الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كوكتيل أسئلة دينية..4

فاتن نور

2015 / 11 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



..جاد ساخر ببعضه وساخر جاد..

س: ما سر الفرق النوعي بين الآيات القرآنية التي جاءت قبل الهجرة وتلك التي جاءت بعدها؟
ج: الفرق تشبيهاً؛ هو كالفرق بين أمريكا اليوم على صعيد القوة والهيمنة والبطش؛ وأمريكا الأمس وهي تستقبل سفن الرحالة كرستوفر كولومبوس. أما السر؛ فهو نفس السر الذي يكره من أجله أكثر مسلمي العالم أمريكا؛ كونها دؤوبة السعي لفرض مبادئها وتحقيق مصالحها مع الآخر أو على حسابه بشتى الوسائل والطرق؛ ومنها وسيلة "الترهيب الدبلوماسي" أي الترغيب بالانصياع لإرادتها والترهيب بالقوة العسكرية عند الممانعة والرفض؛ أي نفس الوسيلة التي انتهجها الرسول والصحابة ومن جاء بعدهم؛ بعد أن امتلكوا هذا السر المبين "القوة والعُدَّة والعدد ومن بعدي الطوفان" فتحولوا من النهج السلمي قبل الهجرة بقرآنه المكيّ، الى النهج العكسري بعدها بقرآنه المدني.


س: يحترم السلفيون العقل كونه هبة الله ويحضّون على استخدامه؛ فلماذا نصفهم بالتحجّر والجمود؟
ج: ثمة ظلم وقع عليهم هاهنا؛ لأنهم فعلاً يحضّون على استخدام العقل ويؤكدون على أن يكون الاستخدام صحيحاً؛ كيلا تخرج الأمة عن أصول دينها الحنيف. إنما المشكلة تكمن في أمرين؛ الأول مصدر التفكير؛ فالقلب بتصورهم هو المصدر، وليس المخ الذي يلعب دور السكرتير فقط لأن مهمته محددة بجمع التصورات وإرسالها الى القلب للتفكّر بها كما يعتقدون. والثاني، هو تعريفهم لمعنى "الاستخدام الصحيح للعقل" وحصره في "التفكير النقلي" لضبط فهم القرآن والسنة. والضروري لديهم والمهم؛ حصر "التفكير النقلي" بثلاثة قرون يطلقون عليها القرون الخيِّرة، أو ثلاث طبقات؛ طبقة الصحابة وطبقة التابعين وطبقة تابعي التابعين. أما التفكير الحر خارج قضبان الأجيال الثّلاثة هذه وحدودها المعرفية، فهو بتصورهم من مزالق الشيطان وفيه خراب للأمة أو تهلكة.

س: ما السبب في كون أهل النار أضعاف أهل الجنة؟
ج: بما أن الأنبياء والرسل كانوا قد جاؤوا من أجل هداية البشر وإصلاح نفوسهم، فسيكون "فشلهم" سبباً منطقياً وراء كثرة أهل النار قياساً بأهل الجنة. إنما أهل الفقه التراثي ومنهم ابن القيم مثالاً، لهم رأي آخر يستدعي مضغ قطعة لبان لترطيب الريق قبل سماعه. فهو يقول في كتاب شفاء العليل؛ معللاً؛ لو كان أهل الإيمان والخير هم الأكثرية الغالبة؛ لفاتت مصلحة الجهاد وتوابعه التي هي من أجل أنواع العبودية.(ياسلام)
ومن هذا نستنتج أن ثمة ضرورة إلهية قصوى تستدعي أن لا يتفشى أهل الخير والإيمان كالوباء؛ لأن بتفشيهم تتعرقل مصالح العبودية لله حسب الفقه التراثي. وهذه الضرورة تبدو بالاستنتاج المنطقي البسيط؛ مسؤولية خاصة ملقاة على عاتق الشيطان، فهو خادم الله وأهل الجهاد إذن في إدارة مصالح العبودية وتسهيل شؤونها عبر الزّن الوسواسي على عقول البشر. وأهل النار في هذا الحال المزري؛ هم مجرّد ضحايا أبرياء في الدنيا والآخرة؛ كونهم اتخذوا كطريق اسفلتية يدوسها أهل الجهاد وبدونهم لا تتحقق غاية الله العظيمة هذه. تعليل ابن القيم هذا؛ يبدو لغزاً بائساً من ألغاز الفقه السلفي ومنطقه العجائبي في تشخيص طبيعة العدالة الإلهية!

