الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كابوس أول الفجر

الهادي قادم

2015 / 11 / 7
الادب والفن


كابوس أول الفجر
السماء صافية كصمت ليل صيفي ،، كل الأشياء كانت كما العادة الناس ينتشرون في كل مكان في الشوارع ،، الاسواق مؤسسات التعليم ،، المستشفيات ، المكاتب ، المنتزهات ودور العبادة.. وفي القرى ،المزارع ،المراعي وغيرها .
كل شيء على ما يرام غاية اللحظة الفاصلة بين تضارب أمواج البحر وصعود رمال الصحاري وتهاوي الأشجار على أرض مرتبك،،بدت الأشياء ليس كما كانت ،، ارتفاع في منسوب مياه المحيطات وانهيار مباغت للمباني الشاهقة،،أختلط الحابل بالنابل و تعالت صيحات الناس في كل مكان ولم يتسنى للموسيقيين عزف سيموفونية الدمار، واكتفينا بكمنجات عويل النساء و مزامير بكاء الاطفال .
عمت الفوضى أرجاء الكوكب،،بداء الناس ينبهون بعضهم البعض ،، ضربت الكنائس الأجراس وأذنت المساجد وأطلقت الأجهزة الحديثة أصوات الانزار في كل أرجاء المدينة ،، ليجد الناس حيل للنجاة بإرواحهم ،، البعض كان في أخر تجليات التشوش الارباكي ،، دخل جندي أميريكي مسجدا لا أعلم من أين أتى ذاك الجندي ولكنني أعتقد بأنه أتى من قاعدته العسكرية القريبة للتسوق بسوق المدينة أو في مهمة أو ما شابه ذلك ،، دخل بكل عناقته العسكرية ليخبر جموع المصلين بأن زلزالا عتيا على الباب لذا يجب عليهم الخروج الى الساحات،، و قبل أن يفتح الجندي فمه قبض عليه عباد الله وبدأوا في استجوابه ،، كيف له كشخص نجس أن يدخل مسجدا وفوق ذلك يطئ سجاداتها الطاهرة بنعاله المصنوع من جلد الخنزير،، وأثناء الجدال و البحث له عن أية عقاب إنهار المبنى على رأس المجلود والجلاد وإنتفى العقاب برحيل الإثنان.
و أنا كنت على الطرف الأخر من الكوكب ،، جالسا على جزع شجرة يابسة أدخن الطبغ بتلذذ دافئ ،، وإذ بي أتفاجئ بجحافل من الأمواج تركض نحوي كالكلاب المسعورة ،، تمسكت بجزعي حد المضاجعة والذوبان ولم انفك منها حتى فتحت عيني بعد برحة زمن ،، وجدت نفسي حينها على سطح يحمل ثياب كل الأشياء ولا يحمل مرتديها ،، بعد ليلة من بدء الطوفان مر بي بعض الاصدقاء وكانوا يمتطون راكوبة من حطب القفل المسقوف بجريد القنع ،، كانوا نائمين على سطحها قبل الكارثة ،، إرتفاعا من لسعات الباعوض قبل أن تصبح سفينة لهم الأن ،، بمعني ان الراكوبة أصبحت متعددة المهام،،سألني أحدهم وكنت أعرفه ويعرفني ،، هل معك ورق لف؟ قلت بلى ولكنه يتطلب بعض التجفيف ،، أطلقت مركبتي لسبيلها ،، وأصتحبتهم على متن راكوبتهم ومضينا في يومنا الثاني من التبحير ،، اصتدمنا بمأذن كاد أن يؤدي بحياتنا عند المساء تخلصنا من قبضة هلاله ومضينا ونحن منبطحين على جريد راكوبووتنا المائي الى ان اتى الصبح ،، وبعد الظهيرة بقليل وصلنا الى منطقة يابسة لم تصلها المياه،، فوجدنا شيخ كبير في السن يدعى حاج إسماعيل ومعه أحد حواريه قالوا لنا إن الله أرادة أن يختبرنا لنستعد ليوم النشور ،، يعني كل الحصل الأن test تجريبي صغير من الاله ليقيس بها قدرات عباده المؤمنون به والمكذبون له ،، وعلى بعد أمتار التقينا بخبير بيئي وعالم جغرافية ،، قال لنا لقد حذرنا العالم من مخبة الإهمال بالبيئة وأضرار الإستخدام السيء للتكنولوجيا والأسلحة البيولوجية الفتاكة وكانت هذه الفيضانات نتيجة تعاملنا السيء كبشر مع الطبيعة .. فسألني ضاحكا أترى في أي منطقة نحن الأن ؟
فقلت له مستهزيئا أتى الزلزال وبعده الطوفان وأنا كنت جالس جلسة اسطولية على جزع شجرة وسط مزرعتي، وأنت كنت متنزحا على متن يختك الجميل هذا قبل يومان ،، أنا كنت طائر وأنت كنت نشوان ،، فمن منا كان واعيا بحدود العالم ، يا ترى؟
6/11/2015








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأسود والنمور بيكلموها!! .. عجايب عالم السيرك في مصر


.. فتاة السيرك تروى لحظات الرعـــب أثناء سقوطها و هى تؤدى فقرته




.. بشرى من مهرجان مالمو للسينما العربية بعد تكريم خيري بشارة: ع


.. عوام في بحر الكلام | الشاعر جمال بخيت - الإثنين 22 أبريل 202




.. عوام في بحر الكلام - لقاء مع ليالي ابنة الشاعر الغنائي محمد