الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حملات ملونة لاخضاع قضية المراة وليس الانتصار لها

منى حسين

2015 / 12 / 6
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


العد التنازلي لحساب حملة الايام الـستة عشر البرتقالية نحن في مرحتله.. وسائل الاعلام في كل مكان تتحفنا بما يرد هنا وهناك تنقل حوادث قتل النساء وتغطي احداث العنف والاضطهاد وتتوعد وتزمجر وتدور حول القضاء على العنف ضد المرأة.. جائت بربيبات وممثلين اتقنوا اداء ادوار احضان مؤسسات الربح والأستغلال.. لتحويل ذلك الظل المتدين الشرير الذي يلاحق حياة المراة الى أمل ينتظر عن طريقه الخلاص.. أستخدمت وتستخدم كل وسائلها المتاحة وغير المتاحة.. جائت بكل الدافئين في ما بين أحضان مؤسساتها المريضة.. لتنتج مؤتمرات مسعورة واجتماعات وورش تعقد على أنغام هزيع الالم والضياع الذي يغلفون به المراة وقضيتها.. تبويق على مستوى عالي وعزف لا يخلو من المكر والخداع.. لا يخلو من الغدر لكل ما تحرزه قضية المراة من تقدم وانتصار.. كتابات ومقابلات.. خطب ومقابلات.. غايتها تجميل ادوات العنف ضد المرأة..غايتها صناعة هدوء تام لثورة المراة وانتفاضها.. شخوص ونصوص حملت في طياتها أكبر الجرائم ضد الأنسانية عبر تاريخ طويل من الظلم والأضطهاد.. حملة الستة عشر يوما البرتقالية جائت لتهذيب تلك النصوص وتجميل شخوصها.. هدفها ان تستكين المراة وتخضع لجراحها العصري السالف واللاحق بقبول التمييز والاضظهاد كنتيجة حتمية لتاكيد وادامة وجودها..
حملة ضد العنف او حملة للتنديد بالعنف ماذا غيرت؟؟ او ماذا يمكن ان تغير لواقع يقر على المراة وعلى قضيتها التراجع والتهميش والتغييب!؟. ماذا يمكن ان تقدم ايام وحملات نظام العمل المأجور والأستغلال غير حلول التمييز الطبقي.. والتمييز على حساب الجنس والنوع والدين والطائفة.. اعنف عنف تتعرض له المراة واخطر ماتواجهه هو اغتصاب حياتها بالكامل.. اعنف واخطر ما تواجهه المراة هو منظومة الاديان زائد منظومة الراسمالية التي اورثت الانسانية باكملها الحروب والتناحر الطبقي والديني، لتدفع ثمنه المراة من فاتورة حياتها واستقلالها الانساني.. كل الخلافات السياسية تقصف قضية المراة وتمزقها..
كانت حرب المراة وستضل دفاع عن قضيتها لتعيش حياة التحرر والمساواة.. لبناء عالم انساني امن للجميع.. فكل الجهات واصنافها من المدنيين الى الدينيين ماذا قدموا او يقدموا للمرأة غير التراجع.. أعادو صياغة الجهل والأمية لتدق مساميرها في نعش ثقافة المراة بدعوى التعوير والنقص.. حق العمل حولوه الى عنوان البطالة بدعوى المتعة والجسد وقنونة البيع والشراء بذات المراة قبل جسدها.. حاربوا ثورة المراة وحضورها السياسي بثقافة التحرش والاغتصاب لردعها وكسر همتها الثورية.. حتى صار العنف والأغتصاب والتحرش يطارد المرأة كوباء ثقافي.. القوانين تحولت الى نباح خاوي لا يخيف.. كل هذا التستر وكل هذا الاشتباك يلقى على كاهل قضية المراة.. الاديان وجهلها.. والامراض وخطرها.. الاعتداءات وما يترتب عليها.. كل شيء صار ينهش بقضية المراة ويسير بها الى انتهاك يجر انتهاك.. ليسيدوا ثقافة االتعصب التي تدعم كل ما يهين ويذل انسانيتها..
قضية التحرر والمساوة تلك القضية الازلية.. قضية الانسانية باكملها.. قضية الوجود المتعادل والميزان الراقص على انغام الابداع والامان والتقدم والعلم.. لن تشرق شمس التحرر والمساواة من أقبية أنظمة الراسمال.. لن تندلع حرب التحرر والمساوة ولن تكون شرارة ثورتها من أروقة سياسة الامم المتحدة وهيئاتها.. لن ننتظر من النظام الطبقي رسم تحرر المرأة ومساواتها.. الانظمة الراسمالية لا يعنيها شان المراة وقضيتها.. لن نتوقف عند صراع وتسابق لا يوجد عند جرفه الا الارهاب والقتل والاغتصاب والسبي والتدمير.. يحاولون زراعة الأوهام بمفاصلنا.. علينا ان نستفيق الآن.. علينا ان نفهم معنى التحرر والمساواة انه يصدر من أعماقنا.. نحن التحرر والمساواة نحن مبدعيه ونحن من سيصنعه بأرادتنا ونضالنا المستمر..
التحرر والمساواة قضية لا تحتمل الرهان.. ولن يكون الاعلام المأجور ولا الخداع أحد ابوابها.. انه صوت الانسان الحقيقي وصوت الثورة من اجل عالم افضل لكل الانسانية.. التحرر والمساواة لن ياتي على بواخر الحملات الملونة.. حملات الترف والزينة.. حملات الكسب السياسي والجهات المانحة باسم المجتمع المدني.. حملات وشعارات دولية عالمية تلوك الكادحات وتلوك المضطهدات والمعنفات بلثة الجريمة وانياب الارهاب السائدة.. حملات بكل ايامها الطويلة والقصيرة لن تعود على المراة الا بصناعة اسماء للشهرة... معروفة وكبيرة تدس سياستها لترهيب المراة واضعافها. الان نعرف جيدا ان العنف الحقيقي هو الأبقاء على منابع الترويج للعنف ضد المراة أو محاولة تزويقها وتسويقها بلباس جديد.. لباس الحملات العصرية الذي يحاول اخضاع قضية المراة وحرفها عن هدفها التحرري المساواتي.. علينا ان نبدا حملاتنا لتجفيف منابع العنف الاساسية.. انها منظومة الانظمة الدين-راسمالية.. منظومة العنف ضد المرأة وضد الأنسانية.. مادام هناك عمل مأجور مادام هناك أستثمار واستغلال الأنسان للأنسان لن يكون هناك تحرر ولن تكون مساواة.. ما دام هناك سبي واغتصاب وخيم تاوي المشردات فلن تنفع حملات صناع اسباب الجريمة.. لننهض يقضية المراة فلن تنام ابدا تلك المبادئ فينا.. التحرر والمساواة هدفنا ولن نتفاوض مع حملات ملونة ترسمها لنا ريشة الارهاب والدول الداعمة لقتلنا وتعنيفنا وتشريدنا.. يدا من اجل الانتصار لنا ولمستقبل الانسانية باسرها.. التحرر والمساواة طريقنا وهدفنا.
****************
الامضاء
قلم التحرر والمساواة
لكل نساء العالم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - فاقد الشيء لايعطيه.
احمد حسن البغدادي ( 2015 / 12 / 6 - 21:58 )
تحية ست منى، نتمنى ان تكوني بخير دائماً .

