الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة مفتوحة إلى فخامة رئيس الجمهورية التونسية

رضا لاغة

2015 / 11 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


لقد قيل الشيء الكثير عن الوحدة الوطنية ، في الدوائر النشيطة لأحزاب تتصارع و رعاة الحوار الوطني الذي تسربت لهم بذور الصراع الغير مريح على مسمع من المواطنين الصالحين . الجميع يتحدث عن هذه الوحدة عقب كل استهداف إرهابي ينال من مناعة تونس و فيما عدا ذلك يتخاصمون
فخامة الرئيس
كان حزبكم الحاكم في قبضة الانشقاق . إننا لم نرى في تونس قبل العملية الإرهابية اللئيمة سوى عقيدة الصراع المنعزل عن الروح الوطنية الأصيلة. أنت يا فخامة الرئيس من يجب أن يسأل: هل تستحق حكومتك بسبب ما حصل في عهدها أن تدير شؤون الحكم ؟ أفعالها بكل تأكيد محبطة للشعب و لا نرى منها سوى تخبّط و ارتجال .
في حالتك كما هي العادة ، في كل محفل انتخابي ، أوعزت لنا بأنك تملك مشروعا ، بأنك لن تتردد في التضحية للبلاد حالما يستدعي الأمر ذلك . حاولت أن تقنعنا بأنك لا تشبه أي شخص في إدارة الدولة و أن العقد الذي أبرمته مع الشعب هو الأمن و الاستقرار و الرفاهة و التنمية.
كانت فكرتك أن تحكم مع النهضة ، لعلّه ترتيب يحسب لك ، و لكنك جزمت بأن ذلك لا يضايق الندائيين . و رغم ذلك غرق حزبك في التخوين و التأثيم. فكان الصراع في شكل جوقة تستحثّ الجمع على الانقسام.
فخامة الرئيس
بعد هذا ليس أمامك إلا أحد أمرين: أن ترتكب الخطيئة ضد الشعب و تنادي بالوحدة الوطنية كمناورة قديمة دون أن تفرض حيال الحكومة إجراءات أو أن تختار تونس و وحدة مصيرها و الدعوة إلى تشكيل حكومة جديدة تستطيع أن تنخرط في التعبئة لوحدة وطنية حقيقية تبرهن في الظروف القائمة بأنها تستطيع أن تمضي في طريق تفكيك بؤر الإرهاب .
فخامة الرئيس
إن واجبك ينشأ من واجب التقييم ، فهل نحتاج أن نذكرك بأن في عهد حكومة السيد الحبيب الصيد استبيح قطاع السياحة على نحو لم يسبق له نظير ؟ حيال أي نوع من الكوارث يمكنك ابتكار نظام حكم جديد بعد استباحة متحف باردو المتاخم لمقر الاستخبارات العسكرية و مجلس نواب الشعب و أمنك الرئاسي ؟
ما أحلى هذه الدعوة : وحدتنا الوطنية أولا و أخيرا و لكن تذكّر أننا قلنا ذلك في وقت لاحق و مع ذلك كنا عرضة لعمليلت إرهابية جبانة الواحدة تلو الأخرى. ألا ترى يا فخامة الرئيس أن وحدتنا الوطنية استحالت إلى مجرد حيلة تستر الهالة المزيّفة لأحزاب ينقصها الوئام و تفاضل مصلحة الحزب عن مصلحة الوطن.
هل وقع المواطن الصالح ضحيّة نفاق السياسي ؟
فخامة الرئيس
سأختصر التحليل ، من أكثر الأشياء غرابة ما سمعت في نشرة الأخبار في الليلة الفاصلة عن العمل الإرهابي الذي نال من قواتنا الباسلة . مستشارك القانوني للإعلام. هل تذكر إفادته و هو يردّ عن تحفظات السيد عدنان منصر إزاء رفع الحراسة الرئاسية عن الرئيس السابق؟ قال: نحن لم نلغي الحراسة و لكننا وفق مرسوم أحلنا هذه المهمة لوزارة الداخلية نظرا للأعباء الكثيرة الملقاة على الأمن الرئاسي و عدم قدرته على توفير خدمات تتجاوز إمكاناته. و أشاد في هذا السياق بجاهزية قوات الأمن الداخلي مقارنة بالأمن الرئاسي . إن هذا التصريح مثّل إيحاء صادما بعجز قوات الأمن الرئاسي و بالتالي إمكان استهدافه . و كذا الشأن بالنسبة لتدخّل الناطق الرسمي لوزارة الداخلية الذي انخرط من حيث لا يشعر في هكذا تبرير.
إن هذه العيّنة ، التي يمكن التأكد منها في سجلات نشرة الأخبار الوطنية ، تثبت بوضوح نقص الحرفية في الإطارات السامية لحكومة السيد الحبيب الصيد في ظرف نحتاج فيه إلى كفاءات حقيقية . هل من إقالة ؟ هل من تقييم أو محاسبة؟
عندما لا نتجرّأ على تدارك الوهن الذي صار بيّنا في الحكومة فإن مفهوم الوحدة الوطنية يصير مجرد هراء يحرّك الوجدان و العواطف ، أي صحيح و لكنه لا يغني و لا يسمن من جوع .
فخامة الرئيس
إن إجراء مقتضبا قد يكون ذا فائدة من أجل منفعة هذا الشعب الذي كافح لنيل كرامة مستحقة لذلك إن أحد المهمات الأصعب هي النزول إلى الشعب بقرارات جريئة تنقد فيها خيارات اتخذتها بنفسك و تكتسب فيها إدارة حكمك قوة ظافرة عندها نستطيع أن ننشد أغنية الوحدة الوطنية .
فخامة الرئيس
ليس ثمة قرار و تدبير في مأمن من النقد و لا جدال أن جرأة التقييم الذاتي هي من أكمل الخصال ، فهل أنتم فاعلون ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عودة جزئية للعمل بمستشفى الأمل في غزة بعد اقتحامه وإتلاف محت


.. دول أوروبية تدرس شراء أسلحة من أسواق خارجية لدعم أوكرانيا




.. البنتاغون: لن نتردد في الدفاع عن إسرائيل وسنعمل على حماية قو


.. شهداء بينهم أطفال بقصف إسرائيلي استهدف نازحين شرق مدينة رفح




.. عقوبة على العقوبات.. إجراءات بجعبة أوروبا تنتظر إيران بعد ال