الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محنة مصر الوطن ومحنة الشعب القبطي في وطنه

شريف منصور

2015 / 11 / 3
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


منذ بداية ثورة 25 يناير وجدت أن محنة الشعب المصري ككل فاقت و غطت وطفحت فوق كل القضايا.
ولكن عندما تفهمنا الأوضاع في تلك الحقبة منذ 25 يناير و إلي اليوم وقت كتابه هذا المقال وجدت إبعاد جديدة كانت موجودة ولكنها كانت مطموسة سواء عن عمد أو بسبب أن الغطاء كان غطاء حديدي.
في غالبية الأوقات عندما أريد أن اكتب في موضوع محدد ابدأ بمقدمة تسبق الرسالة حتى نستبين معا الهدف من المقال.
و البداية اليوم عبارة عن ثورة بلا هدف تسببت في كشف مدي عفونة البيئة التي تسبح فيها مصر اجتماعيا وسياسيا و اقتصاديا و إعلاميا.
الأمثلة لهذه العفونة في حد ذاتها لا يكفيها حصرها في كتب بل في مجلدات.
انسي قذارة الشارع انسي قذارة الأخلاق انسي النصب و الاحتيال باسم الدين و الفساد علي كل المستويات وفي كل المجالات فكل هذه ليست بالجديدة.
الكارثة الحقيقية و التي لم يفطن لها احد للان أو قد يكون فطن لها البعض أو الكثيرين هو بداية الظهور الواضح انهيار أخلاقيات الشعب القبطي وهو ملح الأرض في مصر.
الشعب القبطي في مصر كان هو بمثابة رمانه الميزان. الشعب القبطي في مصر يتحلى بأخلاقيات الشعب المصري الأصيل. كما رأينا كيف تدهورت مناحي الحياة بعد خروج الأجانب من مصر و تحولت من أعظم دول العالم إلي دولة من دول العالم الثالث، هجرة الأقباط و العقول المفكرة من مصر أدي إلي انهيار أخر قد يكون غير محسوس بصورة قوية كما كان خروج الأجانب من مصر لأنه تم علي مدار الخمسة و أربعين عام الماضية.

منظومة الشعب القبطي تدور حول كنيسته القبطية. و رئاسة الكنيسة القبطية بدورها مرت بفترات من الاهتزازات سببها الضغوط السياسية الخارجية. لان سياسة الدولة بعد ثورة 1952 أضعفت الروح الوطنية المصرية بتبني أوهام القومية العربية ثم القومية الإسلامية.
فوجد الشعب القبطي نفسه رفض في عصر عبد الناصر لأنه لا يعتبر نفسه شعب عربي وان كانت لغته العربية. واستبعد في عهد السادات لأنه رفض في وطنه بسبب انه لا ينتمي للقومية الإسلامية التي تبناها السادات قبل الوطنية المصرية. قولا وفعلا. رئيس مسلم لدولة مسلمة. وليس رئيسا مصرية لدولة مصرية. يجوز القول أن الرئيس مسلم ولكن كيف تكون الدولة مسلمة ؟ ومن هنا كانت إشارة إذكاء روح التعصب المقيت ضد الأقباط في مصر. وطفت مجاري التعصب بعد 25 يناير بصورة لم يسبقها مثيل أو لنقل قبلها بشهر في حادث القديسين و تقاعس الدولة عن ضبط الجناة إلي اليوم.
اليوم لا شك أن محنة مصر أصبحت مكشوفة لنا جميعا و رئاسة الكنيسة تقول ان ما حدث في القديسين أو ما حدث في مذبحة ماسبيرو كان في عهد سابق للحكومة الحالية أو النظام الحالي. هذا في حد ذاته يظهر بكل وضوح أن سياسة وضع القاذورات تحت السجادة وكأن شيء لم يكن لكي نظهر ولاء رئاسة الكنيسة للنظام وأنها ستغمض نظرها عنه من اجل أن تكون علاقاتها علاقة مستقرة بينها وبين النظام الحالي.
السؤال أن لم يكن النظام الحالي مسئولا عن ملاحقة المجرمين في جرائم الماضي، فلماذا يحاسب المجرمين الأخوان عما ارتكبوه في الماضي و بنفس المبدأ نقول هذا كان بالماضي فليفر المجرم من العقاب بسبب أننا لا نود أن نلوم النظام الحالي. الموضوع ليس بإلقاء اللوم علي بريء إنما هذا البريء أي النظام الحالي جاء بناء علي ثورة شعبية ضد من قتل وحرق وبدد و أذل هذا الشعب.
هل من سرق أو قتل أو خطف أو حرق قبل النظام الحالي نعفو عنه من أجل أن الجرائم ارتكبت في الماضي.
منطق معوج ومنطق ضعيف منطق لا منطق فيه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Israeli Weapons - To Your Left: Palestine | السلاح الإسرائيل


.. إيران و إسرائيل -كانت هناك اجتماعات بين مخابرات البلدين لموا




.. إيران و إسرائيل -كانت هناك اجتماعات بين مخابرات البلدين لموا


.. تصريح عمر باعزيز و تقديم ربيعة مرباح عضوي المكتب السياسي لحز




.. طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز