في البقاء والترشح للانتخابات البرلمانية؟

الصورة قاتمة، والنظام يبدأ بالضبط من حيث انتهي مبارك، يبدأ بنفس منهج انتخابات 2010، تجاهُل تام لمشاعر الناس، واكتساح معروف مسبقا لكل من يطمئن النظام لموالتهم أو لمعارضهم الرقيقة الحانية، والأهم أنها انتخابات لأحزاب لا تطمح ولا تملك أن تطمح في تداول السلطة، مش شافين مرشحين لحزب حاكم قوي ولا حزب معارض قوي، شافين مرشحين ها يؤيدوا الحكومة ومرشحين ها يعارضوها كلما لزم الامر.. شئ لزوم الشئ.

- هل هذه هي الصورة التي سقط من أجلها شهداء؟ هل هي الصورة مناسبة؟ هل هي انتخابات تمهد لبرلمان قوى؟ هل تمهد لبرلمان حقيقي؟

في كل مرة أسمع إعلاميا أو أشاهد مرشحا، يعتصرني الألم سلفا، لما يمكن أن يعانيه الشباب من ضياع حلمهم في دولة مدنية ديمقراطية حقيقية، تعلي قيمة القانون، تحترم الدستور، تحترم المواطن، تبذل قصارى جهدها من أجل تعليم جيد، ورعاية صحية حقيقية، وبرلمان نزيه يأتي به الناس، ولا ياتي بأموال القادرين من داخل وخارج البلاد، وقضاء عادل نزيه يعلي قيمة الحق، ويصدر أحكاما لا نستطيع مناقشتها من فرط عدالتها وشفافيتها وطهارتها.

لا تؤلمني الصورة بقدر ما يؤلمني الشعور السائد بين الشباب، غضبهم، عزوفهم عن كل ما يحدث، انسحابهم، وكأنهم حصان منهك مهزوم أرهقه السباق بعد أن اكتشف أنه كان يجري بكل قوة خارج الحلبة.. ولكن في صور انتخابات الشهداء التي قاموا برفعها استرددت بعض الأمل، فالشباب لم ينسحب ولكنه يعلن في هذه الصور ويذكر بمطالبه في دولة تحتفي بشهدائها عن حق، وتتبنى نظاما ديمقراطيا مدنيا حقيقيا، فلا يصح إلا الصحيح، وكما عرف الشعب طريقه في مقاومة استبداد مبارك، لن يعجز عن اكتشاف طريقه كي يصل لغايته في بلد كريم، وبرلمان نزيه- برلمان الشهداء، طال الزمن أو قصر، فالأنظمة عمرها قصير، والباقي هو الشعب، ولا يبقى للأنظمة إلا تاريخها وانجازاتها، يرصدها الشعب أيضا في كتاب التاريخ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا نعرف عن انفجارات أصفهان حتى الآن؟


.. دوي انفجارات في إيران والإعلام الأمريكي يتحدث عن ضربة إسرائي




.. الهند: نحو مليار ناخب وأكثر من مليون مركز اقتراع.. انتخابات


.. غموض يكتنف طبيعة الرد الإسرائيلي على إيران




.. شرطة نيويورك تقتحم حرم جامعة كولومبيا وتعتقل طلابا محتجين عل