الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لحظة ركض

خديجة بلوش

2015 / 11 / 29
الادب والفن


كي أكون فراشة تزهو برشاقتها كان يلزمني وقت مستقطع من هواجسي كي اهتم بأناقة جرحي,,,ان اخطو خارج حدود شرنقتي كي أصافح اشعة الشمس دون قيود,,أن اراقص على حبل امنية ضحكاتي التي نسيتها في غمرة الحزن ...
أترجل عن صهوة الوقت وأركض كطفلة هاربة من حدود البلوغ..من منا لايخيفه البلوغ؟؟
-لا تضيفي السكر تقول بصوت ساخط...ترفع الفنحان امام عينيها وتهمس ,,هذه ليست قهوة..مجرد ماء مغلي ..لا اهتم بملاحظاتها الروتينية وأرتشف بنهم ما تسميه ماء مغليا..أجد لذة في ارضاء غروري بهذا الفنجان المسائي المتأخر..وأستمتع اكثر حين أتخذ ركنا بعيدا مكانا أسترسل فيه بتأملاتي العميقة,أستحضر ماضيا كان يبدو بعيدا لكنه صار أمرا ملحا أتذكره..كيف سأبدو انيقة ورشيقة وهذا الكم من الذكريات يتشبث بي ويحاصرني..أنا متخمة بالصور وثمة جرح يتاهب للنزيف,,,
رشفة اخرى,,وابتسامة تداعب شفاهي وانا ارى فنجانها فارغا..أتحسس التجاعيد في جبهتي واتنهد..لو كان لها ان تتحدث لقالت قصصا عن كل تغضن تركته لحظة خوف او توتر مما حدث لهم او سيحدث..كم نحن رائعون حين تحتضننا مساحة ترف بدفء الأب والام...وكم نشعر بالبؤس حين نفقد احدهما...اهمس لها في صمت مكان الام كما حوض زهور يزهر بحضورها ويصبح ركاما حين تغيب..الام حقل سنابل وموتها جفاف يقتل العصافير في السماء..هل رأيت يوما سماء تمطر جثثا؟؟؟
-لا تقتربي من غفوتي...
هي تنام الآن لكنها تترك نوافذ روحها مشرعة لتستقبل الغائب منذ دهور..تقول في حلم سجلته سهوا وعن غير قصد انها كانت نسيت ان الأمومة فعل تمارسه العاطفة وتسيج به مشاعر صغارها كي لايضلو الطريق الى الحياة..ماذا حدث حين نسيت نفسها؟؟سقطوا في فخ التشرد ولم تستيقظ الا على موت جسدها البائد...
-سيعود يوما وسينطق باسمك..سترين كيف سيعود لقلبك نبضه الفتي وكيف ستزهر تلك البتلات المنسية....
-قد يجد شاهد قبر ..بدل كرسي يحمل شقاوتي وطيشي,,,
أتنشق رائحة الأرض بعد ان غسل المطر الغبار عن النوافذ..يؤلمني الان انها ستنتظر لحن خطواته كل شتاء,,وقد لايعود..نظراته تمتد كما البحر وما من نوارس قد تحمل رسائله المشفرة ...جسده السامق موجة ترفض الانكسار على شواطئ الانتظار,,,
-دعيه يغادر..هو يبحث عن نفسه..وهنا سجن يحاصر احلامه..دعيه....
-غيابه ايضا سجن يقتل ضحكة الطفل بداخلي...
أترك فنجاني وارسم جناحي طائر على صدغيها المتعبين...و أهمس في صمت صارت تسمعه...اتركي نفسك للنوم وتخطي هواجس الرحيل..ثمة فراشة تطرق نوافذ احلامك كي تعلمك الرقص ..وثمة طفل يولد من ابتسامات تخفينها للغد القريب...
أبتكر في كل مرة لحنا يناسب الفراغ الذي أشيد فيه مملكتي ..أدندن في انتظار ان يغلي الماء ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد


.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه




.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما


.. فنان بولندي يعيد تصميم إعلانات لشركات تدعم إسرائيل لنصرة غزة




.. أكشن ولا كوميدي والست النكدية ولا اللي دمها تقيل؟.. ردود غير