الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صراخ على جبل ( إتنا)

عادل عبدالله

2015 / 11 / 5
الادب والفن


صراخُ على جبل (إتنا)
الى (غودو) و هي تهرعُ لنجدتي .

إذا كانت الفلسفة قد بدأتْ من دهشةِ الإنسان مما في العالَم،
فليس من المرجّح أن تبلغ الفلسفةُ كمالها،
إلاّ بكفّ الإنسان عن رؤية الدهشةِ فيه .
هذا هو النص الذي قلته في محفلٍ أقامهُ الفلاسفة
للإحتفاء بالعالم،
ثم التفتُ الى وجهةٍ كان فيها، و قلت :
أسمعْ، لقد آنَ لك أيها السيدُ العالم أن تحتفي بنا
و أن تصاب بالدهشة من معجزة وجودنا فيك .
فوجدتُ نفسي حينها، طريدا خارج القاعة
ممنوعا من الكلام عمّا حدثْ .
و لأن لي طريقةً في الانتقام ورثتها
عن أجدادي الشعراء
هرعتُ الى فوّهة بركان جبل (إتنا)
حيثُ كان (امبدوقليس) قدّ جهّز العناصر الاربع
لتأمين بثّ مباشر عبر أقمار السموات و الارض
الى كلّ ذي شاشة في الوجود.
و هكذا صرختُ دونما رهبة منك أو تحفّظ :
ايها العالم الأصمّ الكفيف،
الى متى يتعين علينا البقاء هاهنا
عارييَن ، ممتثلَين معا لإرادة الشر فيك
و هي تجبرني على تخصيب نطفتك العقيم من نطفتي؟
نعم، أشحْ بوجهك عني أيها العالم العجوز ،
اتجه به الى من شئت من وجوه بنيك
أفرد ذراعيك القطيعتين لضمّهم
فلا لوم عليك، لأنهم أبناؤك الذين خرجوا من ماء صلبك الآسن
و هم صنيعتك الضعاف الذين لا يقوون على البقاء طرفة عين
دونما رعاية منك لهم.
أعرض بوجهك عني ما استطعتَ أيها العالم
فإني معرضٌ بوجهي عنك أيضا
ربما لوجهة لا أثر لنعمة لك فيها عليّ ابدا
أعني وجهتي، تلك التي صنعتها على مرآى و مسمع من العالم الآخر،
ذلك الذي كنت ادفن فيه قتلى قصائدي بعد أن منعتني من نشرها.

لقد باءتْ عليّ بالعذاب و الفشل،
كلّ تلك الجهود التي حاولتُ فيها أن أريك الطريق الى جنتك
تماما، كما باءت عليك بالعذاب و الخيبة،
كلّ تلك المساعي التي حاولتَ فيها
إطفاء جمرتي
حين سلّطتَ على وهجها المقدس مياهك الثقيلة الاسنة،.
لذا سأفتحُ بابي الموصود دونك
و ربما لمرة أخيرة
لكن، لا لأسألك عن الوجهة الجديدة التي ستخدعني بها
بل لكي أتلو عليك ما يخصّك من مواثيق فضّ الشراكة بيننا
فاستمع اليها ايها العالم دونما مقاطعة و لا شرود
حتى أشير اليك بالكلام،
لقد كانت اليّ وحدي
و ليس لأحد من بنيك أو نسائك الفاتنات
كلّ تلك السموات البائرة التي استصلحتها بالصلاة والأدعية
ثم حين انزلتها على الأرض
طردتني منها
و استعمرتها بابنائك السفلة،
فأنطفأتْ اقمارها، و غار ماؤها، و ذوت جنائنها
و هاهي الآن تلفظ اشجارها الأخيرة،
دونما قدرة لأحد سواي على استصلاحها.
و لقد كانت إليّ وحدي
تلك المخلوقة التي سللتها من ضلعي
و اتخذتها زوجا اليّ
حتى إذا أينعتْ ثمارها، و اهتزت و ربتْ
جرّدتني منها،
ثم اغتصبتها على مرأى و مسمع مني
راغبا في تحسين نسل ابنائك المدنّسين
من نسلها المقدّس.
و لقد كانت قصائدي وحدي
تلك التي نسبتها علنا لنفسك
من أجل ان تبدو حكيما لمرة وحيدة أمام ذلك الجمع
الذي ملّ وصاياك و ضاق ذرعا بها.
فأعد اليّ ودائعي ايها العالم
قبل انهيارك الوشيك،
لأنني لا اريد لدمها النقي أن يختلط بدم ابنائك السفلة
و لأنها ليس تقوى على العيش لحظة واحدة
بين كائناتك الوضيعة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إعلام إيراني يناقض الرواية العراقية حيال -قاعدة كالسو- وهجما


.. شبّه جمهورها ومحبيها بمتعاطي مخدر الحشيش..علي العميم يحلل أس




.. نبؤته تحققت!! .. ملك التوقعات يثير الجدل ومفاجأة جديدة عن فن


.. كل الزوايا - الكاتب الصحفي د. محمد الباز يتحدث عن كواليس اجت




.. المخرج الاردني أمجد الرشيد من مهرجان مالمو فيلم إن شاء الله