س: ما طبيعة العلاقة في مجتمعاتنا بين الظلم والفساد الإجتماعي ودور العبادة؟
ج: العلاقة طردية، فكلما اشتد الظلم في المجتمع وكثر الفساد فيه؛ ارتفع عدد المساجد والجوامع والحسينيات لضرب عصفورين بحجر؛ الأول هو غسيل المال الحرام المنهوب من قبل جلاوزة المجتمع وزبانيته عن طريق بناء دور عبادة. أما الثاني فهو التنفيس عن كرب المظلوم كي لا ينفجر بالخروج عليهم؛ فتخديره في البيوت الناطقة باسم الله وعدالته الآخروية المتوخاة، يضمن لهم تقبل الجمهور لبشاعة الواقع والتعايش معه، بل وتحمل المزيد من قرف الجور والمظالم.

س: مع أن رجال الدين قد فصلوا في شروحاتهم الثرة؛ بين الجانب البشري للرسول محمد والجانب النبوي التبليغي، ومع وفرة وسائلهم الإعلامية المتنوعة لتسويق المعلومة؛ لا يزال أغلب المسلمين يعتقدون بالعصمة المطلقة للرسول وغيره من الأنبياء والمرسلين؛ فما سبب ذلك؟
ج: في مسائل قد تثير الشكوك حول نبوّته أو تضع رسالته على محك المساءلة القيمية، قادهم الاضطرار الى مثل هذا الفصل، مثل مسألة السحر الذي نال منه فأصابه بالهلوسة وعدم التركيز؛ وهي مسألة مثبتة في مصادرهم المعتمدة كالبخاري. وكذلك الآيات القرآنية التي عوتب بها الرسول، أو تلك التي غَفرت له ذنوبه. ولا يبدو لي أن رجال الدين يستحبّون تصحيح فهم المسلمين حول العصمة؛ لأنه من الأهيب عندهم والأضمن لهم أن تكون عصمته مطلقة في ضمير الأتباع. وهذا لربما يفسر لماذا هم يحرصون على معالجة سلوكيات الرسول البشرية وتحويلها بالقوة التأويلية الى أعمال عظيمة يُقتدى بها؛ مع أن الآية واضحة تماماً "قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ..." ولا تستدعي الاجتهاد والمراوغة. في الوقت الذي يمكنهم رد الكثير من الشبهات بتأكيد بشريته في التصرف والسلوك على المستوى الشخصي.

س: لماذا تفشت النزعات الدينية الأصولية في العالم العربي؟
ج: لكثرة خدّامها في المنطقة أولاً، فالنظم الديكتاتورية الطويلة الأمد بما فيها من قهر واستبداد ومصادرة للحريات الفكرية والسياسية؛ تدفع للهروب الى قوقعة الدين والتطرف وبهذا فهي تقدم خدمة مجانية جليلة!. ولكثرة الداعمين والمتواطئين معها من خارج المنطقة ثانياً، وذلك من أجل استنزاف حقوق الشعوب وثرواتهم الوطنية.


فاتن نور
Nov 01, 2015








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأمريكية تعتقل عشرات اليهود الداعمين لغزة في نيويورك


.. عقيل عباس: حماس والإخوان يريدون إنهاء اتفاقات السلام بين إسر




.. 90-Al-Baqarah


.. مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى وسلطات الاحتلال تغلق ا




.. المقاومة الإسلامية في لبنان تكثف من عملياتهاعلى جبهة الإسناد