الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


روسيا وحروب الإمبرياليه

منير جمال الدين سالم

2015 / 10 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


روسيا وحروب الإمبرياليه
إنتهت الحرب العالميه الأولى بإنتصار الدول الإستعماريه وبتحقق مابدأت الحرب من أجله, رسم خريطه جديده للشرق الأوسط وفرض الوصايه على الكيانات التى قامت هذه الدول بخلقها فى المنطقه وتنصيب حكام يضمنون إستمرار هذه الوصايه , وتشريع هذه الوصايه وتدويلها لتشمل كل العالم بخلق ماسمى بعصبة الأمم, والتمهيد لخلق وطن قومى لليهود.
ونتج عن إنتصارهم فى الحرب العالميه الثانيه, إقامة دولة إسرائيل ومزيد من الهيمنه على العالم بخلق هيئة الأمم المتحده كنواه لنظام كامل لإدارة العالم, أشبه بحكومه عالميه يتحكمون من خلالها وعن طريق مؤسساتها الدوليه فى تحديد مسارات دول العالم فى المجالات الإقتصاديه والسياسيه وحتى العسكريه, فهى تحكم وتتحكم وتتدخل فى النزاعات الدوليه وفق رؤياها ومصالحها الإقليميه, وتفرض على الجميع نطام إقتصادى ونقدى يرسخ لتفوق التنميه فى الدول الرأسماليه , فى حين يجبر الدول الأحق بالتنميه على إتباع سياسات إقتصاديه تعوق وتعرقل نموها وتقدمها من خلال الشروط التى يفرضها البنك الدولى وصندوق النقد الدولى وقواعد التجاره الحره والنظم الإقتصاديه والإئتمانيه.
من بين المنتصرين, شذ الإتحاد السوفييتى عن توافق الكتله الإمبرياليه, فأيدولوجيته الإشتراكيه جعلته فى مسار تصادم مع مصالح النظم الرأسماليه الإستعماريه, وفرضت عليه أن يبحث عن شركاء آخرين وجدهم فى الدول التى رفضت الوصايه الإمبرياليه والتبعيه وإختارت أن تملك الإراده الحره فى تقرير مصير شعوبها.
تجربتنا فى مصر مع الإتحاد السوفيتى تشهد بتحقق مصالح كلا الجانبين على كل الأصعده, إقتصادية كانت أو سياسيه أو عسكريه, وبصورة ترضى الطرفين.
مساهمات الإتحاد السوفيتى فى بناء السد العالى وفى العديد من الصناعات الثقيله فى مصر, ووقوفه إلى جانب القضيه الفلسطينيه فى المحافل الدوليه, ثم تسليحه للجيشين المصرى والسورى لمواجهة إسرائيل جعلت منه خطر حقيقى يعوق تنفيذ المخطط الماسونى الصهيونى العالمى, الحرب البارده لم تثنيه أوتقلص من قدراته فى مساعدة المتمردين على الهيمنه الأنجلوأمريكيه, ولذا وجب تفتيته وتدميره وإستقطاب مكوناته, وحتمية تحويل الدوله الأم فى الإتحاد (روسيا) إلى عبره يعتبر بها كل من تسول له نفسه الخروج على بيت الطاعه الأمريكى.
جائت النهايه بنجاح ماسونى (ميخائيل جوباتشوف) فى الوصول إلى مقعد الرئاسه, وتفتت الإتحاد السوفيتى, وسقطت روسيا فى أيدى العصابات الماسونيه التى عملت على إشاعة الفوضى فى روسيا وتدمير بنيتها الإقتصاديه والإجتماعيه لإرغامها على الخضوع لنظامهم الدولى الجديد.
حروب الخليج الأولى والثانيه كانتا أيضاّ خطوات نحو الهدف المنشود وإستكمالاَ لما بدأ بإشعال الحرب العالميه الأولى, فى حرب الخليج الأولى ضرب إيران بالعراق, وكلاهما خارجين عن الطاعه, ثم الإنفرد بالعراق بعد أن أنهكت قدراته الإقتصاديه والعسكريه, وهوجم العراق بإدعاء حيازته لأسلحة دمار شامل وبإدعاء تحقيق الديمقراطيه للشعب العراقى؟. وسقط العراق وشاع فيه النموذج الأمريكى الجديد للديموقراطيه, دمار وفوضى وإرهاب.
الثورات الملونه فى آسيا الوسطى وصربيا وأوكرانيا وثورات الربيع العربى كانت أيضاَ حلقه فى مسلسل حصار روسيا ولفرض واقع جديد فى الشرق الأوسط يفضى إلى تفتيت دوله ويسهل القضاء على إخر جيوشه التى يمكن أن تتصدى أو تقاوم المراحل الأخيره لتنفيذ المخطط الماسونى العالمى لشرق أوسط جديد تكون الهيمنه فيه لمملكة إسرائيل الكبرى.
