الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قوى التطفل السياسي

احمد جبار غرب

2015 / 11 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


تعتبر منطقة الشرق الاوسط من المناطق التي تكالبت عليها قوى الاستعمار والسيطرة لما يحتويه من ثروات هائلة وعناصر ديمومة الحياة وجعلت منها مرتع لأهدافها وغاياتها الدنيئة في بسط نفوذها فأبقتها متخلفة وجاهلة تنتشر فيها مختلف الامراض الاجتماعية والسيكولوجية لكي تديم اخضاعها والتمكن منها فنشأت شعوب غارقة بالجهل بائسة ويائسة مصابة بأمراض شتى وهذا ما عملته معاهدة سايكس بيكو السيئة الصيت من تقسيم وتشتيت وضياع الشخصية العربية مع استثنائات قليلة ومن هذا المنطلق حينما تكون الشعوب تواقة للحرية والخلاص من الاستبداد والطغيان وبكل الوسائل تحاول ان تحدث تغيرا في مجرى تاريخها اماعن طريق الثورة او التدخل العسكري او اسقاط الانظمة العاتية جماهيريا كما حدث في واقعنا العربي لكن المشكلة في التغيرات التي تحدث هو مدى جدية قوى التغيير في خدمة اهدافها وبرامجها التي طرحتها وأعلنت عنها ومدى ملائمتها لواقعنا وتقبل الجماهير والتي يغل عليها الفقر والحرمان والتي تبحث عن الاستقرار السياسي والسلم المجتمعي مع اقترانها بالحريات العامة كمطلب حضاري لا سبيل لإهماله لكن للأسف الشديد اثبتت كل المعطيات التاريخية والواقعية التي عشناها اثبتت ان كل من قاموا على راس التغيير او الثورات هم نتاج فكر فاسد ومتخلف ورؤية مريضة جامدة نهلتها من القرون الاولى لا تفكر بالمصالح العامة للشعوب وإنما تفكر بمصالحها ومنافعها الطبقية والحزبية مديا وروحيا فأصبحت لدينا طبقة سياسية لها خصوصيتها لكنها طبقة فاسدة مشمئزة قاحلة العطاء خاوية التفكير والذكاء بسبب قصورها الفكري وعدم وجود منهج وتنظيم اقتصادي قابل للتطور والحياة يخدم الشعوب و المجتمعات وفي تشريح طبيعة الشخصيات التي تدير شؤون البلاد نرى انها انتهازية ومتلونة تميل حيث مالت مصالحها و لأنها لا تلامس حاجات الانسان وليس من اهدافها خدمة مطامحه ولأنها انشغلت بجمع الثروات وتكديسها فكونت امبراطوريات للفساد ومافيا للسيطرة والقتل والنفوذ وفي كل تجلياتها تعتمد على الولاءات الحزبية والطائفية والعرقية في اختيار اعضائها في المناصب والمواقع المهمة وتكون إستراتيجيتها للحفاظ على نفوذها عدم الاهتمام بمقولة الشخص المناسب في المكان المناسب فتفرز تلك الظاهرة الفوضى انعدام الاهلية وتفشي الاخطاء والمشاكل في كل حيز يشغله هؤلاء ولان هذه المجموعات المتطفلة هائمة على افكار عفى عليها الزمن وتخشى التنور والانفتاح الحضاري فان من اهم واجباتها ابعاد الكفاءات والقدرات عن طريقها لان هؤلاء يشكلون خطرا عليها في فضح عالمها الفاسد والجاهل وبالتالي تبقى هذه الفئات مسيطرة على سلطاتها ناهيك عن تدجين الناس برؤى منبعثة من رؤى بعيدة عن الواقع تعتمد الثيوقراطية سبيلا لها وما نحتاجه لاقتلاع هذه البؤر السياسية الفاسدة ان تكون المجتمعات واعية لمصالحها وقادرة على الفرز السليم وتختار قوى من الكفاءات والمؤهلة لخدمتها وتحقيق متطلباها لأنها تمتلك العقلية والخبرة في عملها وتضع الانسان كغاية ووسيلة ضمن قيمها العليان . اذن الشعب هو صاحب القرار في الاختيار








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في


.. ماذا تضم منظومات الدفاع الجوي الإيرانية؟




.. صواريخ إسرائيلية تضرب موقعًا في إيران.. هل بدأ الرد الإسرائي


.. ضربات إسرائيلية استهدفت موقعاً عسكرياً في جنوب سوريا




.. هل يستمر التعتيم دون تبني الضربات من الجانب الإسرائيلي؟