الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قوم لا يقتنعون الا بما يريدون..!

وردة بية

2015 / 11 / 25
كتابات ساخرة


ارسل لي احد المتابعين رسالة مؤدبة جدا عبر الفايسبوك يقول لي فيها بأن ما أتناوله في مقالاتي، فاق حد الجرأة ، وطلب مني ناصحا أن أكتب بما يدغدع مشاعر المجتمع والناس على طريقة المجاملة الممزوجة ببعض النفاق ، حتى لا أفقد ودَهم ، وأن أعرف من أين يؤكل لحم الكتف – كما يقول المثل – .. وأضاف بأنه من ضروري جدا في زماننا الأغبر هذا أن أساير الناس فيما يعتقدون ، لأن المجاملة ضرورية جدا في المعاملة والدبلوماسية.. وكان قبله آخرون قد أسدوا لي النصح من باب التخويف قائلين : هذا المجتمع لاتنفع معه هذه اللغة وهذا الطرح الجريء، يجب أن تخاطبيه بمواضيع على شاكلة "ثقف نفسك، وهل تعلم" .. بمعنى أوضح ، أن لا أتجاوز حدود ماهو سائد ومسلم به ومعروف في الدين والدنيا ... فتذكرت لحظتها ما قرأته في التراث من أقوال مأثورة تمجد هذا السلوك من مثل: "لاتناقش الناس فيما يجهلون.. جاري الناس وكول وش يعجبك وألبس واش يعجب الناس...."
و تذكرت أيضا حكمة لازالت راسخة في ذهني قالها لنا أستاذ عراقي في الجامعة المركزية بالعاصمة في تسعينيات القرن الماضي، وهي أن "الناس في كل مكان لايقتنعون الا بما يريدون هم أن يقتنعوا به".. وهذا صحيح، لأن الظاهر أن لديهم عقولا يفكرون بها، ولكنهم يوظفون هذا التفكير في اتباع ما تمليه عليهم عواطفهم .. وهم بهذا المستوى البسيط وربما الساذج لايفرقون بين المقدسات والموروثات ، ويرفضون العلم والنظريات العقلية رفضا قاطعا ، ويستدلون به فقط عندما يتلاءم مع المقدسات والموروثات ، وهذه الصفة السيئة المستشرية الى درجاتها القصوى في المجتمعات البدوية التي يعيش فيها الانسان العربي وآخرون من هذه الشاكلة ..طبعتهم ذهنية لم تتجاوز في مراحل تطورها درجة الحيوانية البسيطة التي تحاكي مفاهيم الغريزة ، والصواب والخطأ على طريقة بافلوف ، اذا ما افترضنا أن هناك درجات يقاس بها مستوى المجتمعات وهي : درجة الحيوانية ، العقلانية و روحانية .
هذه المشكلة الأزلية - ويبدو أنها أبدية - جعلتنا نعادي العقل وأحيانا نسخر منه جهالة ، وأعمت بصيرتنا عن إدراك الصواب ومعرفة الحق.. ..فالمشكلة الأساسية التي تعاني منها مجتمعاتنا اليوم - كما قال الأستاذ العراقي - أننا لانريد ، ومن هنا ساهمنا بأنفسنا وبإرادتنا في تعطيل مداركنا وسلمنا بما هو بين أيدينا ، حتى وان كان باطلا مغلفا بقشور الحق، وكانت النتيجة مانحن عليه اليوم من جهل ورياء وخبث.. وعلى كل المستويات تقريبا..!
ومن هنا نتساءل :هل ينفع طرح المواضيع والمسائل الشائكة على طريقة المجاملات في هذا الواقع المر ، أم أن المطلوب هو ثورة فكرية شاملة تخلصنا من شوائب واعباء التخلف الذي جثم على صدورنا وكبل عقولنا مئات السنين.؟









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز


.. لحظة تشييع جنازة الفنان صلاح السعدني بحضور نجوم الفن




.. هنا تم دفن الفنان الراحل صلاح السعدني


.. اللحظات الاولي لوصول جثمان الفنان صلاح السعدني




.. خروج جثمان الفنان صلاح السعدني من مسجد الشرطة بالشيخ زايد