الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لن نجني من الغارات الروسية سوى القتل والتدمير

منى حسين

2015 / 10 / 18
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


بعد كل هذا المزج الذي اودع ما اودع في تاريخ الشرق الاوسط ومناطقه.. وبعد شعار باقية وتتمدد تلك الدولة التي حملها رحم الارهاب بمختبرات الاخصاب الامريكي.. وانجبها لتدمير الانسانية بشكل متشابك ومعقد ولا يمكن حصرها او التخلص منها بسهوله.. بعد كل هذا المزج الذي خنق ولخبط واركل ما اركل من التاريخ.. بعد ان تسيف على الشرق الاوسط بقطع الرقاب والفساد.. فرشت أمريكا لهم الطرق ومهدتها وأهدتهم السلطة.. بعد ان قررت ان القومية ما عادت تنفع والتفتيت هو الأنسب.. بدأتها باستأصال حارس البوابة الشرقية للقومية العربية.. وصار الدين هو التقسيم والهوية والديمقراطية تعني الحرب الطائفية.. وأمدت الحرب علي بقايا القوميين في ليبيا ومصر واليمن.. والأن سوريا تنتظر المصير.. ما اسموه بـ "الربيع العربي" تم تلافيه او تم اتلافه.. والثورات أخمدت بالحكومات الأسلامية ومنهاج النكاح والحجاب والجهاد.. وسكنت الديمقراطية في المساجد وصارت سلاح منابر الدين.. والحرية صارت صور اللحى ولغتها فتاوى القتل والتكفير والنكاح..
سوريا اليوم صارت الأنسب فهي أخر معاقل القوميين والصراع على النفوذ سيحسم فيها.. جائت روسيا بأسلحتها وأدوات التدمير والخراب.. لتضيف على القتل قتل جديد وعلى التهجير تهجيرا جديد.. والصراع أتفاق على المحتوى وأختلاف على النفوذ.. أتفقت أمريكا وحلفائها في الغرب والمنطقة على أزاحة القوميين وابدالهم بالأسلاميين.. لم يختاروا ولم يحددوا لكنهم قالوا أن الخيار للمعتدلين.. أما روسيا وحلفائها في الشرق والمنطقة فاختاروا البقاء للفاشية القومية بكل ما حملته وتحمله من جرائم وماسي.. المهم بقاء الأستبداد والقمع الظلم والأستغلال والأهم بقاء العمل المأجور.. المهم بقاء العبودية والتمييز وبقاء التفتيت.. أتفقت أمريكا وروسيا وتبادلو الأدوار لامكان في العالم للتحرر واليسار.. أما الفاشية القومية أو الأسلام السياسي والأستهتار.. لا مكان للمرأة ولا دور ولا صوت حتى ولو من خلف الستار.. قسموا العالم بين المعسكرين فهذا يريد استمرار بشار.. وذاك يهلهل للنصرة أو داعش وبقية منظمات العلن والأسرار.. وابتدا المزاد بين أمريكا وحلفائها وقرروا التقسيم واليوم جائت روسيا وحلفائها ليثبتوا تقسيم الأنسان فصار الحوار.. "السنة" بدعم أمريكا وروسيا للـ"شعية" أنصار.. تحالفوا وتصافحوا بقوة وحرارة لا تخلوا من العبث بحياة الأنسان ووجوده..
روسيا جاءت بغارات جوية لترافق أمريكا وتدك الأخضر واليابس.. باقية وتتمدد اساطين القتل والجريمة بحضن الرأسمال والأرباح.. روسيا تصارع اليوم لأستعادة مكان لها بعد أن طالت فصول القصة الامريكية في الشرق الاوسط.. لتبدا موسكو قصتها الجديدة في المنطقة على انقاض ما تبقى من دمار خلفته ولازالت الماكنة العسكرية الأمريكية وحلفائها.. قتلوا الأطفال ورفيف رايات المستقبل وحلم الأمان.. صلبوا النساء على مذابح الأغتصاب والتهجير والتشرد.. والاصل هو استغلال وتدمير واحتلال.. والحقيقة هي اسلحة تتبارز بفنون القتل والتدمير لا ستعراض العضلات العسكرية وايهم في القتل والجريمة أكبر.. والمنطقة اليوم خير وكيل لتصفية الحسابات وصناعة الأدوار.. ان الانسانية باكملها تتربى وتنمو باحضان القتل والسفك والاغتصاب.. لم يعد هناك ما يضيف على الامور شيء او يضاف.. انها نتانة الراسمال وقذارته أعادت أنتاج الأديان سليلة القتل والأرهاب وخنق الحريات.. الصفقة أكبر والارباح أكثر وماكنة الأعلام تروج للدمار بتباشير الأرباب..
الصورة لم تعد ضبابية ولم يعد هناك مجهول.. أفيون الوعود بالديمقراطية ماعاد يخدر.. افيون الوعود بالحرية لن يصل بنا الى النشوة.. أفيون القضاء على الدكتاتورية لن يجلب غير الفساد والجريمة وفي العراق الدليل.. سيصطف العمال بيوم قريب.. وستصطف النساء بيوم قريب.. الثورة قادمة لامحال وستمحوا كل هذا الدمار وكل هذا القتل.. وستهدي الى القادم عالمنا الأفضل..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نفاق المثقفين هو السبب.
احمد حسن البغدادي ( 2015 / 10 / 18 - 21:46 )
تحية ست منى حسين.
من زمان لم نعلق على ماتكتبين،
ونحن نعفيك من الإجابة،
لان مانكتبه لاتستطيعن الاجابة عليه وانت تعيشين في ضَل دولة الفقيه علي السيستاني، ودولة أمير الموءمنين ابو بكر البغدادي.

نقول؛

ان من يقف حجر عثرة في تحقيق أهداف الشعوب العربية في الحرية والديمقراطية هو الاسلام وتعاليمه الإرهابية ،

وان من استدعى أمريكا وروسيا للتدخل، هو الإرهابيين الإسلاميين ، الموءمنون بمحمد وقرآنه وحديثه وسيرته.

لذلك فأنا أؤمن ، وأكرر ماقاله الكاتب السعودي، حمزة كاشغري، الذي هو في السجن الان بسبب مقالته هذه، اذ يقول؛

( لاحرية ولاديمقراطية في العالم الاسلامي الا على جثة محمد )

لذلك يجب ان تتوحد سهامنا نحو محمد وإعادة محاكمته، وقتله من جديد ليدفن الى الأبد مع تعاليمه الإرهابية .

اما غير ذلك فهو نفاق، لايقدم ولايؤثر في المعركة شيء، بل ان نفاق المثقفين اخطر من اجرام الدواعش، لانه يضلل العدالة الناجزة بحق تعاليم الاسلام.

ونقول ان نفاق المثقفين العرب هو السبب في اطالة عمر الاٍرهاب الاسلامي.

تحياتي...


2 - ليس هكذا تورد الابل
حميد خنجي ( 2015 / 10 / 18 - 23:38 )
حرام عليج يا رفيقة!!.. قراءة غريبة عن الواقع السوري والتدخل العسكري الروسي! لم أكن أتوقع أن يكون هذا تحليلك
تحياتي على أية حال


3 - اقول للبغدادي عتب المحبين هو الاغلى
منى حسين ( 2015 / 10 / 19 - 03:45 )
تحيات اعمق لاحمد حسن البغدادي سعيدة بمرورك وتواجدك الذي يعني لي الكثير اما بالنسبة عن عدم الرد فمعك كل الحق
عزيزي فقط اقول لك شيء واحد ان الظروف احيانا تسرق كل شيء واهم المسروقات هو الوقت تعود الان الى موضعنا وهو التدخل الروسي او بالاحرى اعود الى تعليقك حول محاكمة محمد وشنقة وانا من بعدكم انت والكاتب السعودي اكرر ايضا ان لا حياة ولا تنفس للانسانية الا على جثة كل الاديان وخزعبلاتها النتة
عمر الارهاب ليس طويل التحالف الذي عقد بين الاديان والانظمة الراسمالية هو سبب كل هذا الذي يحدث
تقديري العالي صديقي المميز


4 - اهلا عزيزي حميد خنجي
منى حسين ( 2015 / 10 / 19 - 03:51 )
القراءة من صلب الحقيقة ومن عمق جوهرها لا نتوهم ان روسيا تريد تحرير سوريا كما توهمنا ان امريكا ارادت تحرير العراق الامر واحد وكل الموضوع ان المنطقة تحولت الى ساحة اختبارات لاسلحة الدول الكبرى انهم يصنعون الاسلحة لكن اين سيجربوها والى من ستباع السلاح يحتاج لتسويق وسوقة الرابحة هي الحروب اتمنى ان تعيد قراءة المقال لتعيد ترتيب ما اردت ان اقولة لن تجلب الطائرات الروسية الا دمار اكبر مما تعانية سوريا اليوم
كل الاحترام وكل التقدير لك رفيقي الغالي حميد


5 - للاسف أثرت قطيع الطائفين من اصحاب ولايت السفيه
سوري فهمان ( 2015 / 10 / 19 - 05:04 )
الاستاذة الفاضلة مقالك رائع وتحليلك صائب ولكنك للاسف أثرت قطيع الطائفين من اصحاب ولايت السفيه فهبو يهددونك بالعيش تحت ظل داعش وكان حشرات أبو الفضل العباس أو الحشد الشيعي أحسن. لك أن ترى وجه المنافق حسن زميرة دجال المقاومة لتفهمي أن داعش صنيعة الصفوين الجدد.

تحياتي لنباهتك


6 - الأخت المناضلة منى حسين
فؤاد النمري ( 2015 / 10 / 19 - 07:53 )
أنا الشيوعي البلشفيك أرى أن الأمريكان حرروا العراق من الطغمة الفاشية البعثية حتى وإن كان محركهم أسباب أخرى لا تتعلق بالعراق
أما الروس الذين يحاربون في سوريا اليوم فهم هم أنفسهم الذين انقلبوا على الاشتراكية في العام 1953 وجاءوا بالأسد في سوريا وببومدين في الجزائر لضرب الثورة العربية وقد فعلا ذلك
المخابرات السوفياتية كي جي بي هي من قاد الحزب والجيش منذ العام 1953 ولا هم لها سوى القضاء نهائياً على مشروع لينين في الثورة الشيوعية العالمية
سقوط الأسد يعني بشكل من الأشكال الخطوة الأولى لعودة الاشتراكية في روسيا
تحياتي

اخر الافلام

.. المحكمة العليا تنظر في حصانة ترامب الرئاسية في مواجهة التهم


.. مطالب دولية لإسرائيل بتقديم توضيحات بشأن المقابر الجماعية ال




.. تصعيد كبير ونوعي في العمليات العسكرية بين حزب الله وإسرائيل|


.. الولايات المتحدة تدعو إسرائيل لتقديم معلومات بشأن المقابر ال




.. صحيفة الإندبندنت: تحذيرات من استخدام إسرائيل للرصيف العائم س