الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تداعيات أحداث باريس الارهابية

اسلام احمد

2015 / 11 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


فجع العالم كله عقب أحداث باريس الارهابية التي وقعت يوم الجمعة 13 نوفمبر مسفرة عن 140 قتيل ومئات الجرحى , في حادث يعد الأبشع منذ 11 سبتمبر 2001 , والأول من نوعه في أوروبا اذ لاول مرة في تاريخ العلميات الارهابية يتم استخدام أحزمة ناسفة فضلا عن أسلحة ثقيلة وكلاشينكوف والقيام بأكثر من عملية في أماكن متفرقة في وقت متزامن , ولأن هذه القدرات تفوق قدرات تنظيم داعش لذا لا أستبعد أن يقف وراءه مخابرات دولة أجنبية

ولقد سبق الحادث حادث سقوط الطائرة الروسية في مصر كما سبقه بيوم أحداث التفجيرات التي وقعت في لبنان مخلفة عشرات القتلى والجرحى , وبينما تعاملت الحكومة المصرية باستخفاف مع حادث الطائرة الروسية مستبعدة في البداية أن يكون نتيجة عمل ارهابي ثم مكتفية بالقاء اللوم على المؤامرات الخارجية التي تحاك ضد مصر عوض البحث في أصل المشكلة وعلاجها فقد تعاملت الحكومة الفرنسية بمهنية واحتراف مع الأزمة فقامت باعلان حالة الطوارئ واغلاق الحدود بشكل مؤقت وتشديد الاجراءات الأمنية فضلا عن مداهمة منازل المشتبه بهم , ولم يمر سوى أسبوع حتى توصلت الى الجناة

والحقيقة أن العالم كله يواجه ارهابا من نوع جديد عابر للقارات , صحيح أن البيئة التي أنتجته هي الشرق الأوسط وربما تحديدا العراق وسوريا ولكنه قادر على الوصول الى الدول الغربية ولديه بيئة حاضنة هناك وهو ما أكدته أحداث باريس الأخيرة

ولا شك أن الحادث سيكون له تداعيات خطيرة لن تقتصر على الدول الأوروبية ولكن ستمس بشكل مباشر المنطقة العربية اذ أتوقع أن يصب الحادث في صالح الجماعات اليمينة المتطرفة في أوروبا وأن ترتفع أسهم اليمين المتطرف بشكل كبير كما أتوقع أن يتم اضطهاد العرب والمسلمين في أوروبا وتحديدا في فرنسا وهو ما بدأت بوادره تلوح في الأفق فقد رصد المرصد الوطني لمناهضة الخوف من الاسلام وجمعية التصدى للخوف من الإسلام 32 حادثة مناهضة للمسلمين الأسبوع الماضى بينما أحصت الجمعية ٢-;-٩-;- حالة اعتداء بعد هجمات باريس، وحذرت المنظمتان من تزايد الهجمات التى تشنها جماعات قومية متطرفة وعنصريون مستغلين حالة الإسلاموفوبيا

ولا جدال في أن الحادث سيؤثر بشكل كبير على مشكلة اللاجئين السوريين اذ بعد أن نجحت ألمانيا في اقناع دول أوروبا باستقبال اللاجئين وتحديدا عقب نشر صورة الطفل السوري الغريق ايلان كردي وتم تخصيص حصة لكل دولة من المتوقع أن يؤدي الحادث الى اغلاق الحدود ووقف استقبال اللاجئين مما ينذر بتفاقم المشكلة الانسانية

وقد يؤدي الحادث أيضا الى فقدان التعاطف مع القضية الفلسطينية بعد أن نجحت فلسطين في كسب اعتراف كثير من دول العالم وخاصة أوروبا بالدولة الفلسطينية وعلى رأسها بريطانيا وفرنسا في عام 2014

والمؤكد أن موقف الدول الأوروبية الذي اتسم بالميوعة والضبابية سيتغير تجاه داعش والتنظيمات الارهابية اذ من المتوقع أن تأخذ الدول الأوروبية موقف أكثر تشددا في الحرب على داعش وهو ما بدأ فعلا عقب تكثيف فرنسا لغاراتها الجوية على معاقل داعش في سوريا بالتنسيق مع روسيا وقد يتطور الأمر الى تدخل برى محتمل

وفي اعتقادي أن الحادث سيصب في صالح النظام السوري بشار الأسد الذي يسوق نفسه باعتباره الضمانة الوحيدة والبديل الامن لارهاب داعش في سوريا

واذا كانت الدول الغربية وعلى رأسها فرنسا قد نجحت في تشديد اجراءاتها الأمنية وتعزيز الحل الأمني والعسكري في الحرب على الارهاب فانها حتى الان لم تقدم أي حلول أخرى للمشكلة على الصعيد الفكري ربما باستنثاء الولايات المتحدة التي أصدرت ترجمة للقران تواجه بها الفكر المتشدد

وفي تقديري أنه ما لم تعالج أسباب التطرف والارهاب من جذورها ستبقى المشكلة ولن تفيد في حلها أي حلول عسكرية أو أمنية مهما أوتيت من قوة , ولعلاج مشكلة الارهاب يتعين على كل دول العالم القضاء على البيئة التي انتجته والتي تتمثل باختصار في انتشار الجهل والفقر بجانب الظلم والاستبداد وغياب العدالة ما يدفع بمئات الشباب الى النزوح نحو التطرف








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بشكل طريف فهد يفشل في معرفة مثل مصري ????


.. إسرائيل وإيران.. الضربات كشفت حقيقة قدرات الجيشين




.. سيناريو يوم القيامة النووي.. بين إيران وإسرائيل | #ملف_اليوم


.. المدفعية الإسرائيلية تطلق قذائف من الجليل الأعلى على محيط بل




.. كتائب القسام تستهدف جرافة عسكرية بقذيفة -الياسين 105- وسط قط