الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يحكي أنه في قرطاجنة القديمة ..........!

عمرو عبد الرحمن

2015 / 11 / 26
كتابات ساخرة


بقلم/ عمرو عبدالرحمن
يحكي أنه في " قرطاجنة " القديمة كان هناك تليفزيون لعموم المملكة لا يشاهده أحد .. فائدته الوحيدة أنه يتم تشغيله في الأسواق والمحلات والمقاهي مثل الراديو .. مهمته الوحيدة هي الدوشة أو الزن .. الذي يعطي للمكان حس .. فيشعر الزبائن بالونس وينشط البيع والشراء .. ويحلو شرب الشاي والقهوة والشيشية ولمة الصحاب ..!!

وطبعا كانت هذه هي الفرصة التي استغلها تجار البزنس في هذا الزمان .. الذين زهقوا من فتح اكشاك الاتصالات (بالحمام الزاجل) وتضخمت حساباتهم بمليارات الجنيهات الذهبية ..

ففكروا بعقولهم الجهنمية في فتح تليفزيوناتهم الخصوصي ليطل منها دعاة الهدم والتحريض علي الملك المحبوب وجيشه ، وهواة تشجيع الشعوذة والدعارة المقنعة وكراهية البلد وأهله واللي جابوه ...!!

= غلمان سوروس

كان أولهم أمير يدعي سوروس .. جاء أجداده إلي البلد الطيبة من عرق يهودي الأصل كاره للحياه مكروه من كل خلق الله ..!!

وقرر آل سوروس أن يضحكوا علي أهل المدينة الطيبين ويقولوا أنهم علي ديانتهم في عبادة الإله آمون .. الذي أخذوا عبادته عن جيرانهم المصريين من قديم الزمان ..

وبدأ جده الكبير تاجرا لحمير النقل ثم احترف أبوه تجارة الزلط والطوب والحجر والأزميل ..

ثم جاء سوروس الابن ليتخصص في تجارة الحمام الزاجل وتوسعت تجارته وأصبح يتاجر في الحمام مع كل بلاد الارض حتي وصلت تجارته بلاد (جدوده اليهود) .. وعادت المياه لمجاريها بينه وبينهم في السر .. وراح (يعقد الصفقات) معهم علي حساب بلده ..

ونسي أنهم أعداء البلد الذي أجار جدوده يوم كانوا من كل مكان في الأرض مطرودين .. وداس علي اصحاب الفضل عليه إلي يوم الدين ..

الأمير سوروس فتح تليفزيون جديد (اختراع العصر في هذا الزمان) وشحنه بكل من لا يجد كلمة حلوة يقولها يفتح بها نفس الناس .. بل كان لا يعين في دكانه غير كل كاره لنفسه والبلد ولا يري إلا السوء في الآخرين ..

أما هو وغلمانه فهم – من وجهة نظرهم – فكلهم أطهار أخيار من أبناء " عيسي " النبي ، قلوبهم في بياض لحم " القرموط "، ووحدهم " السادة المحترمين " ، وأحلاهم " فيفيان " نجمة بني داوود ..!!!

بمرور السنين أصبح تليفزيون الأمير سوروس وغلمانه ، كمسمار جحا ينخر به أعداء البلد في عقول الناس بالسموم والحقد والغل والكراهية حتي ينقلب أهل البلد بعضهم علي بعض وتدب الفوضي بدل الأمان ويحل الدمار بدل العمار ويحل الغضب بدل الرضا والمحبة والإيمان..

** وفي الأخير .. لك يوم يا ظالم إن كنت سوروس ولا كوهين..

= صبيان الأمين

ثانيهم كان أمير اسمه أمين .. ولا فيه من اسمه غير اللقب . أما الصفة والوصف في علم رب العالمين ..

تربي الأمير أمين علي يد أفجر أمير أمراء زمانه، وشرب منه الصنعة .. صنعة التلفزة وعرف من أين تؤكل الكتف مع الكبار والصغار..

واختار الأمين للشغل في تليفزيونه " ضفدعة " لها صوت يشبه نقيق البوم ، وغراب يدعي " أديب " مع إنه في الأصل ديب .. و" جلاد مفتري " لا يعجب غير خوان الدم ورموز الفوضي .. و" شرير " يسرق الخير ولو من شهر " رمضان "...!!!

يوم بعد يوم صارت الضفدعة والشرير والأديب والجلاد والشرير نجوم سوداء في سماء غايمة وكاتمة علي صدر " الوطن " والناس في البيوت...

وفي الأخير .. لك يوم يا أمين وانت ما بينك وبين صفة الأمانة إلا حروف الإسم ...!!

= حريم الكحكيين

أما ثالثهم فكان أمير الكحك مع إنه عمره ما اشتغل في هذا "الكار" .. لكن يمكن لأنه كان ساكن في درب الكحكيين .. كاره كان مختلف وشعاره : كله للبيع في زمن النخاسة وتجارة اللحم الابيض الرخيص..

الأمير ابن درب الكحكيين وجد ضالته في الحريم والسحر والشعوذة وفضائح النسوان ..

كل ليلة كانت تقف أحلي حرمة من حريمه تنادي المتفرجين وتتمايل وتقول : قرررررررب قرررررررب وشوف بعينك اللي عمرك ماشفته .. شوف دق الوشم علي الكفوف .. شوف الأسرار علي المكشوف .. وإوعي السحر يطويك والا النداهة تغويك .. قرررررررب وشوف !!!

وفي يوم الناس ضجت من سيرة أمير الكحكيين وهاجت وماجت علي نجمة حريمه حتي طردوها من تليفزيونه .. ولكنه غبي لم يفهم الدرس حتي الآن .. إن المقصود بالطرد صاحب الكار مش وحدها نجمة الحريم.. فغاب وغاب ثم عاد بنجمة جديدة من نجمات الحريم بعد أن لمعها و" لعلعها " وقدمها علي طبق من ذهب للمتفرجين .. !!!

** وفي الأخير .. لك يوم يا ظالم يا أمير الكحكيين .. لك يوم تندم فيه علي دس السم في العسل للناس بالملايين..


توتة توتة فرغت الحدوتة ... حلوااااا والا ملتوتااااااا ؟؟؟!!!








*** ملحوظة: تاريخ كتابة المقال بحسب مخطوطة منسوبة إلي المستقبل وفقا لعلماء الفضاء والمخطوطات - عام 2500 ميلادية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه


.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما




.. فنان بولندي يعيد تصميم إعلانات لشركات تدعم إسرائيل لنصرة غزة


.. أكشن ولا كوميدي والست النكدية ولا اللي دمها تقيل؟.. ردود غير




.. الفنان الراحل صلاح السعدنى.. تاريخ طويل من الإبداع