الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشعب يريد أن يعرف ماذا يريد ......... (1)

مسَلم الكساسبة

2015 / 10 / 31
مواضيع وابحاث سياسية



نستمر في هذا العصف الذهني بخصوص ما يعصف بمنطقتنا لنكتشف بطريق التداعي الحر .. ودون ان نوجه او نسوق الحديث مسبقا لنتائج نريدها او نرغب بها ، أن الفهم الاكثر عمقا وإحاطة لأطروحة الاصلاح يتوصل الى ان القاء التبعة على النظم السياسية وحدها وبالتالي تقديم الوصفة الجاهزة ما عداها بناء على ذلك الفهم وهي ان الاطاحة بتلك الانظمة أو تغييرها سيحل المشكلة هو تفكير سطحي ساذج لا يدرك كنه التشابكات والعلاقات الابعد والأعمق مما يطفو على السطح من الظاهرة ..

فقد رأينا كيف ان هناك نسق او سياق منفصل مستقل عن النظم السياسية بل والاجتماعية ذاتها متغلغل في كل شيء من خلال الثقافة ويوظف كل شيء لصالحه ولتكريس مفرداته وعناوينه ولا يستثني من ذلك التوظيف ولا حتى النظم السياسية ذاتها بكل ما تتضمنه من نظم تابعة أو فرعية كالتعليم والمؤسسات الدينية والاجتماعية والثقافية ... الخ

ورأينا كيف أن النظم السياسية هي جزء من ذلك السياق الثقافي الاجتماعي وأحد مفرزاته الكثيرة في السياقات الثقافية الجمة ، والذي هو ، أي ذلك السياق ، موجود وجودا سابقا عليها .ومستقلا عنها . وان الاستبداد يكمن اساسا في ذلك السياق الذي لا يَسمح لأحد بمخالفته او الخروج عليه بما فيها النظم السياسية ذاتها .. والتي هي في هذه الحالة ليست أكثر من غفير مغلوب عل أمره على باب الاستبداد الحقيقي .. وفي لأوامره وإملاءاته .

وهكذا فنحن في الواقع لا نواجه استبداد انظمتنا السياسية .. بل نحن نواجه استبدادنا نحن انفسنا ممثّلا بل لابسا قناع استبداد ثقافتنا القمعية التي نستميت في الدفاع عنها حتى الاستشهاد .. دون ان ندري اننا نستميت في الدفاع عما نشكو منه وهو الاستبداد ..ثم نأتي لندين ونلوم بعض مفرزات ذلك النسق الاستبدادي الشمولي ونحملها تبعة استبداده الذي هو استبدادنا انفسنا .

نحن امة مستبدة طاغية في عمق اعماق تكويننا النفسي وثقافتنا .. لكننا تُهنا عن هذه الحقيقة وحصل انزياح في التفكير لدينا وعلى طريقة المثل : "رمتني بدائها وانسلت " . او ربما لشدة طغيان واستبداد ذلك السياق فقد ارهبنا وأعمانا عن ادانته ولومه الى حد نتوجه بالإدانة واللوم لضحاياه ، ومع الزمن استقر ذلك الانزياح في الفهم وثبت في الاذهان وتهنا بالكامل عن اسباب مشكلتنا الى حد صار المجرم الضحية وصارت الضحية هي المجرم .. إذ أننا لا نبالغ بالقول أن النظم السياسية المتخلفة ذاتها احد ضحايا ومفرزات تخلفنا واستبدادنا وإجرامنا ومكرنا السيء وأنانيتنا الخبيثة في آن معا .. انها افرازنا بل انها نحن كما وافق شن طبقه !

وأن إلقاء اللوم والتبعة بالكامل عليها واعتبارها العقدة الوحيدة في منشار الاصلاح ليس كلاما علميا دقيقا كما قلنا ، بما هي- أي تلك النظم - نتيجة من نتائج السياق الاجتماعي الثقافي العميق .. حيث النظم السياسية منه بمثابة قمة جبل الجليد بالنسبة للجبل الراكد في الأعماق فهي نتيجة من نتائجه ومفرز من مفرزاته وليست مقدمة منتجة له ..

