الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العدالة والتمنية والمصباح في مؤخرة السفينة

عبدالحق رحيوي

2015 / 12 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


العدالة والتنمية، و المصباح في مؤخرة السفينة.
عندما يتعلق الأمر باختيار الأحزاب السياسية أو الشخصية السياسية في المغرب، فإن قدرنا أن نخطئ دائما، لقد كنت واحدا من المتحمسين لحزب العدالة والتنمية، ولطالما تمنيت أن يصعد هذا الحزب إلى منصة الحكم، لعله يصنع تاريخا جديدا للسياسة المغربية. الأمر هنا لا يتعلق بإسقاط التجربة التركية على الحقل المغربي، ولكن لكونه الحزب السياسي الذي لم يمر من تجربة الحكم، أو ربما قلت في نفسي بقليل من الأمل لنمنح هذا الحزب فرصة، لعله يضمد جراح آلمنا ونحن نرى حكومات تتعاقب دون جدوى وكأنها مجرد فريق يلعب في قسم الهواة.
لم يفلح الميزان عبر التاريخ الطويل في تحقيق العدالة، اللهم إذا كان حقق العدالة الطبيعية، والتي تقتضي أن يخضع الضعيف للقوي ولا مفر من قانون الطبيعة غير العادل. ونفس الأمر يقال على الاتحاد الاشتراكي، لم يزرع الورود في حقول الفقراء، ولم يحقق لا اشتراكية في الإنتاج ولا في الاستهلاك، وكأن الأسماء لا قيمة لها، تمنح اعتباطا،.. هكذا توالت الأسماء والنتيجة واحدة الاغتناء من السياسة والصمت في القضايا الكبرى وترديد ما ردده الأوائل من السلف. كان حزب العدالة التنمية من الأحزاب القليلة التي تحدثت عن طقوس البيعة، والثروة، واقتصاد الريع، لكن كانت مجرد شعارات خولت للحزب الدخول في تجربة جديدة وربما تكون الأولى والأخيرة.
يتخذ حزب العدالة والتنمية من المصباح رمزا له، المصباح رمز للنور، لكنه نور لا يضاهي أنوار الحداثة وإنما ضوء منبعث من مصباح تقليدي لا يكاد يضيء على نفسه، كان يريد الحزب بهذا الشعار أن يكون قريب من شعبه يضيء ليلهم الحالك، لكن اتضح في ما بعد أن الحزب الذي سيجهز على آخر ما تبقى من أحلامهم.
المصباح في آخر السفينة عبارة لها أكثر من دلالة ومعنى، السؤال الذي سيتبادر إلى ذهن القارئ ما الفائدة من أن يضيء المصباح على آخر السفينة ؟ الجواب سهل جدا والحكم واضح، إنه مصباح لا فائدة منه لأننا نريد أن نرى أمامنا أما الوراء ولو كان فيه فائدة لمنحنا الله عينين في الوراء وليس في أمام كما أرادت حكمته.
هذه العبارة تنطبق فعلا على العدالة والتنمية وهي أن مصباحها لا حاجة لنا إليه بعد أن تركتنا لا نرى شيئا أمامنا، بل أكثر من ذلك بدئنا نفقد بعض ما نملك، أسعار الكهرباء والماء ارتفعت وهذا ينذر بخطر كبير حيث من المحتمل أن يجد العديد من المواطنين غير قادرين على دفع تكاليف الطاقة الضوئية ويعود بهم القدر إلى الشموع، والسبب هو المصباح. أما عندما يتعلق الأمر بالنور الحقيقي "التعليم" فإن الكوارث تتوالي. وحدنا الدولة الوحيدة التي تسير بخطى ثابتة نحو التأخر في هذا القطاع الحيوي، ونقترب كل يوم أكثر من كهف أفلاطون المظلم، حيث لا ندرك سوى الظلال والأشباح، ونرهن فكرنا بالقضايا التافهة.
لم تضع العدالة والتنمية المصباح في وراء السفينة اعتباطا، وإنما تريد أن تترك ما يكفي من الظلام لمن يوجدون في مقدمة السفينة لسرقة الوطن، والنتيجة ستكون منطقية لا نعرف من سرق الثروة لأن كل شيء تم في الظلام والعلم عند الله وحده.
هكذا سيجد الأغنياء فرصة لبناء سفن جديدة والفرار بعيدا عنا بينما سفينتنا التي وضعنا العدالة والتنمية قبطانها وضعت مصباحها في آخرها وتركتنا نذهب إلى المجهول وكل الخوف أن تغرق بنا السفينة، كما غرقت قوارب المهاجرين في قعر البحر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السعودية.. شخص يطعم ناقته المال! • فرانس 24 / FRANCE 24


.. الادعاء الأمريكي يتهم ترامب بالانخراط في -مؤامرة إجرامية-




.. هذا ما قاله سكان مقابر رفح عن مقبرة خان يونس الجماعية وعن اس


.. ترامب يخالف تعليمات المحكمة وينتقد القضاء| #مراسلو_سكاي




.. آخر ابتكارات أوكرانيا ضد الجيش الروسي: شوكولا مفخخة