الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إن هدمتم الأقصي يا أعداء التاريخ .. فلا شيئ أسفله إلا التراب ( 1 )

عمرو عبد الرحمن

2015 / 12 / 6
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


بقلم / عمرو عبدالرحمن
الهيكل.. يمثل كلمة السر في العلاقة بين اليهود وأورشليم، منذ تم هدمه للمرة الأولي والأخيرة” قبل 2500 عاما من الآن، وضاعت منذئذ كل معالمه وكذا أي معلومات موثقة بشأن موقعه الأصلي.

في ذلك يقول الباحث في علوم المصريات والمهندس المعماري الكبير د. سيد كريم، أن الهيكل الأصلي بني في العام الرابع من جلوس الملك النبي سليمان – عليه السلام – علي عرش أورشليم، وهو العام ذاته الذي تزوج فيها من السيدة “بلقيس”.

وفجر د. كريم مفاجأة تاريخية ضخمة، حين أكد في بحثه الشهير “لغز الحضارة المصرية”، أن الملك سليمان قد زار مصر – كغيره من معظم أنبياء الله، عليهم السلام – وصاهر ملكها “أوسركون”، وتزوج ابنته “بلقيس”، وهو ما تثبته نصوص التوراه في سفر الملوك الأول، إصحاح (2 / 3) وفيه نقرأ: وصاهر سليمان فرعون ملك مصر.

وهو ما يتسق وما أثبته الأثري “رايزنر” باكتشافه مومياء الملكة المصرية “بيل ييس” ووصفها في مذكراته بمومياء آلهة الجمال المصري، وقد تم نقلها للمتحف البريطاني تحت رقم (56).

القرآن الكريم يقترب من المعني ذاته، بحسب د. كريم، الذي يؤكد أن مدينة سبأ كان موقعها في الشام وليس اليمن، مستشهدا بحديث نبوي شريف مذكور في صحيحي البخاري والنرمذي، ونصه: “سئل النبي – صلي الله عليه وسلم – ما سبأ يا رسول الله، فقال ليست بأرض أو امرأة لكنه رجل ولد له عشرة من الرجال، تأيمن منهم ستة، وتشامن منهم أربعة، (أي سكن ستة منهم اليمن وأربعة سكنوا الشام).

ويري المؤرخ والفيلسوف العربي “ابن خلدون”ـ أنه كان هناك أكثر من “بلقيس”، الأولي عاشت في اليمن في العصر الحميدي، الذي بدأ عام 115 ق.م، وامتد حتي 400 ميلادية، بينما الملك سليمان تولي الحكم عام 922 ق.م، وعاش حتي 962 ق.م، أي في مرحلة تاريخية بعيدة جدا عن بلقيس اليمنية.

وبدورهما أكد المستشرقان “هالي” و”ميلر”، أنهما عقب القيام بالعديد من الحفريات في اليمن، توصلا إلي أنه لم يوجد في اليمن ملكة تدعي بلقيس.

أما “بلقيس” الحقيقية، فتكشف أسرارها البرديات المصرية القديمة – يقول د. كريم – وهي تؤكد أنها “بل ييس”، ابنة الملك المصري أوسركون (950 – 929 ق.م) وقد ولدتها له إحدي سباياه، التي أسرتها الجيوش المصرية أثناء محاركها التي انتهت بالسيطرة علي مناطق واسعة من الشام.

وقد ورثت ابنته عن أمها الجمال الصارخ والمعروف عن نساء الشام، فأطلق عليها اسم “بل ييس”، ومعناها : عرش الجمال، وحينما بلغت مبلغ النساء، قام الملك بتوليتها عرش ولاية الشام “الخاضعة لحكم مصر.

وفي هذا السياق، يشير د. كريم إلي أن طائر الهدهد الذي ورد ذكره في القرآن الكريم، لم يكن ليستطيع أن يطير مسافة ثلاثة آلاف كم، ما بين اليمن وأورشليم، بينما يكون ذلك معقولا إذا بدأ رحلته من الشام، ناقلا لسليمان ما رآه من مشاهد لملكة تعبد الشمس، من دون الله.

والمعروف أن الشمس كانت من رموز عقيدة التوحيد المصرية القديمة، في مراحل اضمحلالها، كما كان الحال في عهد الملك أوسركون.

بينما لم يعرف تاريخيا أو دينيا عن أهل اليمن عبادة الشمس، بل كانوا قبل دخولهم في الإسلام من عبدة الأصنام الحجرية.

ثم يفجر د. سيد كريم مفاجأة أخري، حينما يكشف أن النبي سليمان حينما تزوج “بلقيس” أو “بل ييس”، طلب من أبيها الملك أوسركون أن يمده بالبنائين والمعماريين المصريين، لكي يقيموا له هيكلا ضخما يليق باستقبال زوجته الجديدة، وهو ما حدث بالفعل حيث أنشأ المصريون هيكل سليمان وجمعوا في عمارته بين الطراز المعماري للمعابد المصرية المقدسة وبين فنون العمارة المصرية التقليدية، وقد أتموا بناء الهيكل في العام الرابع من عهد الملك سليمان “898 ق.م، بحسب البرديات التي توصل إليها د. سيد كريم.