واتفقنا أن هناك حلقات وعُقد أخرى يعتمد عليها الموقف لحل عقدة الاستبداد ونظيرها ومعادلها الموضوعي " ألإصلاح " ، ومنها القطريات وتباين المستوى والنمط الثقافي السياسي فيها ومستوى تقبلها لفكرة الاصلاح ذاتها على الصعيد المجتمعي والثقافي اصلا قبل النظم ألسياسية .. وانعدام ادني درجة من التفاهم والتماثل على قواسم عامة مشتركة بينها - اي تلك القطريات - فيما يخص هذا الشأن وغيره ..إلى حد تشكل تلك المتوجسة المُرتابة من أطروحة التحديث والتشاركية - تشكل عوامل شد عكسي هائل تكبح محاولات غيرها بهذا الاتجاه وتفرمل له ولو بالقوة احيانا. معتبرة اياه بمثابة خطر على كياناتها يصل احيانا لان يصنف بكونه بمثابة التهديد الحقيقي والتدخل السافر .. وما حصل في ليبيا والعراق وسوريا مثال واضح على ذلك رغم انها بدورها نظم استبدادية لكن فقط لمجرد كونها "علمانية كافرة" من وجهة نظر تظم اخرى..فما بلك لو كانت ديمقراطية حرة .. ما هو الموقف منها والشعور تجاهها ساعتها ؟

لكننا بالطبع لم ننس بعض التأثيرات لقوى خارج المنطقة ذاتها ليست لها مصلحة في التغيير باتجاه الاصلاح .. والذي يعني دورا اكبر للشعوب في صنع القرار .. ولكن لأن غايتنا هنا هي البحث في منابت الاستبداد اصلا ومغذياته لدينا نحن أنفسنا وفي بيئتنا الثقافية ، لا في مكرساته او مستثمراته بعد ان يوجد . ولأن تلك القوى لا علاقة لها بثقافتنا وما تنتجه من استبداد ..فقط هي تستثمر تلك المنتجات أو الحالة القائمة لصالحها .. لكن لو لم تكن تلك المنتجات موجودة اصلا فانه لا مصلحة لها بخلقها وإيجادها من عدم ..فالاستبداد بدوره مكلف جدا بالنسبة لتلك القوى بدورها . رغم ما تستفيده من وجوده .

فإذا اضفنا لكل ذلك عوامل الشد العكسي الداخلية في كل قطر منها على حدة نتيجة عوامل الثقافة ذاتها وتعدد الولاءات القطرية والفكرية و..الخ. تبين لنا حجم الكبح والمقاومة التي يواجهها مشروع الاصلاح . والحلقات المعقدة والمتداخلة التي علينا حلها وتفكيكها فبل ان نصل الى عقدة الاستبداد ذاتها والتي اصلا اذا عالجتاها -اي تلك الحلقات – لا تعود لدينا مشكلة استبداد من اصله وتصبح المسألة كقضية مقضية .

وعليه فلا يمكن حل العقدة بمباشرتها ذاتها وحيث هي ، أو ببناء تصور الحل على أساس أن الانظمة السياسية هي كل المشكلة .. بالتالي التفكير أن الإطاحة بها واستبدالها ستحل المشكل ..بل بحلحلة وتفكيك عقد اخرى كما قلنا ، منها تلك التي في الثقافة ذاتها ، ونكرر بالمعنى السوسيولوجي للثقافة ، أي في الأنساق او السياقات الاجتماعية الثقافية ذاتها برمتها ، ولخلق بيئة ثقافية اجتماعية مواتية للإصلاح وخانقة لأضداده .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تقارير عن ضربة إسرائيلية ضد إيران وغموض حول التفاصيل | الأخب


.. إيران وإسرائيل .. توتر ثم تصعيد-محسوب- • فرانس 24 / FRANCE 2




.. بعد هجوم أصفهان: هل انتهت جولة -المواجهة المباشرة- الحالية ب


.. لحظة الهجوم الإسرائيلي داخل إيران.. فيديو يظهر ما حدث قرب قا




.. نار بين #إيران و #إسرائيل..فهل تزود #واشنطن إسرائيل بالقنبلة