الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مكاشفات محمد السيد محسن مع غانم حميد

محمد السيد محسن

2015 / 11 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


مكاشفات محمد السيدمحسن مع غانم حميد
محمد السيدمحسن .. عمان


مكاشفات هو عنوان نص مسرحي قدمه الفنان غانم حميد على قاعة المسرح الملكي ممثلا للعراق ضمن فعاليات ايام عمان المسرحية
وما دام عنوان العرض "مكاشفات" فاسمح لي يا صديقي غانم لأتكاشف معك على غرار مكاشفات شذى سالم التي أخذت دور عائشة بنت طلحة وميمون الخالدي الذي أخذ دور الحجاج بن يوسف الثقفي
يؤسفني ان أقول لك أولاً إنّ حالة الاغتراب الداخلي في العراق وحالة استلاب الهوية والعيش بالقرينة ، كل ذلك كان تأثيره واضحاً على تعاملك مع النص ، وأقول يؤسفني لان النخبة يجب ان لاتنجرف كما العامة في تأويل الحيف والظلم والإذلال الذي يعانيه عامة الشعب ، مسؤولية النخبة تشخيص الحالة دون الانجراف الى مستوى التأثير الذي تمارسه العامة ، ووظيفة الكاتب والمسرحي ان يشخص ولا يتأثر
لذا فان نزول النص الى مداخلات باللهجة الشعبية لم يكن لها واعز سوى ما ذكرت من حالات يعاني منها المجتمع العراقي في ظل الظلم والحيف وعدم قدرته على التغيير..

الشعب الذي يستمتع بآلامه عبر صفحات التواصل الاجتماعي ويتفاعل معه الآخرون من قبيل التهكم على دقائق الذل التي يفرضها المطر على العراقيين في الشتاء وانقطاع التيار الكهربائي في قيظ الصيف ، وبدلاً من الاحتجاج يتهكم الشعب عبر وسائل التواصل الاجتماعي فيما لايعاني بأغلبه مع الحراك الجماهيري الذي تشبث به على تيار اليسار .. هذا الشعب يبدو انه استدرجك في طريقة معالجة النص ، في الوقت الذي كان عليك انت ان تستدرجه
وفي منحى اخر نرى ان الحوارات الشعرية المتأصلة في النص ذابت دون التركيز عليها لان العرض ببساطة افتقر للتكنولوجيا الحديثة أو لنقل "السينوغرافيا" التي يجب ان تحضر داعمة للنص وللرؤية الإخراجية فكان عرض مكاشفات بدون "دهشة نظرية" وكنت تحدثت قبل ايام عن عرض ادهشتك فيه قدرة المخرج بتوظيفه للسينوغرافيا
لم تستطع توظيف بعض الرسائل المهمة في النص وذابت كما يذوب السكر في شاي النص وحالة الإلهاء المحشو للتعبير السطحي ، وقد مرّت بعض الحوارات بشكل عابر دون دعم صوتي او اثارة نظرية ، الأمر الذي يصنع اشكالية "سلق النص" لإكمال صوري للعرض. دون الأخذ بنظر الاعتبار مسؤولية المهنة والاعتناء بالسيرة الذاتية لك والمبدعين شذى وميمون
عزيزي غانم هل تعلم ان شذى سالم كانت غير موفقة في ادائها لان صوتها كان كهلاً ومخارج الحروف لديها كانت ركيكة خصوصاً وانت عزمت ان تتواجد في عمان لمخاطبة جمهور عربي ليس معنياً باللهجة العراقية؟!
اما ميمون الخالدي فقد استدرجه النص ليكون ممثلاً كوميدياً وهو مثقل بمسؤولية الممثل العراقي المدرك لتاريخ المسرح العراقي ذي الهوية الخاصة
ولا أغفل أني لأول مرة اشاهد عرضاً مسرحياً عراقياً خارج العراق ولا أفتخر به ، واستفسرت من بعض أصدقائك من الفنانين والمسرحيين والمتابعين فشاركوني الرأي
وفي نهاية العرض انهيت الحجاج ، وواقع الحال أن اكثر من حجاج اليوم مازالوا يعيثون فسادا وقتلاً ودماراً في العراق ، وفي ذلك إشارة الى ارباك في إعداد النص وتعجل النهاية دون توضيح او إشارة الى استدامة حكم الحجاج . ولا أنسى ان أقول إن الاستقراء المستعجل لمجريات الأحداث في العراق بمثال المظاهرات وربطها مع ال"لا مكان" أوقعك في استشراقٍ غير موفق
فالحراك العراقي يستهدف حالة الحجاج التي تتنقل في تاريخ البلاد كما تنقلت في نصك المعد بأكثر من حالة ومكان وزمان
المعضلة الاخرى انك اشرت بتحرير شذى الى الحرية وأقنعتنا ان العراق بات بدون حجاج لكن الشعب هو من ضَلَّ طريقه وانه سائرٌ الى اللامكان مستخدماً ارقام الرحلة التي لم نعرف جدوى انتقائها

ولو أني اؤمن بنظرية المؤامرة لقلت لك : كم دفع لك الظلاميون الجدد في العراق لتقديم هذا العرض بهذا الشكل ، لكنني ياصديقي اؤمن تماماً انك مبدع كبير ومتفانيٌ في حب المسرح ومقدر لتأريخ المسرح العراقي ، لذا فأني لا أشك قيد انملةٍ انها كعّة فارس من جواده
اما مكاشفتي الأخيرة لك فهي : الأمر بيدك يا غانم ، وانظر لتأريخ المسرح إنه كان تواباً
دمت مبدعاً
صديقك محمد السيدمحسن








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصف مستمر على مناطق عدة في قطاع غزة وسط تلويح إسرائيلي بعملي


.. عقب نشر القسام فيديو لمحتجز إسرائيلي.. غضب ومظاهرات أمام منز




.. الخارجية الأمريكية: اطلعنا على التقارير بشأن اكتشاف مقبرة جم


.. مكافأة قدرها 10 ملايين دولار عرضتها واشنطن على رأس 4 هاكرز إ




.. لمنع وقوع -حوادث مأساوية-.. ولاية أميركية تقرّ تسليح المعلمي