ملكا مصر و" إسرائيل "


وتأييدا للرأي نفسه، يقول الدكتور عبد الحليم نور الدين، في كتابه “شانق إخناتون.. أحمس نفرتاري”: “بالإشارة إلي علاقة مصر بالمملكة الناشئة مملكة “إسرائيل”، فعندما ظهر الملك داوود نجح في توحيد الأسباط وتكوين هذه المملكة وبدأ يفكر في شن الحرب علي كل من يقاوم سلطانه.

وتحدثنا التوراه عن أحد قواد داوود ويدعي “يوآب” كان قد قام بهجوم علي منطقة آدوم، قضي فيها علي كل الذكور عدا أحد أطفال الأسرة المالكة ويدعي “هُدد”، الذي استطاع أن يفر وعدد من رجاله إلي مصر، “با سبا خع آن نيوت” وزوجه من إحدي الأميرات وهيأ له سبل الإقامة اللازمة.

وتشير التوراة إلي أن ملك مصر خرج علي رأس حملة إلي كنعان واستولي علي واستولي علي مدينة “جزر” وأحرقها ثم قدمها كهدية لابنته التي زوجها من “سليمان”، وكان “سليمان بن داوود” قد خلف أباه علي العرش، وكانت علاقته بالملك المصري طيبة وساعدت تلك المصاهرة علي استمرار تلك العلاقة بين الملكين المصري واليهودي”.

ويواصل د. نور الدين: “ظل سليمان يحكم إسرائيل فترة طويلة وساعده ثراؤه الشديد ورابطة النسب بينه وبين ملك مصر علي الاستعانة بالفنيين والحرفيين المصريين الذين شاركوا نظراءهم الفينيقيين في بناء هيكل سليمان”.


الهيكل الجديد


وتتواصل رحلة الهيكل مع التاريخ، حيث وفي عام 597 ق.م، احتل الملك البابلي “نبوخذ نصر”، أورشليم وأسر “صدقيا” ملك اليهود وأرسله مع 50 ألفا من الأسري إلي بابل، ثم قام بهدم هيكل سليمان إلذي لم تقم له قائمة بعد ذلك وإلي الأبد.

في عام 516 ق.م، احتل الملك الفارسي “قورش” أورشليم، وسمح لليهود بالعودة إليها، فأقاموا هيكلا جديدا في مكان غير الذي بني فيه الأول، ولم يكن بالطبع علي ذات المستوي من الرقي المعماري، الذي كان عليه الهيكل الأول الذين بناه البناؤون المصريون، الأعظم في التاريخ.

في عام 62 ق.م، احتل الرومان أورشليم بقيادة ملكهم اليهودي “هيرود”، وبدوره قام بتجديد الهيكل “الجديد” وأحاطه بجدار مربع بلغ طول ضلعه 180 مترا، بما اتسعت معه مساحته الكلية إلي 30000 متر مربع.

في عام 135 ميلادية، ثار اليهود ضد حكم روما، فقام القائد الروماني “تيتوس” باحتلال أورشليم بعد أن طرد الفرس، وقام بتدمير المدينة بالكامل، بما في ذلك الهيكل “الجديد”، وأسس فوق أنقاضه مدينة أخري أطلق عليها اسم “إيليا” كابيتولينا”، ومنع اليهود من دخولها.

وقد استمر اليهود محرومون من دخول “إيليا” أو أورشليم، لقرون تالية.

بعدها حاول اليهود العودة سرا إلي القدس، ما أثار غضب “هرقل” ملك الروم، فأصدر أمرا بحظرهم من الاقتراب من حدود المدينة كلها، بمسافة ثلاثة أميال.

في عام 600 ميلادية – 15 هجرية، فتح أمير المؤمنين الخليفة “عمر ابن الخطاب” – رضي الله عنه – مدينة القدس، ولم يكن فيها وقتئذ يهودي واحد، بل كان كل سكانها من المسيحيين، فأعطاهم “بن الخطاب” عهده بالحفاظ علي مدينتهم وحمايتهم وتأمين أرواحهم وممتلكاتهم ودور عبادتهم، وألا يكره أحدا علي دخول الإسلام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاميرات مراقبة ترصد فيل سيرك هارب يتجول في الشوارع.. شاهد ما


.. عبر روسيا.. إيران تبلغ إسرائيل أنها لا تريد التصعيد




.. إيران..عمليات في عقر الدار | #غرفة_الأخبار


.. بعد تأكيد التزامِها بدعم التهدئة في المنطقة.. واشنطن تتنصل م




.. الدوحة تضيق بحماس .. هل يغادر قادة الحركة؟ | #غرفة_الأخبار