الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أول الرقص حنجلة

حسين عبد المعبود

2015 / 12 / 9
كتابات ساخرة


أول الرقص حنجلة
الحنجلة هي المشية التي تشبه مشية الحجل ، فالحجل له مشية مميزة على الأرض هي أقرب للرقص منها إلى المشي ، وبعدها هزة يمين وهزة شمال وهزة خصر وبذلك يتحول الحجل إلى رقص ، لذلك يقال أول الرقص حنجلة ، ويقال هذا المثل لمن يظهر بوادر لشيء ما وخاصة إذا كانت بوادر لشيء سيء ، وهذا ما ينطبق تماما على كثير من أعضاء برلمان 2015 الذي توقعنا أن يكون أسوأ برلمان في تاريخ مصر ، وهذا ليس تشاؤما ولكن لأن المناخ العام لا يسمح إلا للسوساوية المباركية ، والساسة الجدد ، ومن خُدِع ومن طَََََََمع ، وها هي الأحداث تثبت صحة ما توقعناه وعكس ما روجه إعلام العار ، فقبل إجراء عملية الانتخابات ونحن نرى أن غالبية من ترشحوا سيساويه أكثر من السيسي ، وآه من الطبالين الزمارين ، ولم نسمع عن صوت واحد معارض في أي دائرة من دوائر الجمهورية، لا في من نجح بحكم القانون ، ولا في من لم يوفق ، فهو برلمان الصوت الواحد ، وبه الكثير من الراقصين والحناجلية .
فهذا لواء لم نعرف عن تاريخه العسكري شيئا ، ولا الاجتماعي ولا السياسي ، وما عرفه أحد إلا بعد أن قدمه إعلام العار على أنه خبير إيه ومحلل إيه يخرج معلنا بغرابة شديدة متحنجلا : أن التحالف في حب مصر لن يكون إلا دعما للسيسي ، وكأن البرلمان ما وجد إلا لدعم السلطة أيا كان توجهها وانحيازها ، على أمل أن يكون له نصيب في الكعكة .
وهذا ( جحا 30يونيو ) ينشد راقصا بكلام غريب وعجيب ، ليس له سوابق برلمانية ، فيدعو لاجتماع عاجل بمقر البرلمان لمن أعلن فوزهم لبحث السبل التي تجعل من أعضاء البرلمان يدا واحدة ورأيا واحدا خلف القيادة السياسية، مما يتنافى مع أبسط القواعد الديمقراطية والبرلمانية ، فلا توجد ديمقراطية بلا تعددية ، ولا يوجد برلمان بصوت واحد ، مما يؤكد أنه يجهل معنى الديمقراطية ، ويجهل معنى برلماني ، مع ملاحظة أنه يجهل أنه ليس برلمانيا حتى الآن لا هو ولا غيره إلا بعد أداء يمين القسم ، فإعلان النتيجة ليس شرطا وإن كان في حكم المؤكد ، الشرط هو أداء يمين القسم ليصير نائبا . ويزداد رقصه سخونة ونفاقا بإعلان ترشحه لرئاسة مجلس النواب للعمل على تعديل الدستور لتكون مدة الرئاسة 6 سنوات بدلا من أربع يعني المدتين 12 سنة بدلا من 8 سنوات ، وهذه هي الحنجلة السياسية .
وتأتي ثالثة تدعو لإسقاط الجنسية المصرية عن الدكتور محمد البرادعي والدكتور أيمن نور وكل المطاردين سياسيا بالداخل و بالخارج ، وهذا دليل أكيد على عنصرية واضحة تدفعها لتقول : هذا من شيعتي وهذا من عدوي ، ولم يكفهاِ حالة الانقسام الشعبي الناتجة عن سياسات خاطئة تخفي فشلها تحت عباءة الإرهاب ، و دعاوى زائفة ورقص نهايته البكاء ؟
وهذا صاحبنا الصحفي اللي كان بيقول : بابا حسني ، وبعدها سب البرادعي تحت قبة برلمان الإخوان تزلفا إليهم ، والآن يأتي بالطين ويضع على رؤوسهم ، وهناك الكثير والكثير لأمثال هؤلاء وهؤلاء من الانتهازيين الذين لا يجيدون إلا الحنجلة والرقص على الحبال ، ولا يعنيهم ما تعانيه مصر بسبب السياسات الخاطئة ، والاقتصاد المنهار ، والسياحة التي ولت ، والمشروعات الفنكوشية ، ولا انهيار قيمة الجنيه ، ولا جيش البطالة ، ولا الارتفاع الجنوني للأسعار ، ولا انهيار التعليم والصحة والزراعة والصناعة والتجارة ، ولا وقف الحال الذي نعيشه . المهم تحنجل لتتعلم الرقص . فأول الرقص حنجلة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - الناقد الفني طارق الشناوي يحلل مسلسلات ونجوم رمضان


.. كل يوم - طارق الشناوي: أحمد مكي من أكثر الممثلين ثقافة ونجاح




.. كل يوم - الناقد طارق الشناوي لـ خالد أبو بكر: مسلسل إمبراطور


.. كل يوم - الناقد طارق الشناوي: أحمد العوضي كان داخل تحدي وأثب




.. كل يوم - الناقد طارق الشناوي : جودر مسلسل عجبني جدًا وكنت بق