الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وسكنت كل أعضائه

حسين عبد المعبود

2015 / 11 / 8
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


يوم أن سكنت كل أعضائه ، وتوقفت معها مسيرة حياته . توقف بي الزمان والمكان ، بل عاد بي الزمان إلى أول ثمانينيات القرن الماضي لأتذكر بطلا من أبطال كتيبة التجمع ، وما أدراك ما التجمع في ذلك الوقت ، حيث كان التجمع هو الشغل الشاغل لنظام وحكومات تفرغت للقضاء عليه باعتقال أعضائه وفصلهم من العمل وتشريدهم ومطاردتهم ، ولم تكن الحكومة ترى أي خطر من أعضاء جماعات الإسلام السياسي ، بل كانت تحتضنهم تلبية لرغبة الرئيس السادات الذي كان يرى أن هؤلاء هم القادرون على مواجهة اليساريين والناصريين ، بل وتصفيتهم بعد أن أعلنها صراحة في دائرة بنها بمناسبة انتخابات 1979 في مواجهة الأستاذ / خالد محيي الدين ورجاله قائلا : ( اقتلوهم حيث ثقفتموهم واقتلوهم حتى لا تكون فتنة ) .
ولأن كثيرا من الناس على دين ملوكهم !! فكان الاعتقال والمطاردات من قبل الداخلية ، والفصل والتشريد من قبل المؤسسات ، بل كانت تعلن صراحة من قبل بعض رؤساء الوحدات المحلية : ( أن عائلات فلان بالحدادين وفلان بمشتهر محرومون من الخدمات بسبب انضمام أحد أفرادها لحزب التجمع ) ، مما يجعل الأهل والأصدقاء والعشيرة بل معظم أهالي القرية يتجنبونك خوفا وطمعا ، فكان البطل منهم من يراك ويلقي عليك التحية !! فمعظمهم كان يخشى أن يراه أحد من أعضاء الحزن الوطني فيقوم بالإبلاغ عنه فيحرم من خدمات يدعيها ممثلو الحزن الوطني ورؤساء الوحدات المحلية .
ورغم كل ذلك انضم البطل الشهيد / سعد نوح لنواة وحدة التجمع بكفر الحدادين التي كانت سببا في انتشار الفكر اليساري وتشكيل كثير من وحدات للتجمع بكثير من قرى مركز ( طوخ ) وزيادة شعبية الأستاذ / خالد محيي الدين رغم أن ( العمار ) و ( قها ) كانتا أسبق في التشكيل منا ، ولكن لم يكن لهما نفس التوهج والإشعاع ، فكان لابد لداخلية النظام وحزنه الوطني ومحلياته من استخدام كل الأساليب : الممكنة والمشروعة والغير مشروعة للقضاء على التجمع بمركز طوخ و القضاء على وحدة ( الحدادين ) بالذات ، ولكن خاب الظن ولم يفلحوا ، ولم تفلح كل أساليب الترغيب والترهيب الذي استخدموها لإثناء البطل ، فما كان إلا أن استعانوا بأخواله برفقة بصاصي أمن الدولة للضغط عليه في محاولة لإثنائه وتراجعه واستقالته من التجمع ولكنه أبي واستمر مناضلا من أجل الحرية والاشتراكية والوحدة .
لقد كان الشهيد يؤمن بقيم الحرية والعدل الاجتماعي ، ورغم أنه كان يمثل اليسار التلقائي إلا أنه كان يؤمن بالقومية العربية ، وكم تمنى أن يذهب إلى فلسطين ليشارك أهلها مقاومة الاحتلال الإسرائيلي .
تذكرت ذلك كله مع سماعي صوت ميكرفون المسجد المجاور ينعي الأستاذ البطل الخلوق / سعد نوح بعد صراع طويل مع المرض الذي حرمنا من مجالسته ، فكنا نخشى لقاءه حتى لا نحزن كثيرا عليه ونخشى أن يشعر بذلك فنزيده حسرة وألما .
ولا أنسى أبدا كم كان ينتفض وتنتفض كل أعضائه عند سماعه لكلمات أحمد فؤاد نجم يشدو وينوح بها الشيخ إمام :
يا فلسطينية وانا بدي اسافر حداكو ...
ناري في إدية وإدية تنزل معاكوا ...
على راس الحية وتموت شريعة هولاكو
وكم انتفض في انتخابات 84 و87 و90 و95 و2000 و2005 ورغم مرضه بعد ذلك إلا أنه ظل ينتفض وينتفض وينتفض إلى أن سكنت كل أعضائه وتوقفت مسيرة حياته صباح اليوم الإثنين 8 من نوفمبر 2015
وإنا لله وإنا إليه راجعون . وفي جنة الخلد إن شاء الله تعالى .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أخطات في التاريخ
حسين عبد المعبود ( 2015 / 11 / 8 - 18:57 )
لحزني وارتباكي على المرحوم كتبت في نهاية المقال : وسكنت كل أعضائه صباح الإثنين 8 من نوفمبر 2015 والصواب صباح الأحد 8 من نوفمبر 2015

اخر الافلام

.. مصادر: ضربة أصابت قاعدة عسكرية قرب أصفهان وسط إيران|#عاجل


.. القناة 12 الإسرائيلية: تقارير تفيد بأن إسرائيل أعلمت واشنطن




.. مشاهد تظهر اللحظات الأولى لقصف الاحتلال مخيم المغازي واستشها


.. ما دلالات الهجوم الذي استهدف أصفها وسط إيران؟




.. دراسة جديدة: اللحوم النباتية خطرة على الصحة