الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسئلة ممنوعة (الجزء 3) : هل للإرهاب دين ؟

حميد بعلوان

2015 / 11 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


__ كلما وقع عمل إرهابي في مكان ما في العالم يُردد من يُريدون تبرير ذمة الإسلام مقولة أصبحت شهيرة، وهي: "الإرهاب ليس له دين"، في إشارة إلى أن الأعمال الإرهابية يقوم بها حتى أتباع الديانات والمعتقدات الأخرى.

__ إذا سلمنا "جدلا" أن هذه المقولة صحيحة فلماذا تُوَجّه في الغالب أصابع الاتهام للإسلام فيما يتعلق بالإرهاب، بينما لا نسمع أن مسيحيا أو يهوديا أو بوذيا فجّر نفسه وبَرّر فعله بنص من كتابه المقدس؟

__ لماذا الإرهابيين المُسلمين وحدهم من يستطع أن يبرروا أفعالهم بنصوص من القرآن والسنة، بينما في البوذية أو في المسيحية (مثلا) ... لا يُمكن أن يجد فيها مُجرم نصًا مُقدسا يُبرر به قتل الناس؟

__ سيقول قائل : " الإسلام أيضا ليس له علاقة بالإرهاب، إنما هؤلاء مُجرد أشخاص لا يفهمون الإسلام".

__ وهنا نسأله هل هناك عالم مسلم يستطيع أن ينفي وجود آية في القرآن تدعو بصريح العبارة للإرهاب .. وسورة (الأنفال الآية 60 ) تقول : "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل تُرهبون به عدو الله وعدوكم...." ؟ !!!

__ إن كلمة "إرهاب" في اللغة العربية أساسها “رهب” بمعنى خاف وفزع، فنجد في القرآن الآية [116] من سورة الأعراف : "سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ" وكلمة "استرهبوهم" من "الإرهاب" أي: أن السَّحَرة الذين كانوا مع النبي موسى أخافوا الناس بسحرهم وأرهبوهم.

__ ونجد كذلك في سورة الأنبياء (الآية 90 ) : "... يُسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين"، و"الرهب" كما قلنا هو "الخوف"، أي أنهم يُسارعون إلى فعل الخير رغبة في دخول الجنة وخوفا من نار جهنم.
__ أي أن كل فعل مروع يقوم به إنسان بهدف تخويف الناس فهو "إرهاب"، سوءا كان ذلك بقتل الأبرياء بهدف جعلهم عبرة للآخرين أو باعتقال من يناقش المواضيع الحساسة (كما في دولة السعودية التي حكمت بالجلد 600 جلدة، والسجن لسبع سنوات على مدون اسمه رائف بدوي لأنه ينتقد بعض ما تقوم به السلطات السعودية ) ..

__ أليس إذن الحُكم بالسجن والجلد على هذا المدون رائف بدوي نوع من الإرهاب ؟

__ أليس الغرض من مثل هذه الأحكام تخويف كل من سينتقدون مثله ... وترهيبهم حتى لا يُعَبروا عن آرائهم المُخالفة ؟

__ السؤال يبقى كيف نقول أن الإسلام ليس له علاقة بالإرهاب إن كان كل ما يفعله الإرهابيين يجد له سندا في القرآن والسنة ؟ !!!!

__ أولا: الإرهابيين يقتلون :
______ وفي القرآن : "قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين " (سورة ص الآية 3)
______ وفي الحديث : " أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله " (صحيح البخاري ص 226)

__ كيف تُقنع شخصا أن الإسلام دين سلام وفيه الكثير والكثييير من الأحديث والآيات القُرآنية التي تدعو للحرب ؟

__ جاء في صحيح مسلم : " من لم يغز ولم يُحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق " .. أليس وجود مثل هذه الأحاديث هو السبب في هِجرة شباب المسلمين للجهاد في سوريا والعراق وقبلها إلى أفغانستان ؟

__ سيقول قائل : "المشكل في عدم فهم الناس للأحاديث والآيات التي تتحدث عن الجهاد والقتل".

__ فأسألهم : ما الحكمة من أن يُرسل الله رسالة لا يفهمها أحد، ففي الإسلام وحده نجد أن هناك دائما خلاف كبير بين العلماء؟ !!!

__ لماذا لم يرسل الله رسالة واضحة وسهلة حتى يفهمها الجميع، ويفهمها كذلك الدكتور يوسف القرضاوي الذي كان يدعو للقتل في قناة الجزيرة ويستشهد بآيات من القرآن ؟

__ لماذا لم يُبسط الله رسالته حتى يفهمها خليفة داعش الدكتور أبوبكر البغدادي الذي حصل على شهادة الدكتوراه في جامعة العراق - تخصص الدراسات القرآنية، وأصبح يفسر القرآن بأنه كتاب يدعو لغزو العالم كله إلى أن لا يبقى في الكفار غير يهودي يختبئ خلف شجرة .. كما يقول الحديث: " لا تقوم الساعة حتى يُقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر أو الشجر يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود".

__ كيف يلوم المسلمون داعش إذا أرادت غزو العالم كله و إبادة جميع "الكُفار"، وفي النصوص الإسلامية ما يكرس هذا الوهم؟

__ هناك خيارين لا يقل أحدهم مرارة عن الآخر وهما :

__ الأولا : إما أن يكون الإسلام دين سلام ولا علاقة له بالإرهاب، بالتالي تكون هذه النصوص التي تدعو للإرهاب غير صحيحة إنما تم دسُّهَا في القرآن والسنة لغرض ما.

__ الثاني : أن تكون هذه النصوص جُزء لا يتجزأ من الإسلام ، فيكون على كل من يَدعي أنّه يُؤمن بها أن يتحمل عواقبها .. ويكون من حق كل مسلم أن يَسأل لماذا لا يذهب الشيوخ أيضا للجهاد والاستشهاد في العراق وسوريا عوض الاكتفاء بتعليم الناس الأحاديث التي تقول أن الشهيد يدخل الجنة بدون حساب وأن من مات ولم يغزو مات وفي قلبه شُعبة من النفاق؟ !!!

__ إذا كان هؤلاء الشيوخ يؤمنون فعلا بصحة الأحاديث والآيات التي تدعو للقتل والاستشهاد، فلماذا لا يُطبقونها عوض تحريض الناس عليها من خلال القنوات الفضائية الإسلامية ؟!

__ لماذا لا يذهب ،مثلا، الشيخ الحويني والشيخ القرضوي لنُصرة فلسطين وتفجير أنفسهم على من يُسموهم "أعداء الله"؟ !! .. هل يُعقل أن يتمنى شيخ لغيره من الناس دخول الجنة بغير حساب ويقبل لنفسه الموت وفِي قلبه شعبة من النفاق؟ !!!

__ لو طرح الضحايا الحقيقيين للتطرف وهم الشباب الذي يموتون ويدخلون السجون بسبب كل هذا الغباء المقدس، لعمّ السلام والسكينة، وتحرر كوكب الأرض من الشرور التي يعانيها بسبب النصوص الدينية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي