الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عقاب مكرور

رضا لاغة

2015 / 11 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


أحيانا تفرض القراءة النسقية على المتقبل يقضة الاستخفاف لما تضمر من حقائق غائمة . يدور الأمر على إقالة مدير القناة الوطنية الأولى السيد إيهاب الشاوش و مديرة القناة الوطنية الثانية السيدة شادية خذير . نستطيع أن نبيّن مسوّغ الإقالة كخطأ أو انحراف تنكره معايير الاحتراف الصحفي و بإمكاننا أن نقطع القول من الآن بأن نشر الرأس المقطوعة الموضوعة في كيس ضمن نشرة أخبار الساعة الواحدة هو نيل من قيمة الماهية الإنسانية و سلبا لصفتها المفعمة بالحياة و هي تحتوي على جماع مفزع و مروّع للمشاهد . إنه من السابق لأوانه أن نحمّل رئيس الحكومة وزر مسألة الإقالة غير أن ذلك لا يعفينا من طرح سؤال أساسي. من يعود إليه أمر تقدير العقوبة ؟ إن الطريقة التي جرت بها عملية التنحية تتطابق جذريا مع منظومة الأمس . وهو أمر يفضي إلى إنكار المسار التوافقي الذي حددنا مراحله و الذي أكدنا أنه لا يتقوّم إلا بإعلام محايد و مستقل.إن المدهش و العجيب سرعة تحرّك رئاسة الحكومة و تحييد كلي لوجود الهايكا . و مهما بدا الأمر طبيعيا لدى البعض فإن تجاهل الهيئة التعديلية للإعلام السمعي البصري كسلطة رقابية موكول لها الإحاطة بواقع الإعلام ، لم يعد إلا على حال من السذاجة أن نتظاهر بأن الإقالة شأن يختص به رئيس الحكومة . إن شرف مهنة الإعلام الحاصل و الذي ينتظم في دولة ينعم مواطنوها بالحرية لا يمكن أن تقبل بهذه السطوة التي لا تعبر عن شيء آخر سوى عودة مصادرة حرية الإعلام كمقدمة لتدجينه . إننا نخشى أن تكون الدلالة مفسدة للرهان بوصفها سلطة منزوعة من الهيئة التعديلية .
لا يمكننا أن نقع في تناقض حين يعترض السيد النوري اللجمي رئيس هيئة الإعلام السمعي و البصري و رئيس النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين السيد ناجي البغوري ، و اعتبار هذا الإجراء خطوة إلى الوراء في مساحة الحريات.
نحن معترفون بالارتياب الذي حفّ بما أظهرته مؤسسة التلفزة الوطنية من معاندة لما حظيت به قناة خاصة من حق لتغطية حفل تكريم الرباعي الراعي للحوار داخل القصر الرئاسي مستثنيا بذلك الإعلام العمومي .إن إجراء كهذا لم يحصل قطّ حتى في عهد المخلوع . فإذا كان هذا التبجيل الذي شمل قناة نسمة هو مكافأة لخدمات أسديت في السابق ، فإن الإقالة هي عقاب تؤخذ على جهة الإشارة لمن يجازف و يعتزم الاعتراض على مساق يطاله إيقاع يهمس بتعبيرية مفعمة باليسار في ظرف كاد أن يطيح ببنان شق الدستوريين في النداء.
إن الغفلة عن الوقوع في الخطأ هي التي ساقتنا ابتداء كذريعة لمعاقبة من كان أصلا معاقبا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تكتل- الجزائر وتونس وليبيا.. من المستفيد الأكبر؟ | المسائي


.. مصائد تحاكي رائحة الإنسان، تعقيم البعوض أو تعديل جيناته..بعض




.. الاستعدادات على قدم وساق لاستقبال الألعاب الأولمبية في فرنسا


.. إسرائيل تعلن عزمها على اجتياح رفح.. ما الهدف؟ • فرانس 24




.. وضع كارثي في غزة ومناشدات دولية لثني إسرائيل عن اجتياح رفح