واضح أن كل الدول التى إستهدفت هى فقط جمهوريات وخارجه عن الهيمنه الأمريكيه أو نظم جمهوريه إستهلكت كل وسائلها فى خدمة الهيمنه الأمريكيه, ووجب الإطاحه بالجميع وتعميم الفوضى تمهيداَ لخلق كيان جديد سنى متطرف يتولى إستكمال مابدأته حرب الخليج الأولى من إستنزاف وإضعاف لقوى المقاومه, بتمكين التيارات السلفيه على إختلاف مسمياتها من حكم المنطقه, وكان ذلك بدعم وتمويل الأنظمه الرجعيه والحالمين بالخلافه الإسلاميه وبحجة مواجهة المد الشيعى وتطبيق الشريعه.
سقط المشروع فى القاهره, ومازالت دمشق تقاوم على مدى أربع سنوات طوال, بالرغم من كل مابذلته أمريكا وحلفاؤها فى الغرب وأذيالهم العرب والترك فى أنقره والدوحه والرياض وعمان من تمويل وتدريب وتسليح للمنظمات الإرهابيه, وبالرغم من نجاح هذه المنظمات فى الإستيلاء على مساحات كبيره من الأرض, مازالت بغداد تقاوم, ومازالت دمشق تقاوم على مدى سنوات طوال.
نفذ صبر النظام العالمى وأدواته فى المنطقه, ولذا بدأ بشن حروب الحزم والحسم, أولاَ فى اليمن لنزع سلاح الحوثيين على إفتراض أنهم حلفاء لإيران, ثم بتحالف عربى وغطاء أمريكى أيضاَ تكون الخطوه التاليه بإسقاط النظام فى سوريا والقضاء على حزب الله بالقوه. ثم يتوجه هذا التحالف (بكل مكوناته من دول وجماعات وتنظيمات) وبالدعم اللوجستى من أمريكا وحلفاءها ومعهم إسراشيل, فى مهمه إنتحاريه يسمونها مقدسه, للقضاء على آخر معقل لمحور المقاومه فى الشرق الأوسط, إيران.
بسقوط اليمن وإيران تكتمل الهيمنه على المضايق والممرات البحريه ( مضيق هرمز – مضيق باب المندب – قناة السويس – البسفور والدردنيل) , ويكتمل تأمين إمداد أوروبا بالبترول العربى (فى حال إندلاع الحرب فى الخليج الفارسى), ويكتمل قطع الطريق على الصين إلى منابع البترول فى الخليج الفارسى والبحر الأحمر, ويبدأ فرض الحصار الكامل على روسيا والصين, تمهيداَ للضربه القاضيه, وفق أحلامهم.
ولكن كما جاءت الرياح قبلاَ بفلاديمير بوتن ليخلص روسيا من قبضة الماسونيه, وليعيد لروسيا الكثير من قوتها ومجدها القديم, جاءت به الرياح ( التى لايشتهيها الماسون والصهاينه ) أمام العالم ليكشف أكذوبة محاربة الإرهاب التى تتشدق بها أمريكا وحلفاءها, وليثبت تورطهم فى صناعة هذا الإرهاب, وليقول نحن هنا لنتصدى لمن هم وراء الإرهاب, الصين معنا, وحلفاؤنا عديدين, متحدين على هدف إحباط المخططات الماسونيه لإقامة مملكة الشيطان على الأرض, ومعنا كل أحرار العالم من كل الأجناس ومن كل الأديان والعقائد, كل الذين يؤمنون بالقيم والأخلاق والمبادىء, وكل من يحلمون بمستقبل أفضل للبشريه.
بعد كل ما بذلوه من وقت وجهد ومال, وبعد كل الحروب والمؤامرات التى خططوا لها ونفذوها على مدى أكثر من مائة عام, هل يسلم الماسون بفشلهم ويتقبلوا الهزيمه؟ أو يدفعهم يأسهم وفشلهم نحو حرب عالميه ثالثه بطريقه إنتحاريه (على طريقة شمشون) تقضى على كل البشريه؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. توقيف مساعد نائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصال


.. الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تهز عددا متزايدا من الجامعات




.. مسلحون يستهدفون قواعد أميركية من داخل العراق وبغداد تصفهم با


.. الجيش الإسرائيلي يعلن حشد لواءين احتياطيين -للقيام بمهام دفا




.. مخاوف من تصعيد كبير في الجنوب اللبناني على وقع ارتفاع حدة ال