وتعلقاً على موضوع اهانة المرأة في الدول الاسلامية،

نقول،

ان فاقد الشيء لايعطيه، اي ،

ان منظومة الأيدلوجيا الاسلامية كلها، هي ليست اضطهاد للمرأة فقط، بل هي نظام ارهابي متكامل، يتحكم بالمرأة في البيت والشارع ويدعمها بمنظومة قانونية اجرامية،
منها قانون مايسمى بغسل العار، وهو تبرأة المجرم القاتل الفاقد للشرف، بحجة حمايته لشرفه !!
فأي شرف يمتلك هؤلاء ، حين ينتهكون عرض وشرف الناس الامنين الأبرياء ، واغتصاب نساءهم وبيعها في سوق النخاسة، لا لذنب، سوى انهم غير مسلمون، كما تفعل داعش اليوم مع الايزيديات.

ان من شرع هذا النظام الإرهابي هو الاسلام، محمد وقرآنه، والإسلام فقط في العالم اجمع من يحمل هكذا ارهاب بحق المرأة، وغير المسلمين.

لذلك، يجب ان توجه جميع السهام نحو المجرم الحقيقي، وهو،

محمد وقرآنه،

وبغير ذلك، فان الحديث عن حقوق الانسان مجرد هراء، ومضيعة للوقت، يستغله المتأسلمون لذر الرماد في العيون لحجب حقيقة الاسلام.

ان فاقد الشيء لايعطيه،
ان من فقد انسانيته وأمن بالإسلام، لايستطيع ان يحترم المرأة وغير المسلمين، لانه كفر بالاسلام.

تحياتي...

اخر الافلام

.. مها أبو رسلان شقيقة شاب توفي تحت التعذيب


.. معرض --We Can صوت الأطفال النازحين من قطاع غزة




.. معلمات السويداء تشاركن في الصفوف الأولى للاحتجاجات


.. المحتجة إلهام ريدان




.. المعلمة المتقاعدة عفاف أبو إسماعيل