الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المشروع الوطني الأردني الفلسطيني / بين الواقع والطموح

سليم النجار

2015 / 11 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


وهيب الشاعر
"المشروع الوطني الأردني الفلسطيني المشترك "
الشاعر بين الواقع والطموح...


سليم النجار

قراءة التاريخ شائكة ، لتباين قلم المؤرخ وعين القارئ وبينهما تتموقع القراءة ، وجيولوجيا الوقائع والتاريخ تضعك في حالة تفاعل مع التاريخ ، والتحليل ، والوعي ، وقراءة ومتابعة ، واقعة بذاتها ،وتحليلها ، ومحاولة تفسيرها وسبر جوهر العلل ، ومكنون الأسباب ، ومحاولة اكتشاف جدلية الأزمان ، والأحداث والأماكان والأشخاص ، شبيه بارتحال [عوليس ] من هنا فاعتقاد قراءة وقائع تاريخ "المشروع الوطني الأردني الفلسطيني المشترك " الذي ألفه الكاتب وهيب الشاعر ، وأصدره منتدى الفكر الديمقراطي ، وعن دار نشر البيروني -عمان- 2015 ، على تلك الروح المعرفية والمثابرة في آن واحد . الكتاب جاء في [214] صفحة من القطع الصغير ،وحمل الكتاب في طياته عشرة عناوين ، وفي خاتمة الكتاب احتوى على الملاحق وخارطة لفلسطين في أوائل العهد الإسلامي . كما أن مقدمة الكتاب إحتوت على رؤية الكاتب السياسية , حيث أشار : [يشترك الاردني والفلسطيني بهوية مركبة ومتداخلة في مكوناتها فبالإضافة للهويات المحلية المتحددة المتقاربة أو المتباينة فيما بينهما دون اعتبار الكيانات التي تشكلت لاحقا ، هنالك الروابط الخاصة بين الأردني والفسطيني ، وكذلك الميزات المشتركة والمستعدة من الانتماء للوطن السوري الكبير ، وتلك الميزات المستمدة من الاشتراك في الهوية القومية العربية وعصبتها ص9]

