الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحالفات غامضة هشة وحروب أكثر غموضا ..!

مسَلم الكساسبة

2015 / 10 / 18
الارهاب, الحرب والسلام


(1)

يغلف الفكر الغامض الحياة ذاتها بالغموض والالتباس ..ويلقي بظلاله على كل شيء .
وفي منطقتنا هنا فالغموض سيد الموقف ..!

فهنا وفقط هنا في بلادنا المبتلاة بالغموض والضبابية في كل شيء تجد اناسا يرفضون ان يؤمنوا بما تجربه امامهم في المختبر وتحصل على نتائجه بشكل مرئي وملموس ومحسوس ومسموع .. من مثل دوران الارض او محدوديتها مثلا ..مع ذلك فأنت لا تحاربهم او تقاطعهم او تكفرهم أو تسفههم ....
بينما يريدون منك ان تؤمن لهم وتسلم بغيبيات وأمور غامضة وإذا طلبت دليلا او حتى مزيدا من الشرح والإقناع رُميت بأقذع التهم وصرت ملعونا وخارجا من رحمة الله .. ..

وهنا وفقط هنا وفي الوقت الذي بات يرى فيه الانسان أدق تفاصيل الأرض من كبد السماء ، حتى مجرد حشرة او دويبة او نملة صغيرة في الصحراء الممتدة على وجه الارض الممسوحة والمغطاة بالأقمار الصناعية
وفي الوقت الذي فك فيه ألغاز الحياة الكبرى وقرأ خريطة الجينات والشيفرة الوراثية وقرأ الواح الامم الغابرة باللغات المنقرضة وفسر معانيها .

وبينما يعيش العالم الوضوح والبساطة والشفافية في حياته العادية والسياسية وأنظمة الحكم والعلاقات الانسانية خاصها وعامها ..
بينما يلف الغموض هنا كل شيء في كل دوائر الحياة تدرجا من دوائر العلاقات البسيطة والشخصية التي تتسم بالمكر والمراوغة والتعقيد صعودا الى العلاقات العامة والسياسية بما فيها دوائر صنع القرار بالطبع.

دول بأسرها وحكومات بأسرها بأجهزة استخباراتها تعجز عن أن تقول لنا سر مجموعات غامضة من الناس قويت وتنمرت فجأة .. ولأجلها تنشأ تحالفات هشة وإعمال حربية غامضة ..
عدا عن دول تحكم من خلف ابواب موصدة بتغييب الشركاء والشهود ..

العنف والإرهاب والصراعات المبنية على الفكر الغيبي الغامض كانت حربا بجد ذاتها انهكت المنطقة وأهلكت الحرث والنسل ..
لكن الغموض الذي يقف خلف كل هذا العنف هو الارهاب الأكبر ..

(2)

وردت الكثير من الايات التي تؤكد بشكل قاطع لا لبس فيه حرية الاعتقاد بشكل تام وبات ونهائي.. ومن خلال نصوص لا تقبل أي تأويل ولا تحتمل أي تفسير غير حرية الاعتقاد التامة ..
والقران كما هو متفق عليه ومعلوم اعلى من الحديث فهو الذي يقيده وليس العكس .. كالدستور بالنسبة للقوانين إذ لا يصح ان توجد قوانين تناقض وتتعارض مع الدساتير .
وعندما يوجد حديث يناقض بمعناه ما جاء في القران بشكل صارخ وواضح يقترض انه يصبح حديثا مدسوسا ومشكوكا بصحته ..حتى لو افتى كل الناس بأنه متواتر وصحيح و...الخ
وحديث (أمرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ...الخ ) يتعارض تماما وكلية مع ايات كثيرة في القران فطعت بشكل واضح لا يقبل أي تأويل بحرية الانسان ان يؤمن او لا يؤمن ..اكثر من اية في اكثر من موضع منها :

(وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ... )
(لا إِكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي.....)
(إنما أنت مذكر ، لست عليهم بمسيطر ....)
وغيرها كثير ...

بينما هذا الحديث يتضمن الإكراه بشكل واضح لا لبس فيه .. وهل هناك اكراه اكثر من مقاتلة الناس لحملهم على امر ما سيما الاعتقاد بالذات ؟؟

ما اريد ان اقوله هو : كم من الاعناق والحيوات والدماء المهدورة ظلما هي في عنق من دس هكذا احاديث وفي اعناق من لم يتروو ويفهموا هذه المسالة الواضحة ..

وهو بدوره جزء من دائرة الغموض والتناقض التي تلف المنطقة بأسرها وتشكل وقودا لغموض الحياة ودوامات العنف فيها ..

(3)

كي تحس بألم الحرب والكراهية ومآسيها كإنسان ،
فليس بالضرورة ان تكون الحرب والصراعات في بلدك ،
أو ان يكون اللاجئون من شعبك أو مدينتك ،
أو أن يكون القتلى والمصابون من اهلك او اقاربك ،
ليس بالضرورة أن تكون البيوت المدمرة هي بيوت جيرانك..
إنها مجرد صدفة جعلتك هنا وليس هناك ..
كان يمكن ان يكون اي واحد منا هو ذلك الانسان المهجر او المصاب او المفجوع بأعزائه ..
فالأمر لا يعدو مجرد كونه صدفة محضة ..
يجب ان نرفع ايدينا ضد العنف والخراب والحروب الغامضة العبثية وغير العادلة كما لو كنا نحن انفسنا من نواجهها ..
ولأن من يواجهونها هم بشر مثلنا يصطلون بنارها ويدفعون عن الجميع ضريبة فضح بشاعتها وقبحها ..















التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زيارة سابعة مرتقبة لوزير الخارجية الأميركي إلى الشرق الأوسط


.. حرب حزب الله وإسرائيل.. اغتيالات وتوسيع جبهات | #ملف_اليوم




.. الاستخبارات الأوكرانية تعلن استهداف حقلي نفط روسيين بطائرات


.. تزايد المؤشرات السياسية والعسكرية على اقتراب عملية عسكرية إس




.. الأرجنتين تصدر مذكرة توقيف بحق وزير الداخلية الإيراني لصلته