الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فاطمة المرنيسي أيقونة الدفاع عن حقوق السيدات تتمجد

التهامي صفاح

2015 / 12 / 2
ملف - حقوق المرأة العاملة في العالم العربي - بمناسبة ايار عيد العمال العالمي 2015


شعارنا حرية - مساواة - أخوة
صاحبة كتاب "الجنس كهندسة إجتماعية " و غير ذلك من البحوث والمؤلفات تغادرنا بالجسد فحسب .
لكنها تبقى معنا بروحها المناضلة التي لا تهاب ركوب أمواج الكتابة والتفكير من أجل التحرر و الإصلاح لوضع فيه من التراكمات التاريخية المستعصية على الحل الشيء الكثير.لكن مغادرتها لنا هي قانون طبيعي حتمي لا يمكن لبشر أن يلغيه. الكل خاضع له .و نحن كمؤمنين نقول أيضا قانون إلهي يسري على كل الموجودات تظهر و تنمو و تزدهر ثم تندثر.كل ما له بداية في الزمان له نهاية أيضا فيه .
المهم أن إثارة قضية السيدات و حقوق السيدات كانت تبدو في السبعينات كفعل نشاز لمن لم يستوعب المسألة وأبعادها الإجتماعية والسياسية و الإقتصادية والثقافية .في هذا الوقت بالذات تألقت فاطمة بمعية أسماء أخرى كنوال السعداوي.
و لو أن فاطمة لم تكن هذه التي نعرف والتي أعطت الكثير وكانت كالنحلة الشغالة مليئة يوميا بالحركة والعطاء لقلنا أننا فقدناها .
لم نفقد فاطمة .لأنها علمت الكثيرات تقنيات الحروب الفكرية المشروعة . لها تلميذات كثيرات عبر العالم .
فاطمة كحبة القمح التي أعطت سنابل عديدة .وفي كل منها عدد كبير من الحبوب .و الذي يتكاثر لا يموت .
اليوم أصبحت المساواة في الإرث التي جمدتها عقول الجمود في النص المقدس تتداول عبر قنوات التلفزيون.
بعد أن كانت تتداول بهمس فحسب .
أمثال فاطمة هن من أسسن للحظة .
فهل فقدناها ؟
كلا .
لقد كان وجودها فقط الدفاع عنا في كتاباتها كالأم التي تدافع عن أبنائهاو عن النوع البشري .
أحست فاطمة بأن لها أبناء لا تعرفهم ودافعت عنهم و كثير منهم اليوم قد لا يعرفونها .و رغم ذلك فقد إستمرت في نضالها.
سأكرر للمرة الألف أننا لم نفقد فاطمة و أختلف مع من يقول أنها فُقدت و أُقَدر مشاعره الرقيقة و أعزيه بالمناسبة.لكن في الحقيقة لم نفقد فاطمة .ببساطة رست سفينتها إلى محطتها الأخيرة ككل الناس بفخر و إعتزازنفس تأبى العبودية و الخضوع للخرافات القديمة التي بدأت بيوتها تتكسر.
ماتت فاطمة كالنخلة باسقة و لم تسقط .
لك المجد سيدتي الغالية
عزائي لأسرتها الكبيرة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. امتعاض واعتراض وغرامات.. ما رأي الشارع العراقي بنظام المخالف


.. عبد الله حمدوك: لا حل عسكريا للحرب في السودان ويجب توحيد الم




.. إسرائيل أبلغت دول المنطقة بأن استقرارها لن يتعرض للخطر جراء


.. توقعات أميركية.. تل أبيب تسعى لضرب إيران دون التسبب بحرب شا




.. إبراهيم رئيسي: أي استهداف لمصالح إيران سيقابل برد شديد وواسع