الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحراك الجماهيري واثره في عملية الاصلاح

باسم المنذري

2015 / 12 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


يبدو للوهلة الاولى من توصيف الحراك الجماهيري انه تمردآ على واقع بال وسيء وهو وسيلة لتحقيق مايمكن تحقيقه من حقوق ومطالب مشروعة بجرعات متتالية من السلطة الحاكمة سعيآ منها (اي السلطة ) لتذويب الحراك وتمويعه .
وهذه النظرة خاطئة ، فالحراك الجماهيري صيرورة دائمة وعملية تغيير واصلاح مستمرة ومتجددة ، فالسلطة الحاكمة ترى ان لاشيء يجب تغييره في مجتمع يحتفظ لها بحصة الاسد وقاموا بتيرير هذه المصالح بشتى التبريرات حينما شغلوا الناس عن كل محاولة تهدف لتغيير المجتمع . فهي تتجاهل حقوق الناس وتقديم الخدمات لهم وشؤون البلاد وسياسته الداخلية والخارجية وزرعوا في النفوس (كما انتهج النظام البائد الاسلوب نفسه) ان على الشخص ان يهتم لذاته وحياته الخاصة وماسوى ذلك لا اهمية له وفكرة ان هناك دائما فقراء واغنياء وان المجتمع فاسد وسيظل كذلك فعلى كل منا ان يهتم بنفسه ولايبالي بالاخرين ولا لمصلحة الوطن مادام الفرد يكسب عيشه بصورة افضل من الاخرين ، لذلك كانت سياسة توزيع الاموال بدلا من استثمارها هي الفكرة الوحيدة لارضاء الناس وكسبهم وهي افكار يتداولها البعض بعلم او بدون علم هي بمثابة السم الذي تحاول منه الطبقة المسيطرة بثه بين الناس وتفسد به الضمير الوطني والانساني لديهم .
اذن الحراك الجماهيري ضرورة موضوعية لعملية تغيير المجتمع واصلاح النظام السياسي وتحقيق المكتسبات المشروعة وتوزيع الثروات بشكل عادل بصورة الخدمات وتطوير الصناعة والزراعة والاستثمار وتصحيح نهج السياسة الداخلية ووضع رؤية سليمة للاقتصاد وتنميته وايجاد نهج مغاير للتعامل مع الدول في وضع السياسة الخارجية للبلاد وبناء علاقات مبنية على اساس المصالح المشتركة وتعزيز لسيادة البلد .والحراك الجماهيري هو احدى وسائل النضال المهمة للشعوب التي تعاني من الفوارق الطبقية الواسعة بين الحاكم والمحكوم وهي ايضا احدى الوسائل في التغيير النوعي للوعي الطبقي والسياسي لديهم وهي تمثل قوة الشعب وامكانيته في تحقيق حياة امنة ومستقرة تضمن له مستقبل افضل للاجيال القادمة .
ولايقتصر الحراك الجماهيري بصورته النمطية في التظاهرات او التجمعات التي تطالب بحقوقها رغم اهميتها وتجليها ، فللحراك اوجه متعددة واشكال متنوعة تبدأ من ساحات التظاهر وتنتهي بصناديق الاقتراع التي تحدد شكل النظام السياسي القادم ومؤسساته التشريعية والتنفيذية والقضائية .
فلا مناص من ديمومة هذا الحراك واستمراريته واغنائه وعدم التخلي عنه مهما كانت الظروف التي تواجهه او التي تحيط به .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحذير من الحرس الثوري الإيراني في حال هاجمت اسرائيل مراكزها


.. الاعتراف بفلسطين كدولة... ما المزايا، وهل سيرى النور؟




.. إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟


.. إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟




.. طهران تواصل حملتها الدعائية والتحريضية ضد عمّان..هل بات الأر