الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
فيينا 3 – هل ستكون محطة النهاية
علي مسلم
2015 / 11 / 6مواضيع وابحاث سياسية
ثمة قضايا لا يمكن الإفصاح عنها كما ينبغي سيما القضايا الجوهرية القابلة للتحول كما الحال في مسارات حل الازمة في سورية وتداعياتها وتبقى اوسع جوانبها طي الكتمان حتى يتم إنضاج ظروف إنجاحها تماماً بما يتضمن من توافق وتفاهم بين الاطراف المتداخلة والمعنية ومن ثم يصار للإعلان عنها بحيث تكون بمثابة الأمر الواقع وتحظى بنصيب وافر من القبول والنجاح على كل المستويات المحلية والاقليمية والدولية .
ففي سياق الصراع الذي يدور جنوب شرق حلب مؤخراً بين قوات النظام من جهة وبين دولة داعش من جهة أخرى وما يرافقها من سيناريوهات تتبدل حسب الوقائع والظروف ، فقد ألقى طيران النظام مؤخراً مناشير على مدينة الباب ومحيط مطار كويرس تتضمن مقايضة طريق اثريا خناصر – السفيرة حلب بمطار دير الزور و ريف حماة الشمالي وبالفعل فقد انسحبت داعش من طريق خناصر واثريا وقام النظام مباشرة بفتح طريق حلب المنفذ شبه الوحيد الذي يربط مدينة حلب بالمواقع الجغرافية الاخرى الخاضعة للنظام في وسط وجنوب البلاد والبدء بفك الحصار عن محيطها بالمقابل تم تحرير مدينة مورك على يد جماعة جند اﻻ-;-قصى التابعة لداعش بعد انسحاب قوات النظام منها ..
يأتي ذلك في سياق ترتيبات شبه نهائية في مسار الحل السياسي الذي بات وشيكا على ما يبدو ، حيث بات من المؤكد أن هناك ما يشبه الاجماع الدولي على عدد من الملفات الساخنة والتي كانت حتى الامس القريب مثاراً للخلاف تخص الأزمة في سوريا ولعل أبرزها ربط مصير الاسد بنهاية المرحلة الانتقالية والابقاء على هيكلية الدولة ومؤسساتها بما في ذلك هيكلية الجيش وباقي المؤسسات الأمنية والإبقاء على سورية موحدة ومنح الاولوية لمقاتلة الارهاب .
فالبرغم من عدم خروج اللقاء الرباعي في فيينا 1 الذي ضم الى جانب كيري ولافروف كل من وزيري خارجية المملكة العربية السعودية عادل الجبير والتركي فريدون سنزلي أوغلو بنتائج مشجعة لكنها استطاعت أن توسع دائرة المشاركة بحيث تنضم إيران كطرف مهم الى الطاولة الدولية والتي بقيت مغيبة عنها لفترات طويلة حيث لم تشارك إيران مطلقاً في أية محادثات دولية حول تسوية الأزمة السورية كما أعلنت عنها الدبلوماسية الإيرانية الى جانب ضم مصر ولبنان وفرنسا بالرغم من الدور المباشر لإيران .
ومن الواضح أن التطور في المسار السياسي يقابله تطورات دراماتيكية موازية في المسار العسكري على الارض بما في ذلك توسيع وتوزيع مناطق النفوذ بين النظام وداعش وقوى الثورة الاخرى خصوصاً في محيط حلب ومجمل الشريط الساحلي والشريط الشمالي والشمالي الشرقي ، حيث يرى محللون أن ذلك ربما يأتي في إطار اتاحة المجال مؤقتاً لقوات النظام بحيث تقوم بفك الحصار عن حلب من جهة السفيرة – خناصر والقيام بترحيل ما تبقى من بقايا حاشيته واتباعه من حلب وتسليمها لداعش كطرف ممثل للسنة في سوريا أو على العكس من ذلك محاولة تسليم مفاتيح حلب بشكل نهائي الى النظام بغية ارباك الطرفين التركي والسعودي ودفعهم نحو القبول بوجود الاسد خلال المرحلة الانتقالية وتأمين خروج آمن له وللحاشية المحيطة به .
ومهما يكن من أمر فقد خلص الجميع على ما يبدو الى أن اجتماعات فيينا تأتي كضرورة لإيجاد أرضية معينة، وردم الفجوة بين الأطراف، وجس النبض، ومحاولة تخطي العقبة الرئيسية وضمن هذا السياق فقد حذر أستاذ العلاقات الدولية ومدير مركز الشرق الأوسط في جامعة لندن الدكتور فواز جرجس من أنه إذا لم يتم التوصل لاتفاق خلال الاشهر المقبلة فقد يستمر الصراع لأعوام أخرى مقبلة وقد يؤول الوضع الى شكل من المواجهة بين القوى العظمى والذي يحاول الجميع تجنبها .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي استهداف مناطق عدة في قطاع غزة
.. ما الاستراتيجية التي استخدمتها القسام في استهداف سلاح الهندس
.. استشهاد الصحفي في إذاعة القدس محمد أبو سخيل برصاص قوات الاحت
.. كباشي: الجيش في طريقه لحسم الحرب وبعدها يبدأ المسار السياسي
.. بوليتيكو تكشف: واشنطن تدرس تمويل قوة متعددة الجنسيات لإدارة