الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فتاة المول، ضحية غياب الاحترام وانتهاك الخصوصية

مجدي مهني أمين

2015 / 10 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


أتذكر أغنية " فيها حاجة حلوة "، واقول لكن فيها حاجة ناقصة، أو حاجات ناقصة، ينقصها بشدة تأكيد مفهوم الاحترام، احترام المرأة، احترام الانسان، احترام الخصوصية، من غير هذا المفهوم نكون في ضياع، لأنه بغياب مفهوم الاحترام ، تبقى الدنيا غابة، ، ينتصر الأقوى، تختل العدالة، وتصبح انتقائية، وتدافع العدالة عن نفسها، بعبارة "القضاء الشامخ"، كما كان يدافع البرلمان، برلمان القروض والمخدرات، عن نفسه بعبارة "المجلس سيد قراره"، تُحفظ قضايا دون تحقيق ويحقق في قضايا، ناس تاخد براءة بعد ان قتلت ونهبت ، وناس تُسجن سنين هذا عددها لأنها اعترضت على قانون التظاهر مثلا بينما تسير مظاهرات للاخوان المسلمين؛ تمارس العنف دون أن يتم القبض على أحد، وتقتل شيماء في مظاهرة سلمية ويكون المبرر الذي يقدمه الطب الشرعي
- جسمها كان ضعيف لم يتحمل الخرطوش!!
في حين أن الخرطوش أُطلق من مسافة قريبة وبالتالي فتأثيره يمكن أن يكون قاتلا، وأُطلق على فتاة "جسمها ضعيف" مسالمة، فتاة ضعيفة البنيان، قوية الإرادة، أرادت ان تعبر عن رأيها وكان هذا مصيرها مثل مصير الكثير من الضحايا، ضحايا عدم احترام الانسان، فالثورة قامت كي تدافع عن كرامة الانسان، والمؤسسات تريد ان تسحب منه هذا الطلب، المؤسسات، كل المؤسسات، لا أستثني مؤسسة واحدة، تريد ان تسحب من المواطن حق الاحترام، بصرف النظر عمن قتلهم المجلس العسكري في ماسبيرو، ألم يتصيد الجنود بعض المواطنين العزل وانهالوا عليهم ركلا وصفعا دون رحمة؛ وتم تصوير هذه المشاهد ونشرها في وسائل التواصل الاجتماعي؟.. كان هدرا بينا لكرامة الانسان.،هذا الهدر يمارس كل يوم دون توقف.
وسط هذا الصخب، أراد المواطن ان يحتمي في رئيس تحدث عن الشعب الذي لم يجد من يحنو عليه، الناس كانت تريد أن تحتمي في قيادة قوية تحفظ لها كرامتها، بديلا لثورات باهظة عالية التكلفة، شعب حكيم حصيف، شعب اختار القيادة القوية بديلا للفوضى، ولكن يبدو ان المشكلة أعمق من قيادة تحلها او شعب يثور من أجلها، هي مشكلة إن فيها حاجة ناقصة، مفهوم الاحترام ناقص بشكل مفرط، رجل الشرطة اللي بيهين المواطن، رجل الاعلام اللي بيشهر بالناس، سائق السيارة اللي بيهين المارة، البلطجية اللي بيسيطروا على الشارع، اللي بيقتلوا شاب بالسيوف أمام أهله ويمشوا وسط الشارع عادي جدا، كلها مظاهر نقص شديد الخلل في مفهوم الاحترام.
افتكر فيلم "غزل البنات" لما نجيب الريحاني طلع حجرة ليلي مراد وبيحاول يهرب ووالد ليلي يستيقظ ويحمل السلاح بحثا عن لص أو سارق، ماذا تفعل ليلي مراد ؟ دخلت مع نجيب الريحاني الحمام تحت دعوى استحمام الكلب جيمي.
- ماذا فعل والد ليلي مراد؟
- لم يقتحم الحمام المغلق على ابنته.

كاتب السيناريو كان متربي على ثقافة الاحترام، احترام الخصوصية، فمن غير ما يضيّع المذاق الكوميدي للمشهد، احتفظ لليلي مراد بخصوصيتها ولم يسمح للوالد باقتحام الحمام، في المقابل في "نيمس بوند" الكاتب علشان يعمل كوميديا سمح بكل سهولة ويسر ان هاني رمزي يدخل على زوجة القتيل الحمام ويدور بينه وبينها حوار ونصفها تحت الماء، بل العديد من المشاهد التالية فيها اقتحام صارخ للخصوصية ولم يعترض احد. معظم البرامج التليفزيونية هي نماذج صارخة لاقتحام وانتهاك خصوصيات الناس، دون اعتراض.

- ألم يقتحم عبد الرحيم على خصوصيات العديد من الشخصيات، وتم مكافأته بعضوية البرلمان؟

لو كانت المكافأة من الناس؛ فالناس في حاجة لمراجعة ذواتهم مش لثورة، ولو كانت المكافأة من النظام؛ فالنظام يحتاج لمحاسبة عسيرة، لان هذا الرجل انتهك خصوصيات الناس في الدفاع عن وجهة نظرة، ريهام سعيد تقف في نفس الخندق مع عبد الرحيم على، الفارق ان عبد الرحيم على يزعم أنه فعل ما فعل بدافع وطني ، يعني خلط السم بالعسل، ريهام فعلت ما فعلت بدافع اشباع فضول المشاهد، انتهاك خصوصية لمجرد الانتهاك، وكلا المثالين ينتهكان مفهوم الاحترام.

ريهام وعبد الرحيم لم يقوما بما قاما به منفردين، ساعدهما فريق كامل، لا يؤمن بالخصوصية والاحترام، وساعدتهم القنوات التي أعطتهما الوقت الكافي كي يقتلا من يريدان قتله بدم بارد، وناس بتتفرج بشغف كي تبارك انتهاك الخصوصيات دون ان تطرف لهم عين، الشعب تدارك وأعلن حملته بمقاطعة بضائع كل الشركات التي تدعم برنامج ريهام سعيد، فسقطت ريهام، تعلم الناس الدرس في كيفية دعم أو عدم دعم ما يُقدم لهم، فهم من يدفعون من مالهم ثمن ما يشاهدون، بقى أن يستمروا في الرقابة، وأن يؤكدوا مفهوم الاحترام كي يضمنوا لهم مقعدا مناسبا من مقاعد الحضارة الانسانية، فغياب الاحترام يخرجهم من ركب الحضارة، بل يهدد بفنائهم وتدميرهم لأنفسهم بأنفسهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نور الغندور ترقص لتفادي سو?ال هشام حداد ????


.. قادة تونس والجزائر وليبيا يتفقون على العمل معا لمكافحة مخاطر




.. بعد قرن.. إعادة إحياء التراث الأولمبي الفرنسي • فرانس 24


.. الجيش الإسرائيلي يكثف ضرباته على أرجاء قطاع غزة ويوقع مزيدا




.. سوناك: المملكة المتحدة أكبر قوة عسكرية في أوروبا وثاني أكبر