رغم تعدد تأويلات العلاقات الأردنية الفلسطينية ، وتداخل أحداثها أيضا لا تقل صعوبة ولا يصح لذلك قراءة تاريخ تلك العلاقة بمعزل عن محيطها الثقافي والسياي والديني ، والاجتماعي ، لأنك حين تتابع تفاصيل السرد التاريخي لزمنية بدايات العلاقة الأردينة الفسطينية ، كما جاء في عنوان [تطور المشهد الأردني الفلسطنيي] تندهش لذلك العمل الفردي ، الذي برأيي يحتاج إلى عمل مؤسسي ، ما يهم ما قاله الشاعر في هذا المجال وبقلمه : [ وفي الأردن شكل الاختلاط والهجرة الكبيرين بين الضفتين استمرارا مكثفا لبداياته الكثيفة منذ أواخر القرن التاسع عشر وخاصة بين نابلس والسلط . فالحراك السكاني عبر نهر الأردن كان عبر التاريخ نشيطا وبالاتجاهين . فمنذ الدولة الإسلامية الأولى كان يقيم خلف كل من ضفتي نهر الأردن أعماق سكانية كبيرة خلف مصر إلى الغرب وإلى الجنوب وخلف البادية السورية إلى الشرق والجنوب والشمال أيضا . ولكن مع بدء انتعاش الأمن في سوريا الطبيعية منذ منتصف القرن التاسع عشر ازداد الحراك عبر نهر الأردن إلى البلقاء وخاصة مدينة السلط حتى وصلت نسبة المهاجرين عند بدء الإمارة إلى حوالي 40% ومع قيام الإمارة ص44]
كما تعرض وهيب الشاعر في كتابه "المشروع الوطني الأردني الفلسطيني المشترك "إلى المشهد الراهن ، وخصص له عنوان خاص ، أدرك بحسه الناقد ، ومس بوعي وحذر شديدين من خطورة ما نحن نمر به في محيطنا المشرقي خاصة ، ونجحت إسرائيل أيضا في تهجير الكثير من المسيحيين خاصة من فلسطين والعراق. وتهدف إسرائيل من ذلك إلى إسقاط بديل التعايش المشترك بين المسيحيين والمسلمين وبذلك إسقاط أسس عطائهم الحضاري وكذلك قيام المجتمع المدني على أساس المساواة بين كل أبنائه والذي يتسع لكفاة المذاهب والأديان ويحقق وحدة كافة المواطنين . كذلك فإن المسيحيين العرب قادرين أن يشكلوا جسد تواصل الغرب المسيحي الذي استأثر اليهود بخبراته ونفوذه خاصة أن الأماكن المقدسة هي في فلسطين ص65 ]
كما تطرق الكاتب الشاعر إلى المقاومة وأهميتها ، وفَرَدَ لها عنوان خاص : "المقاومة " مدركا أهميتها ، خاصة إذا ما عرفنا أنه كان بيجين رئيس الوزراء الأسبق ، وهو الإرهابي الدولي يقول: "نحن نقاتل نحن إذن موجودين" متأثرا بعبارة ديكارت الشهيرة : " أنا أفكر إذن أنا موجود " وهذا هو فحوى مشروع اليهود الإستراتيجي ، بعد أن وعدهم بونابرت في خطابه الشهير بوطن قومي ، وبالمرستون وبلفور بعد ذلك فكانت إلتفاتة الشاعر هامة جدا ، وتخصيص لعنوان للمقاومة في فلسطين رداً عى كل تلك المقولات ، وسرد التاريخ المقاومة قائلا : [ بدأت المقاومة في فلسطين منذ بدء وصول أفواج الصهاينة القادمين من أوروبا في العشرينيات من القرن الماضي وذلك على خلفية انفضاح أمر المخططات والاتفاقيات بين الدول الغربية والزعامات العربية حول الهجرة لفسطين وأهلها وإقامة الوطن القومي لليهود فيها .وكان أهم هذه المخططات وعد بلفور عام 1917 واتفاقية سايكس بيكو ووثيقة الانتداب على فلسطين المقرة من عصبة الأمم . وقد جاءت هذه الاتفاقات بعد قرن من التخطيط المشترك بين الدول الأوروبية الكبرى والمنظمات اليهودية بدءا من غزوة نابليون لمصر في 1798 ومحاولته الفاشلة الامتداد إلى فسطين من عكا ص73 ].
ولنا هنا أن نتساءل - هنا - عن كيفية الوقوف أمام "المشروع الوطني الأردني-الفلسطيني المشترك " الذي كتبه وهيب الشاعر ، وفهم إستراتيجية ، وما مدى الانتصار للأجيال القادمة على الاستعمار الحديث ذي الطرق المختلفة عن أسلافه وهل يمكن لنا أن نتأمل تاريخنا مرة أخرى لنعرف أين نقف ؟ الشاعر من جانبه عَنْوَن َ لهذه أسئلة ب"المشروع الوطني الفلسطيني " وتحت عنوان خاص " أهداف المشروع الوطني المشترك " موضحاً رؤيته : [ يحتل التحرير مكان الصدارة في المشروع الوطني الأردني الفلسطيني المشترك .
ويصف هذا الهدف بالعظمة بالنظر لأحوال الشعب الفلسطيني المزرية الآن بما فيهم فلسطين الداخل أو 1948 وكذلك لصعوبة وكلفة تحقيق هذا الهدف والنتائج التاريخية الإيجابية المترتبة على إزالة الهم الأعظم المعطل للنهوض العربي . فالتحرير في آسيا وأفريقيا بعد الحرب العالمية الثانية لم يلغ الدول الاستعمارية الأوروبية ، بينما تحرير فسطين من المشروع الصهيويني ، يلغي هذا المشروع الغربي ص144].
يمكن القول أن كتاب " المشروع الوطني الأردني الفلسطيني المشترك " للكاتب وهيب الشاعر ، جاء عكس السياق المعهود في الكلام وكتابة الكلام عن فلسطين والشأن الفلسطيني ، وقدّم الشاعر للقارئ العربي نصا مقلوبا بمعنى من المعاني ، ويمكن اشتفاف المغزى بالعودة إلى العنوان وتمليه، إنما بداية من المنتهى كفاية ذهابا إلى البدء كطريق في سيرورة هادفة إلى تجديد دم السؤال التليد إياه : أين أضعنا فلسطين وكيف يتأتى لنا القبض على جمرها ؟ إن هذا السؤال الباحث بدأب عن آفاق الصراع الدموي بين الفلسطينيين وأمة العرب بعامة من طرف ، والحركة الصهيونية بدولتها إسرائيل وحليفها الغربي من الطرف الآخر ، هو ذاته السؤال المعبر عنه بكلمات آخر : كيف سينتهي الصراع وكيف سيبدأ تأسيس ما بعده ؟ هذا هو فلسفة كتاب الشاعر ..." المشروع الوطني الأردني الفلسطيني " .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تنشر أسلحة إضافية تحسبا للهجوم على رفح الفلسطينية


.. مندوب إسرائيل بمجلس الأمن: بحث عضوية فلسطين الكاملة بالمجلس




.. إيران تحذر إسرائيل من استهداف المنشآت النووية وتؤكد أنها ستر


.. المنشآتُ النووية الإيرانية التي تعتبرها إسرائيل تهديدا وُجود




.. كأنه زلزال.. دمار كبير خلفه الاحتلال بعد انسحابه من مخيم الن