الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنهم يصنعون العدو

عادل رضا

2005 / 10 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أن العدو, هو الشيء الذي نكرهه, و قد يكون العدو مجموعة منظمة من الافراد , فتدخل العدواة الحاصلة في نطاق الخلافات العامة (فكرية أو سياسية) و طبعا قد تكون العداوة شخصية بحتة, بين أفراد معدودين علي الاصابع.

نحن نريد هنا أن نتكلم عن صناعة لعداوة , عن تعمد و قصد و أصرار...!!!!!!!!
نحن نرغب أن نكشف عن ما يجري من عداوة مفتعلة بين طرفين أثنين , كل طرف يصنع العداوة الكراهية و الضدية للاخر , بقصد خلق و صناعة حالة من الصراع و التنافس و التضاد , بمعني أخر:

أن هناك تياران في المجتمع الشرقي , يتصارعان في ما بينهما , في حالة من الفعل و ردة الفعل المقابلة....و هكذا دواليك, ألي ما لا نهاية.

بطبيعة الحال, نحن كبشر , أذا صادفتنا حالة من العداوة تجاه أخرين من حولنا , فأننا سنسعي الي الابتعاد و النفور من ذلك العدو, و ايضا البعد عن التنافس و التضاد الغير مبرر.

و لكن الامر يختلف عندما نتحدث عن تعمد صناعة الاعداء علي المستوي العام للمجتمع بواسطة تيارين:

الاول تيار تغريبي , مقلد و مستهلك لحضارة الغرب و بضائعه, و هو تيار مهزوم أيديولوجيا و ثقافيا.

و التيار الثاني:

هو تيار شرقي يقول بالعودة الي الذات الشرقية, هو يريد العودة الي شرقيته , و لكن مشكلة هذا التيار, أن عودته تلك تتم من خلال أيديولوجية فكرية شرقية منحرفة و خاطئة وكاذبة , لذلك فأن العودة التي ينشدها و يطلبها , تتصادم و تتضارب مع واقع حال المجتمع , و تتناقض مع المنطق العقلي السليم لحقائق الامور و الاشياء , و لذلك فأن طروحات ذلك التيار الشرقي المنحرف , لاتتناسب و لا تتوافق مع الواقع , بل تتطابق مع الخيال الطوباوي الحالم.


و طبعا هي كذلك بالمثل , أطروحات التيار المتغرب , ففيها من عدم التناسب و التناقض مع الواقع الشرقي الكثير و الكثير, بما أن ذلك التيار تابع للغرب و مهزوم ذاتيا و فكريا منه , و يحمل هذا التيار للشرقيين أيديولوجية مهاجرة غريبة عنهم , تؤدي ألي النتيجة و المحصلة نفسها التي ينتهي أليها الشرقي المنحرف بأيديولوجية خاطئة.

أذن المجتمع سوف يحس و يعي افلاس هذين التيارين المنحرفين, عند تطبيق أطروحات أيا منهما علي الواقع , و عند محاولة أي منهما تسويق أيديولوجيته و فكره علي المجتمع.

لذلك من أجل أخفاء و تورية ذلك الافلاس الايديولوجي في الوصول و التواصل مع الجماهير و الناس, تصبح لدي كلا التيارين المفلسين الحاجة الي خلق و صناعة عدو.

فالمتغربون يخلقون من المستشرقين عدوا و ضدا , و العكس صحيح , يتناوشون و يتصارعون معه , في الفكر و الحركية و المواقف , و هذا التناوش و التضاد المستمران من كلا الطرفين , لا يهدف الا الي شيء واحد , و هو أخفاء حقيقة أن كلا التيارين مفلس و مفرغ من الداخل , و غير قادر علي صنع حركة فكرية ناجحة تودي الي الحضارة.

أن كلاهما يحتاج الي صراع ليعيش و ليحيا و ليخفي عن المجتمع موته الايديولوجي , و نفقانه الحركي , و فقدانه أي تواصل و ربط واقعي مع الناس.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس.. ا?لغاء الاحتفالات السنوية في كنيس الغريبة اليهودي بجز


.. اليهود الا?يرانيون في ا?سراي?يل.. بين الحنين والغضب




.. مزارع يتسلق سور المسجد ليتمايل مع المديح في احتفال مولد شبل


.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت




.. #shorts - Baqarah-53