الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خلقنا لنعترض

مصطفى بالي

2015 / 11 / 6
القضية الكردية


(خلقنا لنعترض)،هكذا لخص مكسيم غوركي واجب الإنسان على مسرح الحياة،والذي توجه هادي العلوي،بأن على (المثقف أن يختار صفه في خندق المعارضة)حتى إسقاط الاستبداد،ومن ثم يؤسس معارضة أخرى لمنع استنبات الاستبداد من رحم الثورة.
المثقف المقصود،وحسب اشتقاقه اللغوي،هو رأس الرمح الذي يتحمل كل التضحيات،وهو الذي يحجز الصف الأمامي للجماهير ليكون قدوتها و دافعها للتمرد على البؤس و الرتابة،وليس هو المتعلم الذي يختصر هويته و كينونته في وثيقة كرتونية عليها ختم لدائرة سلطوية تسوق له(زورا و بهتانا)أنه المثقف.فالسلطة لم تنجب مثقفا منذ نشأتها،بل أنتجت مسوخا،ما زالت تتعيش كالديدان على الثقافة الجمعية،و تتقوت على فضلات السلطة.
قدر أسود ذلك الذي ارتهن إليه الكرد منذ أمد،ذلك بأن البسطاء من أبناء هذا الشعب اختلط عليهم الأمر،ولم يميزوا الحدود الفاصلة بين المتعلم و المثقف،بين السياسي وبين المتقوت برداء السياسة،فكان أن أصبح هذا الشعب المسكين مطية للبعض الذين وصفهم ليرمونتوف في رائعته (بطل من هذا الزمان)بقوله (هذا الشاي اللذيذ لم يخلق لفمنا الرديء)،وكأن لسان حال ليرمونتوف يقول أن هؤلاء المتذمرين،لا شاي يناسب فمهم،سوى كؤوس الذل القراح التي تعودوا عليها،هؤلاء أوضع من أن يعيشوا الحرية و يتذوقوها،إنهم أبناء الذل و الظلال التي لم تتنعم يوما بالشمس، فالذين اتخذوا من الذل عادة،سيبنون الجدران،لمنع رياح الحرية،وسيعترضون على أي شيء،يغشي أبصارهم،أو يعريهم أمام رياح التغيير،لكن هيهات منهم منعها،فأحجار العثرة يزيلها الثوار بأحذيتهم مستمرين قدما.
كرديا وصلت الوقاحة ببعض الموتور البائس،أن يحتج على منعه من عبور الحدود لمقابلة وزير الخارجية التركي،الذي جاء لهولير ودعى أشباه رجاله،للتحضير للحرب على الكرد،مدعيا أنه ذاهب للقاء الجهات الدولية من أجل حل القضية الكردية.هذا البائس الذي يعجز عن حل قضية خلاف بين زوجته و أخته على قطعة قماش،يريد أن يوهمنا،أن الجهات الدولية هي بمستوى غبائه لتستدعيه إلى طاولة أكبر من قياسه بما لا يقاس.
هذا البائس يذكرني بقروي بسيط مسكين فقير و معدوم،كان يعيش في كوباني أيام المنطق العشائري،ويشعر بدونية تجاه أقرانه،فما كان منه إلا أن يذكر أبناء القرية دائما بيوم ميلاده،فالصدفة الجنسية لوالديه رتبت يوم ميلاده مع يوم ميلاد البيك.
الجهات الدولية لا تناقش حل القضايا إلا مع الذين لديهم الإمكانية و الشجاعة و القدرة على حلها،ولكي تفرض بعض التنازلات المصلحية على تلك الجهات تستخدم ضدهم بعض الموتورين(كأصحابنا الذين تم منعهم من العبور إلى وكر الخيانة)،وحين تكتمل ملامح الحل،يرمون هؤلاء كأي حذاء انتهى فصل ارتدائه.
المضحك في بيان التنديد،أنهم ذكروا بأن الذين منعوا يفرضون تدريس اللغة الكردية و التجنيد اللذان يسببان في الهجرة،وبما أن التدريس و التجنيد معترض عليه من قبلهم و من قبل الباشا ذي الطربوش الأحمر الذي دعاهم،فلا أعرف ما هي ملامح الحل التي سيناقشونها مع(الجهات الدولية)،لا عجب في غباء البؤس،قد يطالبون بتغيير المناهج إلى اللغة التركية،فالذليل أقصى ما يحلم به هو تغيير مالك له بمالك جديد ليتنعم في وحل ذله و عبوديته.
في روج آفا سنشرب الشاي اللذيذ يا ليرمونتوف،فهو قد خلق لفمنا و شفاهنا التي اكتوت بنار غليانه،وأصحاب الفم اللذيذ سيتمرغون بأوحال القراح.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تضامناً مع الفلسطينيين في غزة.. عشرات الطلاب يتظاهرون بالموت


.. ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في فلسطين: ما رأيته في غزة ي




.. آلاف اليمنيين يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة


.. إيرانيون يتظاهرون في طهران ضد إسرائيل




.. اعتقال موظفين بشركة غوغل في أمريكا بسبب احتجاجهم على التعاون