الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل استقى شوقي حكايته من الفولكلور اللبناني ؟!

سليمان جبران

2015 / 11 / 2
الادب والفن


سليمان جبران: هل استقى شوقي حكايته من الفولكلور اللبناني ؟!

بعد نشرنا "نديم الباذنجان" للشاعر أحمد شوقي، واصلنا بحثنا عن هذه الحكاية الطريفة. كان غريبا في رأينا أن يكتب أحمد شوقي مثل هذه الحكاية في ذمّ المدّاحين والمتزلفين للحاكم وهو "شاعر الأمير" غير منازع. لم نجد أوّل الأمر مصدرا آخر، فنشرنا الحكاية التي كتبها شوقي شعرا للأطفال، وأبدينا شكّنا هناك أيضا. إلا أنّنا واصلنا التفتيش في كلّ مرجع متاح، فوجدنا حكاية الأمير وشاعره والباذنجان عند الرائع سلام الراسي أيضا. لا تتّفق الحكاية هناك مع ما كتبه شوقي في كلّ التفاصيل. فلعلّه سمعها في لبنان فعلا، وإذ كتبها شعرا للأطفال أجرى بعض التغيير في أحداثها. لكنّ المغزى ظلّ واحدا، رغم التغيير الطفيف في الأحداث، ويظلّ لشوقي فضل لا ننكره عليه أيضا.
ليست هذه الحكاية ونظيراتها شعرا جادّا في نظر شوقي ومعاصريه. لذا فقد حشرها ناشروه، بعد وفاته طبعا، في آخر الجزء الرابع من "الشوقيّات"، وسموّها"الحكايات". لكنّها في نظرنا نحن ليست أقلّ شأنا من قصائده الجادّة المعروفة ! واليوم رأينا أن ننشر قصيدة شوقي المذكورة، والحكاية اللبنانيّة عن الأمير بشير وطبّاخه سرور، تاركين للقارئ المفاضلة بين الحكايتين، والحكم في الصلة بينهما أيضا:


أحمد شوقي: نديم الباذنجان
كان لسلطان نديمٌ وافِ - يُعيد ما قال بلا اختلافِ
وقد يزيد في الثنا عليهِ - إذا رأى شيئاً حلا لديهِ
وكان مولاهُ يرى، ويعلمُ - ويسمع التمليق، لكنْ يكتمُ
فجلسا يوماً على الخوانِ - وجيءَ في الأكل بباذنجانِ
فأكل السلطان منه ما أكلْ – وقال: هذا في المذاق كالعسلْ
قال النديم: صدق السلطانُ - لا يستوي شهدٌ وباذنجانُ
هذا الذي غنّى بهِ "الرئيسُ" - وقال فيه الشعرَ "جالينوسُ"
يُذهب ألف علّة وعلّهْ - ويُبرد الصدر، ويشفي الغُلّهْ
قال: ولكنْ عندهُ مراره - وما حمدتُ مرّة آثارَه
قال: نعم، مُرّ، وهذا عيبُهُ - مذْ كنتُ يا مولايَ لا أحبُّهُ
هذا الذي مات به "بقراطُ" - وسُمّ في الكأس به "سقراطُ"
فالتفتَ السلطان فيمنْ حولَهُ - وقالَ: كيفَ تجدونَ قولَهُ؟
قال النديمُ: يا مليك الناسِ - عذراً فما في فعلتي من باسِ
جُعلتُ كي أنادم السلطانا - ولم أنادمْ قطّ باذنجانا!
الرئيس ( البيت السابع) : ابن سينا



الأمير وشاعره والباذنجان مرّة أخرى
يحكى أنّ الأمير بشير الشهابي كان لديه طبّاخ ماهر، ذكيّ وخفيف الظلّ اسمه سرور. وكان الأمير يحبّ حديث سرور، كما كان يتلذّذ بطعم مأكله.
في أحد الأيّام قدّم له الطبّاخ وجبة من الباذنجان، فاستدعاه الأمير وقال له: ما ألذّ طعم الباذنجان ! فقال الطبّاخ سرور:
سيّدي، الباذنجان من أشهى المآكل: إن أكلته مقليّا بقي طعمه على لسانك طول النهار. وإن أكلته محشيّا كان شيخ المحاشي. وإن أكلته مكبوسا فهو أشهى الكبيس.
انفتحت شهيّة الأمير، فبالغ في التهام الباذنجان حتّى أصابه انتفاخ. فاستدعى طبّاخه وقال له: ما هذا الباذنجان المنحوس؟ لقد سبّب لي انتفاخا في بطني !
فأجابه الطبّاخ سرور: الباذنجان طعام رديء. إن أكلته مقليّا سبّب لك تضخّما في المصران. وإن أكلته محشيّا سبّب لك أحلاما مزعجة. وإن أكلته مكبوسا سبّب لك الغثيان. وإن أكليه متبّلا سبّب لك انتفاخا في البطن.
فصاح به الأمير: ويحك ! قبل قليل كان الباذنجان ألذّ وأفضل المآكل، والآن تذمّه وتجعل فيه كلّ العلل؟!
فأجابه الطبّاخ: العفو سيّدي. أنا خادم سعادتكم وليس خادم الباذنجان..









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي


.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل




.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج


.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما




.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا